"5"

120 22 2
                                    

بريد الرسائل 💌:

"كُنتْ أنَت حِينَ غَادَرنِي الْجَمِيع"...♡

"غَرِيبٌ أَمَرُكَ بِمُجَرَدِ رُؤيَتِكَ يَتَغْيرُ عَالَمِي"...♡
.
.
.
...
______________

خرجت من المنزل إلى الجامعة بعد أن ودعت عمها صباح اليوم تشعر بالراحة الآن
وبطبيعتها الهادئة تغادر إلى جامعتها لا كلمة تخرج من ثغرها أبداً لا تتحدث إلا مع أشخاص تشعر معهم بالراحة وكلهم عمها..

بدأت المحاضرة وعند الانتهاء منها طلب البروفيسور من الطلاب تكوين مجموعات ليغادروا في الحافلة من أجل رحلة  إلى البحر.

-"البحر"-

ما إن سمعت تلك الكلمة ليشتغل ذلك الشريط في عقلها
أصوات
صراخ
بكاء
ندم
آلم

تستعيد تلك الذكرى وكأن آخر مكانٍ مظلم من ذاكرته ينشط بشكل أقوى، تتذكر كل تفصيل في ذلك اليوم وبدون وعي منها أغمضت عيناها واضعةً يداها على اذنيها

و تلك الاصوات تعلو أكثر في مسامعيها وذلك اليوم بأحداثه يمر على عينيها
نزلت من وقفوها
لتطلق صرخة أرعبت الطلاب من حولها لينظر إليها الجميع  باستغراب!..

يهمسون:
فتاة مجنونة!
فتاة غريبة!
لماذا تصرخ؟!
لماذا تغمض عينيها؟!
تحتاج إلى علاج نفسي!
يبدو بأنها تعاني من مرض نفسي، المسكينة!

يكفيها الاصوات بداخلها ليزيد الضغط عليها أكثر من نظراتهم لها ودنوهم منها وأصواتهم تزداد أكثر!

اجمعت ماتبقى لها من قوة، و ابتعدت عن المكان بسرعة..

تهرول بتعب والدموع لا تنفك عن النزول!
تبللت الكمامة على وجهها من كثرة دموعها

و أخيرًا تصل إلى مكانها و مخبأها الآمن، لتنزع الكمامة عن وجهها وترميها بعيداً مطلقةً العنان لصراخها الموجع

جف حلقها لكثرة بكائها؛ تتنفس بصعوبة وبكد، شهقاتها تتعالى و الآلم يعتصر قلبها..

.
.
.
.....

اختفت الشمس ليحل الظلام ويظهر القمر في وسط السماء

مستلقيةً على الأرض تحتضن حقيبتها، نائمة بهدوء بعد اخراج كل ذلك الآلم و البكاء ..

شعرت بالنسمات باردة تداعب وجهها، لتفترق أهدابلها عن بعضها ببطء؛ تعيد النظر حولها لتتأكد من أنها مازالت في مكانها بعيدة عن الجميع؛ اعتدلت واخرجت قنينة الماء
تسترسل قطرات الماء الباردة مرورها بحلقها الجاف فتروي عطشها القاتل..

أخرجت كمامةً آخرى من حقيبتها بعد أن رمت السابقة، ألصقتها بوجهها خافيةً ملامحها وتلك الندبة، استقامت من قوعدها لتتجه خارج عالمها الهادىء..
.
.
.

عيناها تراقبان المكان بصمت و هي في انتظار قدوم الباص، لم تنبته للذي بجوارها يشير بيده لها كعلامة مرحبا

بينما تنظر في الفراغ وقف من مكانه أمام وجهها يشير بيده
استقرت عيناها عليه ليرجع إلى مكانه.

-"كيف حالكِ؟" قالها بصوته مع بعض الاشارات

وكما عادتها لم تعره اهتمام، ليصل الباص و تحررت من جمودها، اتجهت إلى مكانها المعتاد، أما الآخر لا يستسلم أبداً جلس بجوارها

-"لماذا عيناكِ متورمتان؟!" كان يشير بيده إلى عينيها
رفعت بصرها نحوه  لتلاحظ ملامح وجهه!
عيناه المشقوقة بطريقة جميلة وشعره الأسود، أنفه الطويل..
يذكرها اصراره على الحديث معها بأخيها

تجمعت الدموع في مقلتي عينيها، معلنةً الاستسلام لبكائها..

رأف لحالها المتعب فترك لها مساحتها الشخصية كي تبكي على راحتها حتى انتهت، نزعت الكمامة عن وجهها بعدما تبللت تماماً من دموعها، بينما أخفى شعرها المنسدل ملامحها
تنظر إلى الاسفل فلا تريده أن يرى وجهها أبداً

-"كيف اصبحتِ الآن؟"

هزت رأسها بهدوء مع رفع ابهامها كعلامة بخير

-"جيد،
أسف لازعاجك مرةً أخرى،
لا أعلم ماسبب بكائكِ ولكن اتمنى أن تكوني بخير،
لا تدعي الحزن يتغلب عليكِ،
اشعر بأنكِ فتاةٌ قوية،
لذلك حاولي أن لا تستسلمي للحزن أبداً،
حاربي بكل قوتك ولا تتركِ له فرصة،
عندما تشعرين بالحزن تذكري مواقف جميلة حصلت معكِ أياً كانت،
فقط ابعدي تلك الافكار السلبية و الحزينة عن عقلك،  استنشقي بعض الهواء النقي وافعلي شيء تحبينه، المهم أن تشغلي عقلك عن ذلك الحزن،
الحزن لا يليق بعيناكِ"
.
....

كيف لهذا الغريب أن يشعرها ببضعة كلمات بالاطمئنان؟ رغم أنها لا تعرفه ولا تعلم ما اسمه ومن يكون ولماذا يساعدها ولكنها فقط شعرت بالراحة لكلامه المشجع لها..

.
.
.
.
.يتبع🌊🩵...

 My Soul || روحي ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن