الحلقة 20

8K 285 9
                                    

 الفصل العشرون


*أثار ما نطق به سيدى عن ذلك المصاب فضولي فسألته ..هل كان ذلك المصاب أحد اللصوص الذين هاجمهم ذئب صامون 

فأجابنى نعم .واردف 

الوحيد الذي نجا منهم ،ربما لو ألتقي أحدا غير معلمى لأطااح بعنقه جراء ما حدث للوادى بعد فعلتهم .لكنه عالجه وصارا صديقين ليبقي على قيد الحياة ثلاث سنوات كامله في هذا الوادي قبل ان يموت ويدفن هنا ودون معلمي قصه حياته التي رواها له ومن بينها رحلته عبر العابره ان كتابه في الاسفل ان اردت الاطلاع عليه قلت سافعل بكل تاكيد لكني ما انهضت لاهبط الى القبو حتى وجدنا غنام يدلف الينا لاهثا ويقول ان حريقا هائلا ان دلع في قريه سانجيره وهناك العشرات من المصابين توقعت ان يامرنا سيدي بتجهيز العياده للمصابين القادمين من تلك القريه الجنوبيه لكنه فاجاني وقال: هيا اعد ادواتنا واعشابنا سنذهب الى هناك! وامر غنام ان يجهز عربته ذات الحصانين فاوما مطيعا لنتحرك خلال دقائق ناحيه الجنوب كان الحريق هائلا ليلتهم نصف بيوت القريه ولولا انحصار الغابه فرسخه كاملا عن اقرب بيوت القريه لحلت في وادينا اكبر كارثه منذ حرب الذئاب

وصلنا بعربتنا هناك وقت ما كان الرجال والنساء يحاولون السيطره بمياه الابار والرمال على النيران المندلعه في كل جانب كان الدخان كثيفا فقال سيدي لغنام وهو يسعل فلنتحرك بالعربه الى اقرب رقعه يقل فيها الدخان ففعل ما امره به سيده ثم توقفنا خلف بيت يطل على جبال الغرب لم تصله النيران فانزلت انيه العسل والاعشاب والضمادات وفرجت الارض بطبقتين من الملائات البيضاء الكبيره ثم اشعلت المصابيح وعلقتها فوق ثلاثه اعمده حديديه قد غرزتها متفرقه بين الملاءات بينما ركض غنام لابلاغ الناس بوصولنا ليتدفق الينا سيل من المصابين بالحروق اغلبهم من الاطفال فبدانا بتنظيف حروقهم وترطيبها بالاعشاب المهروسه والعسل واعطائهم جرعات من الاعشاب المسكنه. كان المسؤول عن فرز المرضى وهو غنام الحالات الكبرى يوجهها الى السيد رسلان والحالات البسيطه يوجهها الي او يسعفها هو خفت ان تنفذ الاعشاب فيصبح وجودنا بلا قيمه لكني ادركت مع الوقت اننا لسنا الاطباء الوحيدين الذين قدموا الى القريه افجاء اخرون من قرى الجنوب بادواتهم واعشابهم أيضاً مع شروق الشمس كان الانهاك قد اصابني فالتفت الى سيدي في تعب كان منهمكا في تضميد حروق مصاب احرقت النار ساقيه بالكامل دون ان يبدو متعبا فواصلت استقبالي للمرضى وانا انظر بعيدا الى النيران التي بدات في انحسارها عن البيوت والى الاهالي الذين اخذوا يزيلون الانقاض باحثين عن اي ناجين اسفلها قبل ان يحضروا الينا فتاه عشرينيه فاقده ذات وجه سليم تماما حين قصصت ثوبها المحترق بالمقص فوجئت بما لم اره من قبل اصابه بالغه في منتصف صدرها حدثت في الاغلب من سقوط شيئا ثقيل فوق صدرها فهشمته تماما ومع تاكل نسيجها بالنيران صار منتصف صدرها فتحه كبيره تكشف ما اسفلها من رئه وقلب واوعيه دمويه كنت اجلس على ركبتي محدقا الى قلبها الذي كان لا يزال ينبض عندما وقف سيدي ورائي وقال بصوت هادئ لا تفعل شيئا

ارض زيكولا 3 :وادى الذئاب المنسيةWhere stories live. Discover now