الحلقة 22

6.9K 303 4
                                    


الحلقه الثانيه وعشرون


ساره 

خلف نافذه حانتي المطله على ساحه الاعدام كنت اجلس على الارض لا اقوى على النهوض لرؤيه مشهد شنق نوح بل اخذت ابكي حزنا عليه فرغم بشاعة ما اقترفه بقى في داخلي جزء يصدق نبل هدفه ويشفق عليه بعدما اضاع حياته وفاء للملدية التي احبها عندما تعالى الضجيج في الخارج عرفت ان قائد الجنود أمر بجره الي المشنقة ثم سمعت صراخه باسم ناي فلم استطع امساك نفسي عن مزيد من البكاء بعدما وصلت صرخاته الى اذني وكانها تقول اعتني بناي من بعدي يا ساره ثم حل السكون مفاجئ فاصابتني الحيره بعد الشيء خاصه انني لم اعتد ذلك السكون عن حاضري الاعدامات قط بالعكس كانت صيحتهم في ذلك الوقت عادة ما تتعالى لاعنة المعدوم و محتفله بعقابه ولما طال ذلك السكون نهضت وفتحت نافذتي في فضول كي اتبين ما حدث فوجدت الجميع جامدين رافعين رؤوسهم نحو السماء محدقين الي الشاهد الذي عاد إليها ومنهم من ينظر الى نوح مرتعبا متخيلا ان صرخاته باسم ناي هي ما أعادت الشاهد الي الظهور حتي أن قائد الجنود اوقف الاعدام في الحال ثم تحول السكون الي حالة من الهرج والمرج عندما فوجئنا بمجموعة صغيرة من هياكل الذئاب العظمية تجري بين المحتشدين وتهاجمهم لادرك ان اجدادنا فوتوا جثث بعض الذئاب لم يدفنوها كلها في الوادي الاسود اثارت تلك الهياكل هلع الجميع فركضوا متفرقين في جميع الاتجاهات محتمين ببيوتهم بينما احاط الجنود بقائدهم وبالقاضي ونسوا امر نوح الذي ظل واقفا وحيدا فوق المنصه ينظر الى ما يحدث في جمود وكانه يظن انها خيالات واوهام يراها وحده فحسب قبل ان يدرك انها حقيقه ويحاول تخليص نفسه من الحبل المقيد لمعصمه حينذاك خرجت سريعا وركبت حصاني ورقدت به نحو المنصه لاصرخ اليه وهو يواصل محاولاته لتحرير قيده هيا لا يوجد لديك وقت قفز الى صهوة الحصان خلفي فرقدت به نحو عيادته بينما بدا الجنود في ملاحقه هياكل الذئاب بعدما حررت معصمه بسكين في عيادته قال في حماس شديد وهو يملم ادواته الجراحيه سريعا كنت اعرف انه سيظهر يوما ما ساصلح قلبها سيدتي ساصلحه فتساءلت في قلق ماذا ان كانت الفتاه قد نهضت بالفعل قال لا اظن ان الياخشال معزول عن السماء بصخور جبليه مائل فوقه كان المكان مثاليا في تلك النقطه على ان اصلح قلبها اولا ثم اخرجها الى الفضاء المجاور ليصل لها ضوء الشاهد ثم حمل جرابا قماشيا كبيرا وضع في ادواته الجراحيه ومصباحه وبعض الملاءات والضمادات وفستانا نسائيا ابيض اللون وانطلق بحصاني وانا اركب وراءه نحو ياخشال ناي كان النهار قد طلع عندما وصلنا الى هناك فتح الصندوق فوجد الثلج لقد صار ماء باردا حمل ناي منه وانتظرني حتى اغلقت الصندوق واضع عليه ملاءة نظيفه من الملايات التي احضرها معه ثم ارقدها عليها برفق بعدها اشعل مصباحه واعطاه لي لكي امسك به وفرش ملاءة نظيفه اخرى على الارض بجواره ووزع فوقها الاته الجراحيه التي بدا ان جهزها جيدا من اجل تلك اللحظه شق اولا فستان ناي القديم مظهرا نصفها العلوي بالكامل ثم امسك سكينا صغيرا واحدث شق راسيا في منتصف صدرها تماما تسارعت حينها دقات قلبي فرغم انني رايت ابي كثيرا وهو يعالج جروح واصابات بالغه فانني لم احضر معه قط وهو يشق صدر انسان ويهم بفتحه لم يعبأ نوح بانفاسي الثلاهثة وامسك بسكين اخر في بروزين صغيرين جانبين عند طرف نصله وغرزه في تجويف باعلى عظمه منتصف الصدر التي ظهرت امامنا ثم امسك بيده الاخرى مطرقه صغيره وبدا يترك بها على السكين فبدات العظمه تنشق رويدا رويدا في مسار ثابت حتى شقت عن اخرها نظرت له في انبهار وانا افكر في انه لقد اجد تلك الطريقه من خلال تجربته في الجثث التي اخرجها من القبور نجاحا فيما هدف اليه تماما بعدها فتح الصدر امامنا باستخدام مبعدين معدنيين فظهر التجويف الصدري وما به من قلب ورئه واوعيه دمويه امام عيني ابعد الرئه المغطية لجزء من القلب وساني ان اقترب المصباح بعض الشيء واخذ يفحص القلب مليا حتى نظر لي بأسما وهو يقول بارتياح واضح ان الرمح لم يخترق الجدار الخلفي للقلب ان الجدار الامامي فقط هو ما أصيب انني محظوظ للغايه ثم قطع جزءا صغيرا من غشاء القلب وثبته فوق الجرح الظاهر امامنا قبل ان يبدا في طاقيته في هدوء وتركيز شديدين تمنيت لو كان ابي موجود ليرى المهاره التي يخيط بها نوح الجرح حتى انتهى فقال اعتقد ان الدماء ستتدفق الى العروقها مع نهودها لقد اغلقت الجرح مثلما تعودت ان افعل في تجاربي الناجحه قالت باسمة ستصبح بخير هزه راسه ايجابا ثم تاكد من عدم وجود اصابات اخرى في الرئه او الاوعيه الدمويه واغلق القفص الصدري مجددا باستخدام اسلاك نحاسيه رافعه مررها من بين الضلوع بدا يحيد نصف العظمه منتصف الصدر المشقوقه ويلفها باحكام شديد لقد اغلقت تماما ثم خيط الجلد من فوقها وترك ابرته جانبا وقال متنهدا لقد انتصرت اكثر من اربع اعوام ونصف حتى تاتي هذه اللحظه سيتبين النتيجه مع ظهور الشاهد ليلا قالت وانا انظر الى صدر الفتاه اعتقد بعد كل ما حدث سينجح الامر قال اتمنى ذلك ثم سالني ان البسها فستان الذي احضره معه وخرج لينتظرني في القارض ففعلت ما طلبوا مني ثم ناديته فدلف الى الداخل الياخشال مجددا لنجلس بجوار ناي في انتظار حلول الليل لم نتحدث كثيرا خلال ساعات التي مكثناها ننتظر اذا ظل الفتي شاردا طوال الوقت محدقا نحو ناي وكلما هيئ له ان الفتاه تتحرك انتفض من جلسته ليقترب منها وعندما تاكد من سكونها يعود مره اخرى ليجلس بجواري فأقول له باسمة لم ياتي الليل بعد فيهز راسه في توتر ويواصل حملقته فيها عندما حل الليل خرجنا من الياخشال ونظرنا نحو الشاهد نظره طويله شعرت حينها بالاضطراب الذي يغمره كليا قبل ان ينظر الي وكانه يريد مني كلمه تدفعه لفعلها فقلت لقد حانت اللحظه التي انتظرناها لسنوات وكدت تموت من اجلها قال لم اظن انني ساكون مرتبكا الى هذا الحد فقالت مشجعه لقد فعلت ما عليك ان انتظرنا النتائج دائما ما يرافقه قلق انه امر طبيعي هيا لنرى كيف كانت مهاراتك في اصلاح القلب الفتاه ايها الطبيب الماهر فهزا راسه صامتا بوجهه يحتقن من الارتباك ثم دلف الى الداخل الياخشال حامل ناي وخرج بها الى رقعه ارض مكشوفه كنت قد فرشت بها ملاءة نظيفه وضعها عليها لم نكن في حاجه الى ضوء المصباح بعدما كان الضوء الشاهد والقمر الاخر كافيان لاظهار كل شيء ورغم ذلك احضر المصباح الى جانبها ووقف بجوارها ينظر الي فمددت يدي وامسك بيده التي كانت ترتجف قال فجاه وكانه تذكر شيء ستشعر بالالم شديد عندما تنهض قلت باسمة ما اكثرها الاعشاب المسكنه قبل ان اصرخ الي عندما لاحظت بدا زوال شعوبها شيئا فشيء وكان الدماء اندفعت في عروقها كالماء يتدفق الى الانهار الجافه لتعطي جلدها لونا ورديا فاتحا فزاد ارتجاف يده قبل ان ينزل على ركبتيه بجوارها بانفاس كنت اسمعها ويفتح ازرار فستانها باضطراب ويقرب المصباح من صدرها ويمد طرف اصابعه الى الجرح المخيط في منتصف الصدر ويقول غير مصدق هناك قطره من الدماء بين حافتي الجرح كانك خيطت جرحا حديث قال لقد بدات المعجزه في الحضور قال وهو يضع اذونه على صدرها الساكن لم يدق قلبها بعد لكنه ما لبث ان فتح فاهه مذهولا وقال لا هناك دقات ضعيفه نوعا ما لكنها دقات قلبيه ثم رفع راسه عن صدرها وسرق وهناك تنفس ايضا وقال لندعها تنال كفايتها من الضوء الشاهد لدينا الليله باكملها هز راسه موافقني بايماءات مضطربه سريعه وعاد كالطفل ليجلس على بعد خطوتين منها لكنه سرعان ما رجع اليها ووضع اذنه على صدرها وقال ما زالت ضعيفه ضحكت وانا اقول لم تمر دقيقه منذ اخر مره سمعت فيها دقات قلبها فعاد الى ما كانوا وجلس وقتا اطول تلك المرة شيء فشيء صارت حركه صدرها ملحوظه ولما عاد نوح وضع راسه مجددا فصاح في فرحه كبرى صارت دقات القلب اقوى يمكنك ان تضع راسك لتسمعها قلت باسمة وانا استشعر الدفء يديها لا احتاج لسماع قلبها لقد نهضت اميرتك ايها الفتى اعتقد انها نائمه فحسب قال هامسا وكانه لا يريد ازعاجه من نامها ساظل بجوارها حتى تنهض من تلقاء نفسها فضحكت وقالت وانا لن اغادر حتى اشاهد لحظه لقائكم ضحك وربت على يدي شاكرا واكملنا جلوسنا بجوارها حتى طلع النهار ورحل الشاهد عن السماء حينئذ جس نبض شريان رقبتها في ترقب وعندما تاكد انه لا يزال محسوسا كانت استلقى بجوارها ناظرا الى السماء في ارتياح زال عن صدره بعدها بقليل ابصرت اصابع يد الفتاه اليسرى تتحرك فصحت اليه فوثب من رقدته وحملق في يدها التي ارتفعت لتتحسس منتصف صدرها ووجهها الذي بدا يعتصر تالما قبل ان تفتح عينها ببطء لتظهر مقلاتها الصفراوين وتلتفت حولها محدقه الينا وقتها شعرت بتسارع دقات قلبي وهي تتفحص وجهي قبل ان تحرك مسارها الى نوح الذي بدا يبكي وتقول بصوت وهن بعد لحظات من التامل وجهه ماذا حدث يا نور هل نجونا من الجنود واين ابي وامي فاخذ ينشج بقوه اما انا فعدت الى الخلف بضع خطوات وعقلي يفكر اننا وان حققنا معجزه بعوده الفتاه مجددا الى الحياه فاما زنا في حاجه الى معجزه اخرى لكي يتقبلها اهل القريه بعيناها الصفراوين بعد ما راوه ليله امس من هياكل الذئاب الناهضه

ارض زيكولا 3 :وادى الذئاب المنسيةWhere stories live. Discover now