الفصل السابع عشر

163 10 0
                                    


مساء الورد، جمعة طيبة مباركة عليكم، على ميعادنا مع فصل جديد من رواية (ملاك الموت)، في انتظار آرائكم، قراءة ممتعة 🥰🥰

#سمر_موسى

★★★★★★★★

كان المنزل يحترق وتحترق معه قلوبهم فهو ذكرى والديهما، هو ما تبقى لهم، كان به كل شيء يخص طفولتهما، كانت زويا تبكي ومارك يحتضنها يحاول احتوائها وتهدئة غضبها وحزنها؛ ولكن لا يفيد.

مارك: اهدأي زويا، هيا اهدأي حبيبتي.

زويا ببكاء: لقد حرقوا كل شيء، لم يبق لي شيء من طفولتي مارك، لم يبق شيء من ذكرى والداي، كيف لي أن أهدأ؟

كانت فاسيليا بعد تلك الرسالة التي وصلت إليها تقف كالتمثال، لا تتحدث ولا تتحرك، فقط الغضب يستعر داخلها، عيناها أصبحتا فارغتان ازداد بهما البرود والقسوة.

فاسيليا ببرود: مارك، قم بتوصيل زويا إلى المنزل وعد إليّ بسرعة.

زويا ببكاء: فاسيليا، لا أريد.

فاسيليا وهي تقف أمامها تحتضن وجهها بكفيها وتحدثها بقوة: من فعل هذا سوف أفصل رأسه عن جسده، أعدك بذلك زويا، والآن أفعلي ما قلته.

أنهت حديثها لزويا بقبلة على جبينها حانية، لتذهب بعد ذلك مع مارك وتبقى هي تشاهد المنزل والنيران تأكله بينما جوزيف يقف بجانبها، يعلم جيدًا ما يدور بداخلها.

جوزيف بحنان: فاسيليا، دعينا نذهب؛ لن يفيد وقوفنا هنا بشيء.

فاسيليا ببرود وقد خانتها إحدى دموعها: لقد سلبوا مني آخر شيء من الماضي، آخر ذكرى من أبواي سلبوها جوزيف، وصدقني لن ينجو من فعل هذا، لقد قتلوا آخر جزء من البراءة كان بداخلي بحرقهم لهذا المنزل، إن كانوا يخشون ملاك الموت هذا من قبل، فليخشوه أكثر الآن قد سلبوا أعز ما يملك.

مع انتهاء حروفها تلك تحركت نحو سيارتها وقادتها بأقصى سرعة، فهي تريد فقط الرحيل، بينما هو ظل مكانه وقد أيقن أن لا أحد يستطيع السيطرة عليها الآن؛ لقد أصبحت أشرس وأعنف ولا يعلم كيف يردعها ويحميها من نفسها، الآن فقط يعلم شيئًا واحدًا، أن فاسيليا هي هلاكهم القادم لا محال، فقط فليكن الله في عونه على حمايتها من نفسها ومن نيران انتقامها التي من الممكن أن تحرقها هي الأخرى.

                      ************************

في إحدى الملاهي الليلية الخاصة التابعة لفلاديمير كان يجلس عاري الصدر وبيده كأس من الخمر بإحدى الغرف المخصصة للمتعة، كانت خاصة فقط به ليس مسموح لأحد بالدخول إليها، وأمامه على الفراش كانت تقبع فتاة تلهث أنفاسها مما كان يفعله بها منذ قليل، فهو قبل أن ينال رغبته منها استمتع بإيلامها كما استمتعت هي بذلك.

الفتاة وهي تعتدل على الفراش بابتسامه منهكة: شكرًا لك سيدي.

فلاديمير وهو ينظر إليها برغبة: نالي قسطًا من الراحة؛ فأنا لم أنته منك بعد، ليلتنا ما زالت في بدايتها صغيرتي.

ملاك الموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن