ملاك الموت

الفصل التاسع والعشرون

مساء الورد، موعدنا مع الفصل الجديد من رواية (ملاك الموت)، في انتظار آرائكم، قراءة ممتعة 🥰🥰🥰

#ملاك_الموت
#سمر_موسى

★★★★★★★★

كان يقف أمام تلك المشفى الذي تعمل فيه ابنته كطبيبة متردد في الصعود إليها ومقابلتها؛ فهو يخشى أن تقوم برفضه مرة أخرى تلك المرة لن يحتمل، لكنه استجمع شجاعته ليتخذ عدة خطوات ويسأل الاستقبال عن مكان الغرفة الخاصة بها، طرق الباب ليأتيه صوتها يسمح له بالدخول ليفعل، ليجدها تنظر في عدة أوراق على مكتبها ولم ترفع رأسها لتراه.

فيبي بجدية: تفضل سيدي، ما هي شكواك؟

يوري بحنان أبوي: هذا أنا فيبي.

فيبي وهي ترفع رأسها بدهشة: أنت؟

يوري: أجل أنا، والدك فيبي.

فيبي ببرود وقد نهضت من مقعدها: أنا ليس لدي أب، تفضل إلى الخارج.

يوري وقد غضب من حديثها: بل لديك أب وهذا الأب يكون أنا.

فيبي: لا، أنت لست أبي، بل أنت رئيس المافيا الروسية.

يوري: كنت كذلك، لكن الآن فلا.

فيبي بتعجب: ما الذي تعنيه بهذا؟!

يوري وهو يتقدم منها عدة خطوات: لقد تركت كل شيء، تعاونت مع بعض الأشخاص وأنهينا كل شيء.

فيبي وهي تنظر إليه: وما هو المطلوب مني الآن؟

يوري: أريدك أن تعطيني فرصة لأعوضك عما فات، تقبليني تلك المرة ولن تندمي.

كانت تنظر إليه بتفحص تزن الأمور بعقلها وقلبها، فهذا هو والدها الذي أرادت دومًا أن يكون بجانبها لكن حياته السابقة منعتها من ذلك، لقد طلبت منها والدتها قبل موتها أن تتواصل معه فقط إذا تخلى عن تلك الحياة وجاء إليها وهي تريد ذلك بشدة، فهي تريد الشعور بحنان الأب ودفئه وأمانه، الأمان هذا ما تفتقده بشدة، تريد منه أن يدللها ويشعرها بأنها ملكة كما كانت تسمع من الفتيات أثناء دراستها، هي تريد ذلك بشدة، بينما هو ينظر إليها بحنان وعينان تحجرتا بهما الدمع كأنهما يتوسلا إليها إلا تقوم برفضه مجددًا، إنه يريد أن يمضي ما تبقى له من عمر معها ويتمتع بحنانها، حنان الابنة.

يوري: وافقي فيبي، هيا لا تجعلي الأيام تمر دونك، لقد كبرت في العمر وأريد أن أمضي ما تبقى لي من أيام معكِ أنتِ.

هنا وقد انهارت حصون فيبي القوية لتحتضنه بشدة وعيناها تدمعان؛ ليقوم يوري بضمها إليه وهو يبتسم بينما دموعه قد خانته لتسيل على وجنتيه ويديه تربت بحنان أبوي على ظهرها.

فيبي وهي تبتعد عنه بلطف: حسنًا أبي، دعنا نبدأ من جديد ولننسى الماضي، لكن إذا عدت مرة أخرى إلى حياتك السابقة سوف تفقدني للأبد.