الحلقه الخامسه

Start from the beginning
                                    

كانت تنظر من نافذة السيارة تُدمع عيناها وتواري دمعتها، يبدو أنها شامسةً في شيءٍ وخيم، شعر أنها ضائعةً فأراد أن يمُد يد العون لها فقاطع شرودها قائلًا: ينفع أسألك سؤال؟
انتبهت لسؤاله وعدلت جلستها قائلة: اتفضل
-ليه عينك مليانه حزن أوي كدا؟
نظرت له بسخرية وقالت ببرود: قديم أوي أسلوب الشقط دا
ضحك على كلامها وقال: الله يسامحك بقا دا شكل واحد بيشقط!! دا أنا حتى فاشل في الكلام دا...
ابتسمت ابتسامه صفراء وأردفت
- ليه بتسأل يهمك في حاجه؟
-جايز يكون عندك مشكله وأقدر أساعدك!
تنهدت بألم: من الناحية دي فأنا عندي مشاكل مش مشكله واحده... وبعدين محدش بيساعد حد من غير مقابل!
-لا والله أنا مستعد أساعد من غير مقابل ولوجه الله...

صمتت وشردت تفكر للحظات، فيجوز أن يساعدها كما يقول، فهو شخص لا تعرفه ولا يعرفها لن يحدث شيء إذا حكيت له ما يُتعب قلبها فهي بحاجه لتتحدث حتى تفرغ ما بداخل قلبها، حتى وإن لم يساعدها على الأقل ستتحدث؛ حتى تهدأ تلك الحرب التي تدور بداخلها، فكم تحتاج لأحد يساعدها لتجاوز تلك المحنة! كما أنها تخشى أن تصل المشكله لأفراد أسرتها فهي لا تريد أن تمس المتاعب قلب والديها وستُحاول حل مشكلتها بنفسها! خرجت من شرودها وأومأت برأسها قائله: هحكيلك...
_______________________________

نبيله: والله يا هدى دمك شربات...
هدى: طيب هقولك بقا فزوره... تعرفي ليه الدكتور الصيدلي لازم يبني عماره؟
نبيله: عشان يعيش فيها!
منى: لا عشان يسكن الألم
ضربت منى كفها بكف هدى وضحكتا ونظرا كلا من أم مصطفى ونبيله لبعضهما ثم انفجرن ضاحكين
رقيه: انتوا بصراحه مسخره.... الي يقعد معاكم ميبطلش ضحك
ابتسمت هدى قائله: بس دي أصلًا نكته بايخه مبتضحكش
نبيله: يختي احنا مبنصدق نلاقي حاجه نضحك عليها

قامتا منى وهدى ليكملان عملهما بتزين الشقه، نظرت لهن نبيله بإعجاب فهن زوجتان مثاليتان لأولادها سيف وسعد قاطع شرودها أم مصطفى التي جلست جوارها وهمست: اي رأيك فيهم؟
ابتسمت نبيله قائله: الاتنين زي القمر... ينفعوا سيف وسعد
لكزتها رقيه في كتفها بخفه قائله: لا انسي دول محجوزين منى لمصطفى وهدى لأحمد
نبيله: من امته الكلام دا؟
-عيني عليهم من زمان لمصطفى وأحمد... ادعي ربنا يجعلهم من نصيبهم!
____________________________
أردفت بحسره: أنا أسوء بنت ممكن تقابلها في حياتك

وقف بسيارته فقد وصلا للمكان المراد، نظر لها بترقب منصتًا إليها يحثها بعينيه على تَلفُظ المزيد من الكلمات فأردفت بدموع: خونت ثقة أهلي... صاحبت ولاد كتير... معرفش ليه كنت بعمل كدا!
ابتسمت بسخريه: تقريبًا كنت بسلي نفسي وبملى فراغي العاطفي بأي حاجه
عادت تُدمع: بس والله توبت لكن الماضي مش عايز يسيبني... كأن حاجه بتزقني لورا... الشاب الي كنت بكلمه مركب وشي على فديوهات وحشه...
شهقت ببكاء وأردفت: أنا والله كان أخري كلام و في التلفون أو أقابله في مكان عام.... ودلوقتي عايز مني حاجات أكبر وإلا هيفضحني
حكت له موقف العصير وكيف غابت عن وعيها، كان يسمعها بإشفاق يحدق بملامحها التي تزداد جمالًا مع بكائها لا يستطيع رفع عينيه عنها كأنه سُحر بها جُذب إليها كأنها مغناطيس وهو قطعة من الحديد يُسحب إليها، سرعان ما غض بصره عنها ونظر أمامه، أما هي فقد إغرورقت وجنتيها بالدموع، سحب منديل من أمامه وأعطاها إياه قائلًا: طيب اهدي.... هاتيلي عنوان الواد دا
-معرفش عنوانه.... كان معايا رقمه بس التلفون معاك!
-طيب استني ثواني هروح أشوف الموبايل وأجي
دلف للمحل وغاب عليها قرابة نصف ساعه، وارتجلت من السياره تنتظره، وبعد دقائق عاد وبيده هاتفها وقال:
- اتفضلي موبايلك... غيرتله الشاشه بس وكل حاجه زي ما هي
أخرج ورقة وقلم من جيبه وقال: قوليلي بقا اسمه ورقمه وأي تفاصيل تعرفيها عنه
وبعد أن أعطته التفاصيل وكتبها قال: هاتي بقا رقمك عشان أتابع معاكِ
أعطته رقمها فقال:
-اسمك إيه عشان أسجله
-مروى
سجل رقمها وأعطاها رقمه قائلًا: سجليني سيف
طلب رقم على هاتفه وقال: فيه رقم عايزك تستعملي عنه هقولك تفاصيل تجيبهالي ضروري...
أخذ يملي عليه ما يريده وبعدما انتهى من مكالمته قال: متقلقيش استني مني مكالمه النهارده... اتفضلي تعالي أوصلك
مروى: لا أنا هتمشى شكرًا لحضرتك
همت بالمغادره فأوقفها صوته
-لو فيه أي حاجه رني عليا
أومأت برأسها وغادرت لتعود للبيت فلم تعد بحاجه للحديث مع منى أو غيرها فقد أفرغت ما بداخلها، لا تعلم ما تفعله صحيح أم لأ لكنها تشبه الذي أوشك على الغرق وقد وجد يد العون فتشبث بها...
__________________________
يجلس مصطفى مع صديقه في ڤيلته يتحدثان بعد أن تناولا الغدا
-بس يا سيدي والموضوع انتهى على كدا
-طيب معني كدا إنها بنت محترمه... مستني ايه بقا! روح اتقدملها
-مش عارفه أوصلها حتى رنيت عليها من رقم تاني موبايلها مغلق... تقريبًا غيرت رقمها
-طيب متعرفش هي ساكنه فين نسأل عنها؟
-مقالتليش معلومات عن نفسها إلا إنها من الإسكندريه واسمها هدى أشرف وفي كليه تمريض... المهم سيبك مني قولي إنت عملت ايه مع منى؟
-ولا حاجه مفيش جديد... بس أنا بحاول وهي تستحق بصراحه...
تنهد أحمد قائلًا
-وأنا كمان هحاول...

رواية وما معنى الحب؟ بقلمي آيه السيد شاكرWhere stories live. Discover now