📖الجزء الثاني -29-"إنها معنى حياتى"📖

4.6K 337 188
                                    

ج٢-٢٩-" إنها معنى حياتى "

لا يعلم كم إستلزمه من وقت حتى يعيد التفكير فيما سمعه عبر الهاتف ، فمنذ تلقيه ذلك النبأ الصادم من أن شقيق زوجته قد لقى حتفه فى إيطاليا ، وكأن أحدهم أصاب رأسه بضربة قوية من مطرقة ، فأرتعشت يداه لا إرادياً ، وعمل عقله على تصوير ذلك المشهد بعد أن تعلم حياء بخبر مقتل شقيقها ديفيد ، فبدت عيناه السوداويتين فزعتين غائرتين وقد زاغت نظراتهما ، وكان الوجوم يعكس نفسه بوضوح على وجهه ، فقد كان يضبط أعصابه كى لا ينفجر غاضباً ويتهم ذلك الرجل بأنه يكذب ، وما يقوله ماهو إلا مزحة سمجة وثقيلة ، ولكن ما أن إستمرت المكالمة بينهما وظل حديث الرجل يدور حول كيفية وصول الجثمان للإسكندرية ، ظلت الأفكار السيئة تراوده وترعبه حول رد فعل زوجته ، فحتى بعدما أنهى المكالمة وخرج من مكتبه بسرعة ووصل لسيارته ، تردد فى قيادتها ليعود إلى المنزل ، فزوجته لو حدث لها مكروه لا قدر الله ، فهو لن يسامح نفسه طيلة حياته ، من أنه حمل لها نبأ سيئ كهذا ، لعلمه بمدى رقتها وهشاشتها حتى وإن كانت بارعة فى ممارسة صلابتها فى أشد المواقف السيئة ، ولكن حتماً نبأ كهذا سيحطم شيئاً بداخلها ، فهو قد ذاق مرارة فقد الأخ من قبل عندما توفى شقيقه الأكبر وجدى

- يارب إسترها يارب

دمدم بها راسل مراراً ، فكان السير كثيفاً طيلة الطريق من المشفى للمنزل ، وأكثر من مرة شعر برغبة عارمة لإطلاق صوته بالصراخ فى وجه كل السائقين ورجال المرور ، لكنه لم يفعل ، فقد خيم الصمت عليه وكأنه سارحاً فى أفكار عميقة بعيدة ، فلاشئ يقال الآن ، مجرد الإنتظار والترقب حتى يصل إلى البيت

وما أن وصل إلى المنزل وتوقف بسيارته أمام الباب الداخلى ، خشى أن يترجل منها ويصبح وجهاً لوجه أمام حياء ، فحتماً هى تنتظره الآن ، ولكنه عاد إليها يحمل لها أخبار سيئة ، ولا يعلم كيف سيطاوعه قلبه ولسانه أن يتفوه بتلك الكلمات التى ولا شك ستحطم قلبها

- طب أعمل إيه أنا دلوقتى

غمغم راسل بقلق وحيرة ، فخرج من السيارة وولج للداخل ولكن فكر فى أن يتحدث مع والده أولاً ، لعله يكون قادراً على أن يسدى له نصيحة فى التخفيف عن زوجته من أثر ذلك الخبر ، فوصل لغرفة المعيشة ووجده يجلس مع أحد رجاله ، ولكن ما أن رآه صرف الرجل وأشار لراسل بالجلوس خاصة بعدما قرأ تعبيرات وجهه المتجهمة

فأسند كفيه لعصاه وسأله بإهتمام:
- مالك كده فى إيه ؟

جلس راسل على المقعد المقابل لوالده ورد قائلاً بعدما أزدرد لعابه :
- النهاردة جالى تليفون من السفارة المصرية فى إيطاليا وبلغونى أن ديفيد أخو حياء مات وشكله ميت مقتول كمان وهيبعتوا الجثة بكرة على هنا علشان يدفن

صعق رياض من ذلك الخبر الذى ألقاه راسل فى وجهه دفعة واحدة ، دون محاولة منه فى أن يمهد له الأمر ، فرد قائلاً بصدمة :
- إيه ديفيد مات مقتول ! دا لو أخته عرفت هيجرالها حاجة ، هتعمل إيه معاها

ثلاثية " لا يليق بك إلا العشق "..بقلم سماح نجيب"سمسم"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن