📖الجزء الثاني -26-"ثأر واجب النفاذ " 📖

5.1K 353 256
                                    

ج٢-٢٦-"   ثأر واجب النفاذ  "

خشى أن يسمع منها ما يفسد سعادتهما ، التى جاءت بعد عناء ، ورغم ذلك أرهف سمعه ليلتقط حروفها بدقة ، بل ضغط على ظهرها بحنان ليبقي عليها بين ذراعيه ، كأنها ما أن ستبتعد عنه سيصبح مزاجها أشد سوءاً كتلك الأيام التى قضاها معها فى معاناة محاولة منه أن يصرف عنها حزنها الشديد ، واليوم هو يومهما الأول خارج قصر النعمانى ، بعد محادثتهما فى مشفاه وإخبارها له بقرارها النهائى فى عدم تركه أو الإنفصال عنه ، وحرص على أن ينعمان بيومهما كتلك الأيام الخوالى عندما كانا عاشقان حديثى العهد بالزواج ، لذلك أعد لها مفاجأة أراد أن يخبرها إياها فى تلك الغرفة ، التى سبق لهما قضاء ليلة بها عندما أراد إخبارها بكل ماضيه ، وأراد اليوم أن تكون ليلة أكثر دفئاً ويخبرها بذلك الأمر الذى تمنى أن يساهم فى تحسين مزاجها

فسألها بحيرة :
– طلب إيه ده يا روحى؟

أبتعد عنها لكى ينظر إليها بوضوح ، ولكن ما طمئنه قليلاً أنها تبتسم وهادئة ولا يبدو عليها أنها ستطلب المحال

فأجابته باسمة :
– متخافش كده مش هطلب منك حاجة صعبة يعنى ولا مستحيلة

إستمتعت حياء بحيرته فى التكهن بما تريده منه ، مما جعله يحاول إستعطافها لعلها تكون رحيمة به وبمطلبها منه ، كما يفعل الآن من أنفاس دافئة سخية راح يوزعها على وجهها وهو يهمهم بأنه على إستعداد تام لتلبية كافة مطالبها ، التى سيفعل المستحيل من أجل تحقيقها ، فضحكت حياء بخفوت كون أن مطلبها لن يكون عسيراً ولن يطلب منه جهداً سوى أن يمنحها موافقته ويكون برفقتها

أطرب أذنيها بعبارته التى جاءتها همساً فى أذنها :
– عايزة إيه ياحبيبتي أنتى لو طلبتى روحى مش هأخرها عنك

أغمضت عينيها إستمتاعاً بحديثه ، ولم يقتصر إستمتاعها على عذب حديثه ، بل وقوفها بين يديه بعث بها الدفء خاصة أن ضآلة حجمها مقارنة به جعلته لا يجد جهداً فى إحتواءها ، فردت قائلة بعد لحظات وهى واضعة رأسها على كتفه :
– عايزة نسافر نعمل عمرة سوا ، إحنا شهر عسلنا مكملنهوش ، فعايزة نسافر السعودية وبعد كده نروح أى مكان تانى نقضى فيه يومين ، عايزة أسافر ، أنا لما كنت زعلانة منك كنت بفكر أسافر أنا وديفيد نعمل عمرة بما أنه أعلن اسلامه بس مش عارفة ليه أتهرب منى وقتها ، حتى دلوقتى من ساعة ما قالى انه مسافر معرفش حاجة عنه ولا حتى بيرد على رسايلى ليه ، وبجد أنا محتاجة العمرة دى جداً

زفر راسل براحة بعد سماع مطلبها ، فقال وهو يقبل رأسها :
– بس كده أنتى تؤمرى يا روحى ، هظبط شغلى وكل حاجة ونسافر ، لأن عندى جدول عمليات كتير الفترة الجاية ، يعنى ممكن نسافر على بداية الشهر الجاى ، وبالنسبة للمكان التانى اللى هنسافره انا هقولك نسافر فين ودى من ضمن المفاجئة اللى كنت هقولك عليها جوا

ثلاثية " لا يليق بك إلا العشق "..بقلم سماح نجيب"سمسم"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن