١٢

2.4K 128 18
                                    

'
'
'
'



يبكي ولايهدأ ليضيق قلبي بقسوة ومسحتُ أدمعه لأخبره " لاتبكي! لاتبكي! اللعنة علّي! " ولم يتوقف عن بكائه ليضيق صدري وأختنق بأنفاسي ، وشفتاي ترتجف لأمسح أدمعه وألعنني وألعنُ أفعالي بقسوة " هشش صغيري لاتبكي! " وقال يردد خلفي بذهول وسط دموعه التي تلطخ وجهه المُحمر ، وتبعثره ببكائه وشهقاته قال " صغيرك؟ " وهززتُ رأسي سريعاً أثبت له لأخبره " همم لتتوقف عن البكاء..! "

وفور أن أخبرته بذلك هدأ قليلاً وأقترب سريعاً وقبّلني على شفتاي بقوة وأبتعد وأنفاسنا أمتزجت سوياً ، ينظر لعيناي بهذا القرب وحل السلام على قلبي! يالبهائه! يالفتنته! حتى قبّلاته بريئة ، بل بريئة جداً جداً ، يجعلني أقترب بهدوء وقبّلته ، غرابة تُحيطني لم أعتد عليها!

وقبّلته مستلذاً شفتيه ، وعقدتُ حاجباي بنشوة عندما بادلني القبّلة ليرتجف قلبي وأستوعب حماس دواخلي لحركة شفتيه ، يجلس على فخذي وأكور وجهه بكفوفي وقبّلته مُنهزماً لحبه ومهزوماً له

وتبادلنا القبّل لأستلقي على الأريكة وأستلقى فوق صدري ، يستمع لجنون نبضات قلبي ، وأشد على أحتضانه لأربت على رأسه بعطف غفير من كفوفي بين لحظة وأخرى لأشعر به وأشعره بي ، وناداني بهدوء " جونغكوك " وهمهمتُ له وسط رجفة قلبي ، ومشاعري ، أسمي لذيذ بنبرته! وكأنه يعتصر قلبي! أو أنه يطالبي بتقبيل فمه وأمتصاص أحرف أسمي من لسانه! حرفاً حرفاً ، يتحدث وأخبرني " لاتفعل ما فعلته مرة أخرى وتختفي ، لاتتركني يابهجة قلبي ، وبهجة فؤادي ، يانوري وسروري ، أنّي وحيد وأنت عائلتي ، وأنّي يَتيم وأنت أبي ، وأنّي لأرجو الحُبّ منك ، وأرجوك لي..! "

كلماته ذات تأثير قاسي علّي ، أسرح شعره بأحدى يداي والأخرى أحيط ظهره لأشده لوسط أضلعي ، أشده لأخفيه في صدري الفارغ ، أدخله ليملأني ويملأ برودي ، ويدفئ قسوة دواخلي ، ويحيطني وأحيطه ، أطهر ما أحتضنت..!

لازلتُ أستوعب في كل لحظة بأنني واقعاً له عميقاً ولا أستشعر نهاية عمقه ليرتعب قلبي لعظمته ، أشعر بخيبة من عودتي بعد هروبي منه ، خيبة تحطمني ولكن حُضنه الحنون يشفيني ، يشفيني ودواخلي لاتريد أن تُشفى.

أريد الأعتلال! أريد مرضي وهوسي وجنوني! أريد جبروتي! أريد العظمة أن تقطن وسط قلبي وفقط! ورغم أن غرامي وأنهزامي وأذعاني لطفل في الخامسة عشر جنون ألا أنني أراه براء! أشعر وكأنني طبيعي لأول مرة ، أنسان ، أشعر بأنفاسي وأستشعر أنفاسه ، أحيط خصره وأقربه لأن قلبي يأمر ذراعي بذلك ، يأمرها بقسوة بأن تنهزم!

أستشعر كلماته وبؤس نبرته ليحزن قلبي ، وأهلكني وأهلك نبضي لأخبره " لا أتركك! ويحٌ لي أن فعلت! " ولا أستطيع تخيلني أبتعد عنه مرة أخرى ، بل ولا أقوى وكأن لاقوة لي ، بِه رفع رأسه ونظر لعيناي عميقاً ليقول ونبرته عابسة " ليس فقط ويحٌ لك بل ليلعنك الرب أيضاً أن فعلت أيها العجوز! " وياللهِي أيّ دلالٍ هذا؟ أيّ حُسن هذا؟ أيّ برائة فيه!

جَبروُت tkWhere stories live. Discover now