٣٣– " إثنان لا يجتمعان "إبتسم راسل بذهول ، ظناً منه أن الضابط يمازحه ، فهؤلاء الرجال لم يأتون إلا من أجل إلقاء القبض عليه ، بتلك التهمة المنسوبة إليه من أنه عمل على قتل سعيد ، ولكنه هو وأسرته ، لم يكن لديهم الإدراك الكافى لإستيعاب ما سمعوه ، فصوت يد وفاء التى دبت بها على صدرها من فزعها مما سمعته ، هو من جعل راسل يعى على حقيقة وضعه الآن
ولم تكن وفاء وحدها من ساهمت بإعاد تركيزه المسلوب بتلك اللحظة ، بل زوجته أيضاً ، التى أقتربت قابضة على ذراعه بخوف ، فعيناها متسعتان وفمها مفتوح بدهشةٍ
إلا أنها إستطاعت القول بصوت خافت ، ترتعش حروفها من الخوف :
– رراسل هو بيقول إيه ، مين سعيد ده كمان وقتل إيه
عندما هم راسل بفتح فمه ليجيبها ، أسرع الضابط بهز ذراعه وهو يقول بخشونة :
– إحنا مش هنفضل واقفين مستنين سيادتك علشان تيجى معانا هتغير هدومك ولا تحب ناخدك كده بالهدوم اللى عليك
زادت حرارة إنفعال راسل ، فكأن ما حدث له منذ سنوات ، تعاد تفاصيله مرة أخرى ، فها هو للمرة الثانية ، يتم إلقاء القبض عليه بتهمة القتل وهو لم يفعل شيئاً ، تلك المعاملة الجافة والصلدة من رجال الشرطة ، ذكرته بما لقاه بإيطاليا من إهانة وتعذيب
فأتسعت طاقتى أنفه صارخاً بوجه الضابط ، غير أبه بما سيحدث له لاحقاً:
– نزل إيدك واحترم نفسك وأنت بتتكلم معايا مفهوم
كمن تحفز جسده على القتال ، فربما سيثير شجار مع رجال الشرطة ، فأمر الضابط جنوده بالإقتراب سريعاً ووضع الأصفاد بمعصميه ، فهو لن ينتظر سماع كلمة أخرى منه
فبعد إطمئنان الضابط لإحكام السيطرة عليه ، وأنه أصبح مكبلاً بالأغلال ، يحاوطه الجنود دفعه أمامه وهو يقول بغلظة :
– طب لا أنت مغير هدومك ولا هسمع منك كلمة تانية يلا قدامى وتبقى المدام بتاعتك تجبلك هدوم فى التخشيبة
أعترضت وفاء طريقهم وهى تصيح وعيناها باكيتان :
– أنتوا واخدين إبنى ورايحين على فين إبنى ميعملش كده أنتوا أكيد غلطانين سبوه سبوه
بما يشبه الجنون ، حاولت وفاء سحب الأصفاد من يد راسل ، فهى لا تريد أن تراه بذاك الموقف ثانية ، فيكفى ما لقاه بالمرة الأولى
رآى راسل أحد الجنود يهم بإزاحتها عن طريقهم ، فصاح بوجهه :
– أبعد عنها ومتلمسهاش أنت فاهم
فعاد ونظر لوفاء قائلاً بحنان :
– إهدى يا ماما أكيد فى حاجة غلط فى الموضوع ، كلمى بس المحامى يحصلنى على هناك
أنت تقرأ
ثلاثية " لا يليق بك إلا العشق "..بقلم سماح نجيب"سمسم"
Romanceبين السعادة والشقاء والحقيقة والوهم ،حد فاصل كالخيط الرفيع ، الذى إذا إنقطع فجأة ، صارت الحياة متاهات لاتعلم أي منها ستقودك للحقيقة التى تهفو لمعرفتها