Let me be

بينَ ذراعيه

الفصل الخامس والعشرون:بينَ ذراعيه
*****************

-ماذا عنكِ؟

-يمر يومي كأمسُه ابدأُ يومي بالمحاولة في تخطي كل تلك الليالي المظلمة..وتنتهي محاولاتي بعد منتصف الليل فوق سريري مُمَدة بجسدٍ منهك و نظرات فارغة نحو السقف يكسُو السّواد عيناي ويتم إعلان حرب الافكار داخل عقلي..

لايفترض أن أقول هذا وأنا في العشرين من عُمري ولكن
هل عمري حقًا 26 عامًا فقط؟

مُت مِرارًا و مِرارًا و ولدت أكثر من مره،أوجَعُني لين قلبي،أفسدني التجاوز المستمر، تظاهري باللامبالاة،ملاحظتي لكل شيء،قلقي المستمر،إفراطي بالتفكير،إستنزاف مشاعري..
رحلتي في هذه الحياه حزينه مليئة بالافكار والدموع

لذا أعتقد بأن عمري تجاوز المئة عام ، يمُر يومي بسنه و أقضي دقائقي بالساعات أنهار في كل ثانيه ولكن كل ذلك فقط في داخلي..

مُنذ إزياد وعيي وإختلاطي بأشخاص سيئين،إدراكي لحقيقة عائلتي،تذوقِ لطعم الحُب السيء،خذلاني من
أصدقائي و جَرحي مِن كُل ما تألفه روحي..
ادركْتُ أخيرًا أن جميع نُدوبي خلّفتها أشياءٌ أُحببتُها بصدق.

لم أعُد أريد أن أشعر بذلك الشّعور المؤذي مجددًا لذا في كل مرة أجد فيها نفسي أمام الخيبة أقول لنفسي أن الأمر برمته لا يستحق، بحثًا عن التخفف أو عن المواساة أو حتى عن عدم الاهتمام بالأمر الى أن إستطعت أن أخمد مشاعري ..

كنتُ أحاول التّعافي مِن تلك الكلمات السامة التي كانت تُلقى على مسامعي،ومن تلك العلاقات التي لطالما آذتني،
أخيّطُ جراحي بمُفردي كنت أظن بأني أنجحُ في ذلك ولكن كُنت مخطئه كما هو الحال دائمًا..

فَشِلت ..

لم أستطع التّعافي من جراحي مهما ضمدتها..في كل مره أحاول معالجتها أجدها تنزف..وبغزارة

لذا أعتقد بأنّي تأخرت في معالجة نفسي أليس كذلك ؟
هل فات الآوان حقًا؟
هل أنا مريضة نفسيًا كما أخبرتني والدتي بالماضي؟

نعم تمت مُناداتي بالمريضة النفسية ثلاثون مرة أو أكثر،نعم كنت أعد ذلك ولم أشعُر بِثقل الهَواء إلا عندما سمعت أُمي أيضًا تُناديني بذلك.

عُمري سِتةَ وعِشرونَ عامًا ولكن أشعر بأني عجوز على وشك الموت داخلها طفلة تنتحب بإستمرار

سَئمت مِن كُلّ تلك الأفكار والمشاعر،أريد حقًا بأن أكون مطمئنة لفترة وجيزة من حياتي،أريد أن أنسى القلق أريد التوقف عن التفكير بالماضي أريد أن ..أمضي قدمًا في حياتي من دون ذكرياتي الموحشة.