Let me be

لنُصبح أصدقاء

الفصل التاسع:لنُصبح أصدقاء
************

يُقال أنّه كلّما حاولت تجاهل الماضي..ضيق الخناق عليك أكثر..
وبالرُّغم مِن أنّ الوقت مَرَّ وأصبحتُ بالغة إلّا أنّني أجِدُ نفسي دومًا أمام تلك الذكريات التّي أُحاول نسيانها..

بَعد سُؤاله عن عائلتي شعرتُ بأنّ كُلَّ تِلك الذكريات التّي أُحاول دفنها مُنذُ زمن ظَهرت أمامي كالشريط المُسجل بذهني..

المُحادثه مع شخصٍ ما عن حياتي أو عمّا أشعر به ليس شيءٌ إعتدت عليه كثيرًا،لهذا أجد نفسي دومًا أختار الصمت فوق كلّ شيء..

ولكن مُنذُ دخول رجُلُ المقهى إلى حياتي وأنا أشعر بالإرتياب..أعني حتّى عند خروجي من منزل عائلتي لم أُصبح بذلك الإنفتاح لمن هُم حولي!

إنّه كثير الأسئلة يسألني عن كل شيءٍ بإستمرار وما يُثير قلقي أن عند سؤاله أجد نفسي أُريد البوح له عن كل شيء..مايُثقلني مايُؤلمني وعن كُلَّ تِلك الذكريات الموحشة التي أحملها في داخلي..

ظللنا مايُقارب النّصف ساعة ونحن فوق تِلك الأُرجوحة التّي تتأرجح بِنا بِخفة كِلانا إلتمسَ الصّمت بعد حديثنا القصير الذي دار بيننا..كنتُ قد بدأت بالشعور بالتعب لزوال أثر مفعول الدواء ولكنّي ظللت متماسكة

-هل أنتي بخير؟
كان هذا صوته وهُوَ يُعيدني إلى واقعي لأفكر مُجددًا بسؤاله..
هل أنا بخير حقًا؟
لم أكن بخير لِمُدة طويله لذا أعتقد أنّي اعتدت على ذلك

هززت رأسي لِكي لا أنغمس في التفكير وأشرد ثانيةً لأومأ له بأنّي بخير..

نَظَر نحوي وكأنه يعلم بأنّي كاذبة..كُنت أظن بأنّه سوف يتفادى أمر كذبتي وحسب ولكن!وكأن كل محاولاتي بأن أبدو بخير تحطمت
في ثانية واحدة عند حديثه..
-تعلمين..يُمكنني أرى بأن قلبك تملؤه الجِراح وانتِ تُحاولين جاهدة
إخفاء ذلك..لذا لا داعي بالتظاهر بأنّكِ بخير..

شعرت بالغصة تتجمع بحنجرتي لأرفع رأسي نحو الأعلى لأُغمض عيني لأتحدث بنبرة ساخرة
-لم يقل لي احد ذلك منذُ وقتٍ طويل..

سألني
-ماذا تعنين!

تنهدت بتعب وانا أنظر نحو تلك النّجوم المُضيئة
-سألتني ما إنْ كنت بخير..ما إنْ كُنت أُريد الحديث وقلقت عليّ بصدق بينما كنت تستطيع بأن تتجاهلني وحسب !

نظر معي إلى النّجوم ليقول
-لا يُمكنني تجاهل فكرة بأنك تُخفين الكثير بداخلك..

قلت بشرود
-ألا تحمل الكثير بداخلك انت أيضًا!

علمت بأنّي أصبت بقولي لأتحدث ببلاهة
-أرأيت جميعنا نفعل!،ولكن ليسَ جميعنا يهتم بذلك..