الفصل العاشر

2.3K 129 10
                                    

الفصل طويل زي ما وعدتكم ومتنسوش الكومنت

#رواية_وما_معنى_الحب
الحلقة العاشرة
"إنتِ إزاي تكلمي مراتي كدا!؟"
نظرت له هدير بدهشه، وتلاقت أعينهما طمئنها بنظراته، لا تدري لمَ شعرت بالقوة والثقة بعد أن وقف جوارها! ارتبكت السكرتيره وتجهم وجه فاتن فكانت تنتظر أن تشمت بهدير، أردف معاذ بغضب: فين المدرس المسؤول عن السنتر دا؟
ردت السكرتيره بتوتر: م... مش موجود
انحنى يأخذ صورة من تلك المتناثرة أرضًا ثم رفع رأسه بثقه ونظر للطلبه وبدأ يشرح لهم قائلًا:
-الصور دي مفبركه
أردف بتفسير: إنتوا عارفين إن مع الذكاء الإصتناعي بقا سهل جدًا يتركب صور لأي حد بطريقه احترافيه!
ارتفعت أصوات الطلبه يهمسون لبعضهم بتأكيد نظر معاذ لهدير وأردف:
-أنا وهدير قرايب... واتكتب كتابنا من فتره... وإن شاء الله الفرح بعد الإمتحانات
ابتسم قائلًا: وطبعًا كلكم معزومين
قبض على يدها ونظر للسكرتيره باشمئزاز قائلًا:
-يلا يا هدير إحنا ميشرفناش تاخدي درس هنا
كادت فاتن تنفجر من شدة غيظها، فقد باءت خطتها بالفشل الزريع، بل كانت هدفًا لصالح هدير حتى تتزوج من معاذ.
كادا يخرجان من الدرس فوصل لمسمعهما تلك السكرتيره التي تهفت بحده:
-انتوا واقفين تتفرجوا على إيه؟ يلا كل واحد يركز في ورقته..
وخبطت يدها على  المكتب بغضب، ابتسم معاذ فقد نجح في إثارة غضبها.
وبعد أن خرجا من الدرس وقف مقابل هدير يتأملها ويبتسم قائلًا: حرقتلك دم أمها
ابتسمت هدير ساخرة وقالت: إيه الي جابك هنا؟
عدل نظارته الطبيه ونظر بعينيها قائلًا: بصراحه كنت ماشي وراكِ
أدمعت عيناها وقالت بغضب: إنت السبب في الي أنا فيه!
مد يده ليمسح دموعها فرجعت خطوات للخلف وجففت دموعها ثم أردفت بحده: إنت إيدك طولت شويه تمسك ايدي
ابتسمت بسخريه قائله: ودلوقتي بتمد إيدك تاني!! إوعى تكون صدقت إننا متجوزين!
رد معاذ بهدوء: علفكره أيوه إحنا متجوزين.... إنتِ بقا مش مصدقه دي حاجه تانيه!
زفرت الهواء من رئتيها بحنق وقالت بحده: لو سمحت ابعد عن طريقي خليني أمشي
نظر معاذ يمينًا ويسارًا وقال:
-علفكره الطريق واسع قدامك اتفضلي امشي
همت أن تغادر فابتسم وهو يمسك يدها لتقف، غسحبتها بغضب من بين يديه، تنهد قائلًا بجديه:
-هدير إحنا محتاجين نتكلم... عشان أقدر أجيب حقنا من المؤامره الي اتعملت علينا!
رفعت صوتها وهتفت بحده: أنا مش عايزه أتكلم ومش عايزه أي حاجه... سيبني في حالي لو سمحت....
همت أن تغادر فأوقفها صوته الذي اختلط به الشجن:
-هدير والله أنا اتظلمت زيك ويمكن أكتر
نظرت له بحده وقالت:
-ياريت متحاولش تظهر قدامي تاني... مش طايقه أشوف خلقتك
أردف وهو ينظر بعينيها:
-موعدكيش
نظرت له باشمئزاز وغادرت، لا تريد أن تسمع منه حرف فكلما تذكرت هيئتها في ذالك اليوم تلعنه ويزداد كُرهها له، تريد أن تخنقه بيدها كما لف حباله حول رقبتها، وقف معاذ يائسًا زفر الهواء من صدره عله ينفث الغضب الذي يسري داخل شراينه، تنهد مجددًا بقلة حيله وعاد إلى بيته، فهو يلتمس لها العذر فما حدث ليس بالهين على أي فتاة وبالأحرى لفتاة بمثل سنها!
________________________________
دخلت ناهد المطبخ تبحث عن النسكافيه الخاص بها فوجدت العلبه فارغه، فغرت فاها في دهشه وجُن جنونها فقد اشترتها منذ يومين، لم تشك أن مروى هي من فعل فليست بأول مرة تفعلها، زمت شفتيها بحنق وأخذت العلبه مهرولة لغرفة مروى.
على جانب أخر تضع مروى الابتوب أمامها وتسمع مسلسل تركي مبتسمه وهي تأكل اللب وترمي قشره أمامها على المكتب، فتحت ناهد الباب بغضب وهتفت:
-ممكن أفهم ايه دا يا مروى
أخرجت قشر اللب من فمها وهي تنظر لما بيد أختها وقالت ببرود:
-علبة نسكافيه فاضيه
-هو أنا بسألك عشان مش عارفه!
مضغت مروى ما بفمها وهي تحدق بشاشة الابتوب وتبتسم لمشهد في المسلسل
أردفت ناهد بغضب: بصيلي أنا بكلمك... إنتِ خلصتِ العلبه الي أنا لسه شاريها امبارح!
وضعت حبة من اللب على طرف أسنانها ووضعت القشر على المكتب ثم قالت بهدوء:
-أنا مشربتش إلا كوبايه... أو كوبايتين تلاته يعني هتبصيلي فيهم ولا ايه؟
دبدبت ناهد بقدميها في الأرض وهي تقول:
-إنتِ مفيش فايده فيكِ كل مره أحذرك متقربيش من حاجتي وبرده بتاخديها
غادرت ناهد وتركتها تنظر لأثرها وتهتف بنبرة مرتفعه:
-انا عمري ما شوفت أخت بتبص لأختها في الأكل... دا إنتِ أخت غريبه جدًا! أنا عمري ما هاخد منك حاجه طلما إنتِ وحشه كدا
نظرت بخبث وهمست لنفسها: غير كيس الاندومي إلي إنتِ مخبياه في الدولاب... وكيسين الشيبسي الي في درج المكتب
رفعت نبرة صوتها مجددًا: لكن عمري ما هاخد منك حاجه تاني
صمتت لوهله تنظر للابتوب أمامها ثم نظرت للباب قائلة:
- دا إنتِ غريبه جدًا... أنا عمري ما شوفت كدا
دلفتت ناهد وضربتها على ذراعها وكتفها بحنق وقالت: غلطانه وبتزعقي كمان
ثم انهالت عليها ناهد باللكمات حتى تُفرغ شحنة الغضب من داخلها ومروى تضحك بشدة ويكأنها تدغدغها، وحين رأت ناهد ضحكات مروى ابتعدت قائله:
- إنتِ بارده أوي بتضحكي على إيه؟
اعتدلت مروى في جلستها ورفعت حاجبيها ببرود قائله:
-بحبك وإنتِ متعصبه... بتضحكيني
خرجت ناهد من الغرفه تستشيط غضبًا وقفت في صالة البيت وصاحت قائله:
- أخر مره تمدي إيدك على حاجتي يا مروى وإلا والله هضربك.....
زمت شفتيها وأردفت:
أشرب أنا إيه دلوقتي عشان يفوقني
أخرجت مروى رأسها من باب الغرفه وقالت: اشربي شاي بيفوق
أخذت ناهد الوساده من فوق الكرسي وقذفتها باتجاهها بغضب فأردفت مروى:
-بطلي عصبيه شويه... يبت أعصابك هتتعب
هرولت ناهد اتجاهها تنوي أن تجرها من شعرها هذه المره لكن عندما رأت مروى عيني أختها التي تشتعل غضبًا علمت أنها لا تنوي على خير فأغلقت الباب بوجهها وأوصدته من الداخل، وقفت ناهد أمام الباب قائله بتوعد: ماشي يا مروى!
______________________________
مرت الأيام بدون أحداث جديده الجميع منشغل بالإختبارات والأعصاب مشدوده، هدير تذاكر بالبيت اعتزلت جميع الدروس حتى لا ترى نظرات الطلبه لها.
تحسنت حالة منى والتئم جرحها ومازال مصطفى يمكث معها بالشقه لكن كل منهما بغرفة منفصله، ويترددون على أم مصطفى يوميًا.
اقترب شهر رمضان من آخره وتبقى أقل من إسبوع على حلول عيد الفطر، وقبل المغرب بساعه دخلت أم مصطفى المطبخ لتُعد الإفطار، جلس مصطفى على مكتبه يحدق بجهاز الحاسوب يرمي كل تركيزه في عمله، وكانت منى تجلس على الأريكه تذاكر للمادة الأخيره، أغلقت كتابها وقامت لتقف جوار مصطفى هاتفةً:
-أنا بقيت كويسه ارجع بقا إنت شقتك
-نعم!! أرجع شقتي...
نظر لها وقال بحزم: لو رجعت شقتي يبقا هتيجي معايا!
-قولتلك لسه هنعمل فرح!
-عادي هنعمل فرح وكل حاجه بس إنتِ اتكتبتي على اسمي... أنا مش ناوي أبعد عنك تاني
التهى بعمله مجددًا فقاطعته:
-طنط كدا هتزعل إني أخدتك منها
-لأ الي متعرفيهوش إن طنط طايره من الفرحه عشان خلصت مني
ابتسمت ووقفت بجواره لفتره تفكر في كلامه،  سرعان ما أغلق جهاز الابتوب وتنهد وهو ينظر إليها ثم رفع إحدى حاجبيه قائلًا:
-إوعي تكوني زهقتِ مني!
اقترب يمسك يدها وينظر لعينيها بهيام فسحبت يدها منه وقالت بإحراج:
-إحنا صايمين!
اقترب منها مرةً أخرى وقال:
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقبل زوجاته وهو صائم
ابتسم بمكر وحاصرها بيديه ثم نظر بعينيها مردفًا:
-ولأفعلن مثلما كان يفعل رسول الله!
دفعته بقوه ورفعت سبابتها أمام عينه قائلة:
-اطلع بره
ابتسم قائلًا: إنتِ الي في أوضتي
دبدبت بقدميها في الأرض قائله:
-ماشي يا مصطفى...
وقبل أن تخرج من الغرفه التفتت له قائله: 
- علفكره أنا هحاسبك على قلة الأدب الي إنت بقيت فيها دي
ارتفعت ضحكته وقال:
-دا أنا لو بقيت محترم مع مراتي الناس تاكل وشي
اقترب منها مبتسمًا ونظر لها بخبث وهو يقول: سأفعل مثلما كان يفعل رسول الله...
هرولت لتفتح الباب ووقفت خارج الغرفه قائله:
-إنت.... إنت... أنا ماشيه عشان مش عايزه أغلط فيك
وقف يضحك على حيائها ووجهها الذي اشتعل احمرارًا وهمس قائلًا:
-مجنونه بس بحبك
_______________________________
وصل أحمد ووالده لبيت هدى ليتفقان على موعد الخطبه أو بالأحرى الزواج، ويتناولا معهم الإفطار لهذا اليوم، توطدت العلاقه بين والد أحمد ومجدي في الأيام القليله الماضيه فكانا يتقابلان دائمًا حتى اتخذه مجدي صديقًا مقربًا يرتاح معه من كل تلك الضغوطات التي حاصرته الفتره الماضيه..
أردف والد أحمد بجديه:
-أنا شايف إن طلما هدير فرحها كمان إسبوعين يبقا خير البر عاجله، طلما إحنا جاهزين وانتوا جاهزين هنأجل ليه؟
فكر مجدي لوهله وقال: والله أنا إن كان عليا موافق بس محتاجين ناخد رأي العروسه
هتف أحمد قائلًا بثقه: سيبوا العروسه عليا اعتبروها وافقت
استأذنهم مجدي ودخل لزوجته وبناته المطبخ ونظر لزوجته قائلًا:
-الجماعه عاوزين يحددوا الجواز مع فرح هدير
جحظت عيني هدى قائله: إحنا لسه معملناش خطوبه! لا أنا مش موافقه
نظر لزوجته يأخذ رأيها فردت بلامبالاه: اعمل الي تعمله.... أنا مبقاش ليا رأي
هز رأسه يمينًا ويسارًا باستنكار وضرب كفًا بالأخر قائلًا: طيب اسمعوا بقا فرح هدى مع هدير في نفس اليوم ودا أخر كلام
قالت هدى بدهشه: بس أنا لسه مش مستعده!
رد بحزم:
-وأنا اديت كلمه للناس.... 
قاطعهما صوت جرس الباب معلنًا عن قدوم أحدهم فقالت زوجته بسخريه:
-أكيد عريس الغفلة وأمه وصلوا
أردفت بغضب: ودا برده من ضمن الإستهبال... لما تعزم الي كان السبب في كسرة قلوبنا على الفطار يبقا استهبال
ابتسمت ساخره وأردفت: أنا لو أطول أحطله سم في الأكل كنت عملت كدا
-استهبال! ماشي يا مديحه...
خرج ليفتح الباب، وضربت مديحه يدها على رخام المطبخ بغضب، كانت هدير ترمقها بإشفاق تتمنى الموت على أن ترى تلك الكسرة في أعين أسرتها، تكركبت بطنها مجددًا كعادتها منذ فتره وضعت يدها على فمها وهرولت للحمام لتفرغ ما بمعدتها، نظرت لها والدتها بريب تخشى أن يكون ما يدور برأسها قد حدث!!
_______________________________
خرجت ناهد من المحل السابع بعد أن قامت بتجريب معظم الملابس في المحل ثم خرجت دون أن تقتني شيئًا ولم يعجبها أي شيء، هتفت ناهد بغضب: 
-بقا كل الهدوم الي في المحل دي مش عجباكِ!
ردت مروى ببرود:
-لأ مش استايلي...
أشارت مروى لمحل آخر وأردفت :
تعالي ندخل المحل الي هناك دا... حاسه كدا إني هلاقي الي بدور عليه هناك
قبضت ناهد يدها بغضب وقالت: دي سابع مره تقولي الجمله دي النهارده! ارحميني أنا صايمه بنلف من بدري والمغرب هيأذن وإحنا لسه بنلف!
-طيب ما أنا كمان صايمه.... يلا بس إن شاء الله أخر محل
سارت مروى وتبعتها ناهد قائلة:
-صبرني يارب

رواية وما معنى الحب؟ بقلمي آيه السيد شاكرWhere stories live. Discover now