" 13"

78 17 2
                                    

بريد الرسائل 💌:

"أنَت الضَّلْعُ الْذِي أَنَتمِي إِلَيه"...♡
.
.
.....
_____________

ينظر إليها باستغراب وكأن لسانه عبارة عن مئات العقد؛ لا يعلم ماذا يقول!

-"تريد أن تعرف ؟"

هز رأسه بنعم لتكمل:
-"لم يسبق لي أبداً أن حدثت أحد عما حدث معي ولكنني سأخبرك باختصار شديد"
.
.

كنت في السادسة عندما أجرى أبي عملية لزراعة القلب،
كان كل شيء بخير؛ أبي، أمي، أنا و أخي التوأم،
كنا عائلة صغيرة من كان ليعتقد أن كل ذلك سيحدث معنا بعد عملية أبي، بعد مايقارب سنة من نجاح العملية اتضح لنا بأن المتبرع كان يعاني من أمراضٍ نفسية، لذلك كان أبي في حالة اكتئاب دائم، لم تتحمل أمي الوضع، كانا يتشاجران طوال الوقت إلى أن إنفصلا، أمي لم تكن تريد حق الحضانة لأنها كما تزعم مشغولة بعملها وليس لديها الوقت، أما أبي فكان حاله يزداد سوءًا يوماً بعد يوم، إلى أن دخل المستشفى،
توفي بعد ثلاثة أيام بجلطة..
ماحدث معي و أخي لم يكن بهين أبداً، أُمنا تخلت عنا وأبي غادر الحياة، بقي عمي هو الوصي الوحيد علينا، أشعرنا بحنان الابوين رغم صغر سنه في ذلك الوقت، استطاع تحمل مسؤليتنا والاعتناء بنا، ربما تتسائل عن قدراتي في الدفاع عن نفسي،لقد شجعني أخي لممارسة الكارتيه، لن أنسى كلامه حينما قال لي:
-"ستحتاجين يوماً لدفاع عن نفسكِ وربما لا أكون بجانبكِ لمساعدتكِ لذا أصر على أن تتعلمي الكارتيه ولا تقلقي أنا سأتعلم معكِ"

و في الثالث والعشرين من ديسمبر توفي أخي غرقاً في البحر
تركني من كان كل شيء بالنسبة لي من كان يُعينني على تحمل ضغوطات الحياة في ذلك العمر الصغير، كان بجانبي دائماً يشجعني على نسيان ماحدث معنا ولكنه ذهب دون أن يودعني..
كان قطعةً من روحي فقط أخبرني كيف يمكن للشخص العيش و نصفه الآخر تحت التراب؟!
لم أتحمل كل هذا الآلم فقررت إنهاء حياتي -كنت غبيةً-، توجهت إلى الطريق السريع، وقطعت الطريق أمام ذلك العدد الهائل من السيارات المسرعة، صدمتني احداهم اعتقدت بأن وقتها انتهى و بأنني وأخيراً سأموت ولكن يبدو بأن الحياة متشبثة بي، دخلت غيبوبة لمدة شهرين، و عندما آفقت منها كانت هذه الندبة على وجهي، إحتك جانب وجهي الايسر بالطريق؛
امضيت سنة وأنا في العلاج النفسي، كان عمي بجانبي، اعتنى بي  ولم يتزوج بسببي، وحينما بلغت الثامنة عشر طلبت منه أن يذهب ويكمل حياته فأنا بخير الآن،
في البداية كان يرفض الفكرة ولكنني أقنعته
اشترى لي هذا المنزل، يزورني كل مرة او مرتين في الشهر.

-"والآن سمعت قصتي يمكنك الذهاب"

ينظر إليها بطريقة لم تعدها منه؛ خطى نحوها بحزن يتلألأ في عيناه، مسح على رأسها بحنان وقربها من أضلعه!

-"أنا أسف على كل ماعانيته، لم أكن أعلم بأنكِ تحملين كل هذا الآلم في قلبكِ!، اعذرني على عدم فهمكِ، اسف لازعاجكِ اسف حقاً اسف"

-"لماذا تتأسف؟ أنت لم تفعل شيء، حقك أن تظنني فتاة غريبة بسببي معاملتي لك، أنا من يجب عليه الاعتذار، كنت لطيفًا معي بينما كنت حقودة"

احتضنها بقوة وكأنه يحاول دفنها بين أضلعه إلى الأبد، و لم تعترض هي على ذلك، هي بحاجة ماسة لشخص يفهمها ويحضنها بهذه الطريقة هو مختلف عن الآخرين، لطيف، حنون، صبور.

-"جوني.."

-"نعم؟"

-"ألم تكتفِ بعد؟"

"من ماذا؟"

"من هذا الحضن!"
تدارك الموقف ليفصل العناق، يحك رقبته بتوتر
-"أسف لم استطع منع نفسي"

-"لا عليك"

-"هانا.."

-"نعم"

-"كوني بخير لأجلي"

.
.
.
.
يتبع🌊🩵...

 My Soul || روحي ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن