"8"

100 17 1
                                    

بريد الرسائل 💌:

"ظَننتُكَ اْلغَرِيب و لَمْ أنَتبِه لِكَوْنِك اْلأَقرَب"...♡
.
.
....
_________________

تتقدم بخطواتٍ بطيئة تتخللها تنهدات تعب، إلى أن وصلت إلى المكان، ليس مكانها الهادىء الذي تهرب إليه في كل مرة، بل توقفت رجلاها عند محطة الباص!!

شيء غريبٍ بالنسبة لها فهي طوال السنوات السبع الماضية تلجأ إلى ذلك المكان بالتحديد أما اليوم فلا تعلم كيف وصلت هنا وكأن الأمر خارج عن إرادتها..

تبحث بينهم عن وجه ذلك الغريب

انتظرت أربع ساعات علها تلمحه صدفةً انتظرته كثيراً، وصل الباص الخامس منذ انتظراها هنا..

زفرت بخيبة أمل
و قبل أن تضع قدمها داخل الباص، سمعت صوته ينادي عليها، يركض بسرعة و بنفس متقطع ناحيتها إلى أن وصلها، يحاول تنظيم أنفاسه كي يتكلم:
-"كيف حالكِ؟"

لا تعلم بما تجيبه فهي تصارع ذاتها الآن تحاول لإجابة على اسئلتها!،
-لماذا كنت أنتظره؟-
-لماذا جلست هنا؟..-

افاقت من شرودها لتدلف بالداخل وتجلس في مكانها،
بينما هذه المرة جلس بالقرب منها، حتى التصق جسده بجسدها

-"انظري لقد اشتريت كمامة أيضاً من اليوم سأخفي وجهي عنكِ حتى نكون متعادلين"

تحاول عدم الابتسام على لطافته الغير طبيعة،
لماذا هو هكذا؟!
هل حقاً يوجد هذا النوع من البشر لا يحاولون تصنع طبع غير طبعهم بل يكونون على سجيتهم؟!..

قاطع شرودها حديثه الذي لا ينتهي:
-"حسناً، لا أعلم حقاً إن كنتِ لا تستطيعين الكلام أم أنكِ فقط لا تريدين التكلم معي، على العموم قررت أن أتعلم لغة الاشارة من اليوم، أريد أن أتواصل معكِ
كما أنني أحب أن أتعلم اشياء جديدة"

تحاول اظاهر اللامبالاة فهي جيدة في اخفاء مشاعرها
وكما يبدو بأنه اعتاد على تجاهلها له،
أخرج الكمامة وألصقها بوجه

-"سأقابلكِ بها كل يوم إلى أن تقرري أنتِ بنفسكِ اظاهر وجهكِ لي، اتقفنا"

بسط يده لها، نظرت إليه والتفت للناحية الأخرى،
الأبله صافح نفسه!

-"حسناً ياصديقي يبدو بأن الطريق صعب"
كان يحدث نفسه..
-"ممنوع اللمس وممنوع اظهار الوجه، وأخيرًا ممنوع الكلام"

تجاهلت حديثه هذا لتركز على الطريق محاولةً تجاهل نبضات قلبها القوية..
توقف الباص عند المحطة حيث نُزلها استقامت من قعودها لتخرج وبغير وعيٍ منها التفلت ناحيته،
ليلوح لها بيده كعلامة وداعاً.

.
.
.
.
يتبع🌊🩵....

 My Soul || روحي ✔Where stories live. Discover now