الحلقة 13

7.8K 316 10
                                    


رواية وادي الذئاب المنسية. «الحلقة الثالثة عشر» 


كنت لا أزال طريح الأرض مدكوك الرأس والوجه أسفل حذاء الجندي عندما أخذت كلاب الصيد تتسمم جسد ناي الغارق في دمائه قبل أن تطلق نباحًا نصيرا وتبتعد عنها في اتجاه عربة الجنود وكأنه إشعار منها أنها فارقت الحياة، حينذاك تقدم قائد الجنود نحو جثتها، فأغمضت عيني كي لا أرى ما سيفعله بها، لكنه اكتفى بنزع رمحه من صدرها واستدار سريعا ليأمر جنوده بأن ينسحبوا إلى عربتهم، توقعت أن يهوي سيف في تلك اللحظة على عنقي ليفصل رأسي عن جسدي إلا أنهم لسبب لا أعرفه تركوني ومضوا في طريقهم، فزحفت بصعوبة على يدي وركبتي اليمنى نحو ناي، كانت راقدة مغمضة العينين شاحبة كالثلج، احتضنتها وأنا أناجيها أرجوك يا ناي انهضي أرجوك لا تتركيني وحيدا، انهضي وسنغادر هذا البلد بأكمله، أرجوك. قبل أن أصرخ إلى عنان السماء صرخة جعلت طيور الأشجار تحلق من أعشاشها.

بعدما استعدت بأسي بعض الشيء مزقت بنطالي، ولففت قماشة منه بقوة حول فخذي النازفة، ثم حملت ناي عائدا إلى بيتها، بدا على أبيها وأمها أنهما كانا عائدين لبيتهما منذ قليل وقد بحثا عنها بعضا من الوقت دون أن بعرفا شيئًا عن مطاردة الجنود لها، جريا نحوي في جنون، ولما رأيا وجهها الساكن الشاحب وثوبها الغارق في دمائها توقفا مذهولين وكأن صاعقة 

أصابتهما، قبل أن تصرخ خالتي ريحانة وهي تهز جسدها . وتنادي باسمها

قلت باكيا:

- لقد قتلها الجنود، ولم أستطع إنقاذها. 

 هوى العم بهلول إلى الأرض يلطم وجهه فيما واصلت خالتي ريحانة عويلها ونداءها جثة ناي راجية لها بأن تنهض وضعت ناي إلى الأرض برفق وابتعدت خطوات باكيًا، فاحتضناها وهما ينتحبان غير مصدقين ريحات بعد دقائق تحسست خالتي ريحانة صدر ناي أسفل فستانها، ثم مزقت عنق الفستان كاشفة صدرها وكانها تبحث عن شيء ما، فأبعدت عيني قبل أن تغمغم إلى زوجها وهي تنشج: 

- لقد طعنت في قلبها، ماتت ابنتنا بلا رجعة.

وصرخت وهي تضم ناي إليها بكيت بحرقة أنا الآخر، ثم نهضت هائما متجها إلى حافة البحيرة التي جلست عندها في الليلة السابقة، وعندما وصلت إليها هبطت إلى أرضيتها، كانت القنينة لا تزال هناك سليمة كما ألقيتها التقطتها، وعدت إلى قريتي كان الجميع ينظرون نحوي في تعجب وانا أسير أعرج عاري الصدر ممزق البنطال، تتجلط الدماء على وجهي ورقبتي وظهري، وتتساقط من فخذي المُضمدة قطرات من الدماء، حاول البعض إيقافي لسؤالي عما حدث لم أتوقف سمعت البعض يتهامسون عن خبر مقتل ناي وكأن الجنود نشروه في القرية، فامتلأت عيناي بالدموع وانا أواصل تقدمي، كانت أمي تقف عند باب البيت، وحصان أبي معقولا في وتد على جانبه يأكل التين تقدمت، قالت أمي والدموع في عينيها:

ارض زيكولا 3 :وادى الذئاب المنسيةNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ