الحلقة 5

10.4K 327 21
                                    


رواية " وادي الذئاب المنسية " 

 الحلقة الخامسة !!


تسمرت مكاني عندما أبصرت نجم اسيل يلمع في السماء في مكان آخر وحين اخر كنت سأمسي اسعد البشر برؤية ذلك النجم من جديد ،لكن مع ظهوره في ذلك الوقت بالذات وبعد ماحدث من عظام الذئب لم يره عقلي سوى انه انذار بقدوم كارثة كبرى ان لم ابعد تلك العظام عني وعن أسرتي ، وبحركة لاارادية مددت يدي نحو النافذة وأغلقت مصراعيها ،لأهمس بعدها إلى منى :

-إصعدي بيامن إلى الأعلى فوراً  

أمسكت بذراع الصبي في فزع وغادرتني على الفور، وأغلقت باب الغرفة من خلفها ،لأظل وحدي بمواجهة الطاولة احدق الى العظام القابعة على سطحها بأنفاس مرتعبة ومستعداً لأي حركة مفاجئة ،ادا توهم عقلي ان ذلك الهيكل قد ينهض ويهاجمني في اي لحظة لاكن شيئا من دلك لم يحدث ،فاستجمعت شجاعتي وامسكت بالجوال في يدي اليسرى، واسرعت بالتقاط العظام والقائها في داخله تباعاً بيدي الأخرى ، ثم احكمت بإغلاق الجوال عاقداً عنه أكثر من مرة،وحملته مهرولا إلى خارج البيت ومعي جاروفي المعدني في وقت كان فيه النهار قد بدأ في الطلوع ،وإتجهت نحو أطراف القرية حيث حفرت حفرة عميقة في ارض رطبة،وأسقطت فيها جوال الذئب واردمتها من جديد، لأخرج انفاسي في ارتياح عندما سويت الأرض بقدمي وتأكدت من عدم ظهور أي جزء من الجوال ،وان لم استطع تجاهل النظر نحو البيت المهجور الذي يكمن في داخله مدخل سرداب فوريك والذي ظهر بعيدا في الافق أمامي مع انقشاع ضباب الصباح،عدت إلى المنزل كانت منى ويامن ينتظرانني عند السلالم الخارجية.قالت منى في ارتباك شديد: 

لم استطع المكوث في الداخل ،لايزال الخوف يعصف بكل خلية من جسدي.

قلت مطمئنا لها:

لقد ذفنته بعيداً على عمق كهفٍ ، لن يستطيع أحد الوصول إليه ،علينا أن ننسا امره كأن شيئ لم يكن، ولعل ظهور النجم في ليلة امس صدفة لاأكثر. بدا على وجهها عدم الإقتناع ،لكنها مثلي لم يكن في يدها شيئ سوى أن تتجاوز الأمر وتسل بزوال الخطر حتى وإن كان داخلها لايوافقها في ذلك .

دلفت إلى المنزل فوجدته معبقاً برائحة البخور النافذة ،وصوت القرآن الصادر من هاتفي الموضوع على الطاولة في منتصف الردهة السفلية عالٍ للغاية، أدركت انها سارعت بفعل ذلك خشية وجود أي آثار شريرة للذئب فطمأنتها ثم صعدت الي غرفتي مدعياً رغبتي في النوم محاولةً مني لعدم تضخيم الأمر على عكس ماكنت اخفيه في داخلي من تشتت وارتباك ظلا يضربان بعقلي طوال ساعات ذلك اليوم والأيام التي تلته من دون أن أجد تفسيراً واحداً لما حدث .

خلال تلك الأيام استمرت منى في إشعال البخور وتشغيل الهاتف بالقرآن ومراقبة السماء لرؤية إن كان نجم اسيل سيظهر مرةً أخرى او لا،إلا أنه لم يفعل ،وكلما حاول يامن الاستفسار عن العظام او الرعب الذي أصابنا تلك الليلة ،إدعينا كذباً أننا بخير ،وأنها لم تكن الا عظام كلب جمعتها من الشارع المجاور كي أذفنها بعيداً رحمةً به

ارض زيكولا 3 :وادى الذئاب المنسيةWhere stories live. Discover now