الحلقه الخامسه

2.6K 129 5
                                    

#وما_معنى_الحب؟!
بقلمي:آيه السيد
الحلقة الخامسه
مقدمه
ما أشق مغالبة الهوى ولكن ما أعظم أجر مجاهدة النفس في هذا الزمان الذي كثُرت به الفتن واشتد فيه الأسى، تشوشت الرؤيه وازدادت مشقة الطريق على الغرباء "فطوبى للغرباء".

&&&&&&&

"بقالي أسبوع بحاول معاكِ بالحُسنى بس الظاهر كدا إنك مش هتيجي إلا بالغصب"

قالها حمدى بنظرات حادة، حاولت مروى الصمود وتظاهر القوة وهتفت بسخريه: غصب! إنت أصلًا متقدرش تعملي حاجه وأحسنلك يا حمدي تبعد عن طريقي

أخرج هاتفه من جيبه وقال: بصي كويس للفديو ده عشان تعرفي إن أنا أقدر أعمل كتير أوي

نظرت للفديو وصرخت: يا حيوان...الفديو دا متفبرك!
-إثبتي إنها مش إنتِ! ودي أقل حاجه في الي عندي.... هنشرهم كلهم وشوفي بقا مين هيصدقك ويكدب عينه!

-حرام عليك إنت عايز مني إيه؟

أردف بشغف:
-أنا عايزك يا قلبي...

-يا حيوان! حسبي الله ونعم الوكيل فيك

ابتسم بسخرية قبل أن يركب سيارته وقبل أن ينطلق بها نظر لها بخبث قائلًا: هكلمك ولو مردتيش عليا هيكون ليا تصرف تاني

ازدردت ريقها بتوتر وما أن غادر حتى تذكرت أن هاتفها مفقود، أدمعت عينيها ووقفت تندب حظها وتسب حمدي، لا تعلم ماذا ستفعل؟ ابتلعت غصة في حلقها وأكملت طريقها لتعود للبيت...
_____________________________

عادت منى برفقة هدى لشقتها وقبل أن تدخل نادتها أم مصطفى فاتجهت منى إليها وسلمت عليها، عاتبتها أم مصطفى قائله:
-بقا كدا يا منون إسبوع كامل متسأليش عليا
-معلش والله يا طنط حضرتك عارفه الكليه والشغل مبقعدش والله
-معلش يا حببتي الله يعينك.... بس يارب ميكونش عندك شغل النهارده
-لا النهارده راحه بس ليه؟
-كنت عامله حفله صغيره كدا بمناسبة يوم ميلاد مصطفى وعايزاكِ تساعديني
تذكرت تاريخ اليوم فهو يوم ميلاده، ابتسمت قائله: طيب هغير هدومي وأجيلك علطول
كانت هدى تقف شاردة بوجه متجهم على غير عادتها، وأعين هائمه قاطع شرودها أم مصطفى
-بت يا هدى مالك واقفه بعيد كدا ليه!
أقبلت هدى باتجاههم وقالت بابتسامه: ازيك يا طنط
-الحمد لله... تيجي بقا مع منى تساعدوني
-حاضر يا طنط دا إنتِ تأمري
نظرت منى لهدى وقالت: هدى أصلًا مش عجباني بقالها إسبوع... أنا جيباها عشان أتكلم معاها
أم مصطفى: طيب هسيبكم تتكلموا مع بعض شويه... بس متتأخروش عليا ومتتغدوش أنا عامله أكل تعالوا نتغدى سوا...
_______________________________
في بيت كبير مكون من ثلاث طوابق يجلس سيف مع أخوه الأصغر
سيف: أنا نسيت موضوع الموبايل دا خالص... خد يا معاذ صلحه عشان أوديه لصاحبه
أخذه معاذ وحدق به بتمعن ثم قال: دا شكله فاصل شحن... وهيحتاج شاشه كمان
-ظبطه بقا النهارده يكون خلصان
-المهم هتدفع يعني!
-طول عمرك مادي حقير....
ضربه على كتفه بخفه قائلًا: هتاخد فلوس من أخوك الكبير ياد... أومال لو مكنتش فاتحلك السنترال بفلوسي!
"معاذ يدرس بكلية التكنولوجيا والمعلومات بعامه الثاني يهتم كثيرًا بمجال التكنولوجيا يستطيع اختراق أي هاتف أو جهاز حاسوب بمهارة وحرفيه"
دخل شاب أخر الغرفه مهرولًا وهو يقول:
- جماعه حد يحوش أمكم عني
دخلت والدته قائلة
الأم "نبيله": أنا نفسي أعرف الناس كلها عيالها بتتجوز إلا عيالي ليه!؟
أردفت وهي تشير على سعد: يعني ما شاء الله واحد واعظ أد الدنيا
أشارت على سيف وأردفت: والثاني ظابط... أي واحده تتمنى بس يشاولها
ضحك التلاث أخوه وأردف سيف: جواز إيه يا ماما مش طالبه وجع دماغ... أنا عايز أعيش حياتي
سعد: أنا بقا مستني سيف مش هتجوز إلا لما يعيش حياته
ضمها معاذ وقبلها من خدها قائلًا: متزعليش يا ماما هاتيلي عروسه وأنا مستعد أتجوز
نبيله: تتجوز وإنت في تانيه كليه؟ أنا بتكلم عن الاتنين دول ناقصهم إيه؟ ايه الي مانعهم من الجواز
نظر الإثنان لبعضهما ولم ينطق أي منهم منعًا للجدال الدائم بشأن هذا الموضوع، أردفت نبيله: إنتوا أحرار المهم مين هيوصلني لعند خالتكم؟
سيف: أنا خارج أصلًا هوصلك في طريقي
نظرت نبيله إلى ثلاثتهم قائله: اعملوا حسابكم انتوا التلاته تيجوا على هناك بالليل
سعد: منقدرش نتأخر يا بلبله
"سعد شاب الثامن والعشرين من عمره يشبه سيف كثيرًا"
_______________________
دخلت مروى غرفتها أطلقت العنان لدموعها التي حبستها أمام أفراد أسرتها، تبكي على ما أوصلت حالها إليه، تريد أن تتحدث مع أحد تريد أن تفرغ ما بقلبها عل أحد يساعدها لا تستطيع التفكير ولا التدبير، مسحت دموعها وفتحت حقيبتها لتخرج تلك الورقه الصغيره التي كتبت بها منى رقمها، تنهدت بحسره ثم مسحت دموعها وخرجت من غرفتها لتأخذ هاتف ناهد وتدخل الغرفة توصدها جيدًا وتطلبت رقم منى منتظرة الرد...
____________________
كانت أم مصطفى تحاول تزين البيت فخطر في بالها شيء، حملت هاتفها وطلبت رقم أحمد الذي رد عليها مسرعًا: طنط رقيه وحشتيني
-لو وحشتك بجد كنت تسأل عليا!
-والله بسأل مصطفى عليكِ علطول
-على العموم أنا عازماك النهارده بالليل عامله حلفه مفاجأه لمصطفى ومحتاجه مساعدتك
-مفاجأه بقا وحركات... طيب عايزاني أساعدك في إيه أجيب التورته؟
-لا أنا مظبطه كل حاجه بس محتاجه منك تعطل مصطفى لحد بالليل وتبلغني وهو راجع
-عنيا يا طنط دا إنتِ تأمري... هعطلهولك لحد العشا
وبعد انتهاء المكالمه أوشك أن يطلب رقم مصطفى فلفت نظره اسمها في الهاتف شعر بوغزه في صدره، فقد أصبح مولعًا بها، وكان هذا الإسبوع هو أسوء أسبوع يمر عليه، يفتقدها بشده ويتمنى لو تعود لتحدثه فقد اشتاق لصوتها وضحكتها وخفة دمها، تنهد بألم ثم طلب رقم مصطفى...
__________________________
كان يجلس على مكتبه يفكر بمشاعره التي تتحرك لمنى، والتي تزداد يوم بعد يوم فقد تخطت مرحلة الحب أصبح مغرمًا بها، ولكن كم يزعجه هروبها المستمر، يخاف أن تكون لا تُكن له أي مشاعر، طرد الأفكار من رأسه فهو ينزعج كثيرًا عندما يتخيل أنها لا تفكر به ولا تشعر بمشاعره، حمل مفاتيحه وهاتفه ليخرج من الشركه ويعود للبيت حين أضاء هاتفه برقم أحمد فأجاب قائلًا
-سيادة المدير
-فينك يا درش... محتاجلك ضروري
قال مصطفى:
-مالك صوتك شكله زعلان
تنهد أحمد بألم:
-نفسيتي تعبانه أوي... محتاج أتكلم معاك
-طيب أنا كنت خارج من الشركه إنت فين؟
-أنا في المكتب تعالالي
__________________________
-قوليلي بقا مالك مش إنتِ هدى الي أعرفها في حاجه في قلبك
تنهدت هدى بألم وقالت:
-أحمد
ابتسمت منى قائله:
-أحمد!! مش فاهمه
هدى بأعين تائهه
-قلبي فيه أحمد... غلطت وبتعاقب... كنت بقعد طول الليل أبص في صورته... أو أسمع ريكوردات بصوته... اتعلقت بيه من غير ما أحس... ولما اكتشفت إني بغلط قطعت علاقتي بيه بس مش قادره أعيش حاسه إني ماشيه من غير روح
كانت منى تسمعها تريدها أن تفرغ كل ما بقلبها
أدمعت عيني هدى وأردفت: أنا السبب فيه... بس أنا مش عارفه أتجاوز مش عارفه أعيش من غيره.... ساعات ببقا عايزه أفك البلوك وأكلمه أقوله متسيبنيش...
مسحت دموعها وقالت: بصلي قيام عشان أدعي ربنا يكون من نصيبي عشان بجد مش عارفه أعيش من غيره... مش قادره أكل مش قادره أضحك مش قادره أكمل... حياتي وقفت من بعده
ضمتها منى وقالت: ليه شايله في قلبك كل دا ومحكتليش مش احنا أصدقاء وبنقول لبعض كل حاجه!
-كنت عارفه إنك لو عرفتي هتزعلي مني عشان كدا خوفت أحكيلك
-هبله... أنا عمري ما أزعل منك قومي كدا اغسلي وشك ونروح نساعد طنط رقيه شويه وتيجي تحكيلي بالتفصيل اتعرفتوا ازاي وكل حاجه من البدايه
ابتلعت غصه في حلقها وابتسمت ببرود: ماشي
قامت لتغسل وجهها، شعرت براحة قلبها حينما أفرغت تلك الشحنه من داخلها، كأنها كانت تحبس طاقة سلبية بداخل قلبها وأخرجتها مع الكلام والبكاء.
أما منى فجلست تفكر في حالة صديقتها التي تشبهها كثيرًا، إنها لوعة الحب فالحب ابتلاء من الله يزرعه في قلوب العباد ليرى مدى صبرهم وتحملهم لآلامه، فإما أن نصبر حتى يأتي في الحلال أو نتعجل فينزع الله البركه من العلاقه...
قاطع شرودها رنات على هاتفها أجابت
-السلام عليكم
-عليكم السلام ازيك يا منى؟
-الحمد لله مين معايا؟
-أنا مروى فاكراني؟
-أيوه إزيك يا مروى عامله ايه؟
-الحمد لله كنت عايزه أتكلم معاكِ ضروري
-اتفضلي يا حببتي
-لا مينفعش في التلفون ممكن نتقابل؟ قوليلي المكان الي إنتِ فيه وأنا أجيلك... أرجوكِ محتاجه أتكلم معاكِ ضروري
- أنا في البيت خدي العنوان وهستناكِ العنوان*******
-تمام مسافة السكه هكون عندك
أغلقت منى الهاتف، وجلست تفكر في مروى وما قد تريده! تخشى أن تحدثها عن مصطفى مجددًا، طردت الأفكار من رأسها وابتسمت فلن تهرب منه اليوم تريد أن تعيش هذا اليوم بسعاده فقد اشتاقت لرؤيته، وها هي تضعف مجددًا أمام عاطفتها ومشاعرها!
توجهت بصحبة هدى لشقة مصطفى بدأت هدى تضحك كعادتها معهم وتمازحهم، تناولا الغداء معًا، وبدأن بمساعدة أم مصطفى حتى وصلت نبيله وبرفقتها سيف الذى دخل وسلم على خالته ووضع ما بيده من أشياء أحضرتها والدته وغادر على الفور..
___________________________
كانت تقف أمام البرج حائرة فهذا هو العنوان المطلوب كما وصفته منى، لكن لا تعرف كيف ستصل لشقة منى، لفت نظرها شاب يخرج من البرج فأقبلت تسأله
-لو سمحت أوصل شقه ١٢ إزاي؟
إلتفت إليها وما أن رأها حتى قال: إنتِ مش فاكراني... إنتِ سيبتِ تلفونك معايا ومشيتِ فاكره!
حمدت ربها على تلك الصدفه وقالت:
-أنا محتاجه موبايلي جدًا والله... الحمد لله إني شوفتك
-موبايلك بيتصلح.... المحل قريب من هنا لو تحبي تيجي معايا نجيبه
أومأت مروى برأسها فهي تريد الهاتف اليوم قبل الغد، وقف سيف أمام سيارته وفتحها فعقبت قائله: لأ أنا مش هينفع أركب مع حضرتك قولي اسم المحل وأنا أجيلك على هناك
-يا ستي ممكن تعتبريني أوبر!
-لا مش هينفع
همت أن تغادر ولكن وقفت فجأه متذكره حمدي وما طلبه فرجعت له قائله: المكان مش بعيد صح؟
-خمس دقايق بس بالعربيه
فتح لها باب السياره لتركبت في الخلف ثم ركب وانطلق بالسياره، نظر في مرآة السياره ليرى تلك الجالسه بجسدها فقط أما عقلها فبمكان أخر فهي ضائعه كمن كان يسلك طريق يجهله باحثًا عن مأوى، فانقطع عليه الضوء فأصبح يتخبط في الظلام يبحث عن ضياءٍ بدلًا من المأوى.

رواية وما معنى الحب؟ بقلمي آيه السيد شاكرWhere stories live. Discover now