📖36-" وشم الأفعى والعقرب"📖

9.7K 629 197
                                    

بعتذر عن التأخير بنتى كانت عند الدكتور حتى ملحقتش اراجع البارت

٣٦– "وشم الأفعى والعقرب "

كادت أحباله الصوتية تنقطع وهو يصرخ بها ، فأى قوة واتته الآن جعلته يريد تحطيم كل ما يحيط به ، فماذا سينتظر منها بعد أن اعلنتها صريحة بأنها لم تعد تريده ؟ فالدموع ألهبت جفونه تريد الفرار من سجنها ، تزامناً مع رعشة يديه القابضة على الجانب الخشبى للدرج ، طحن فكيه ببعضهما البعض كوسيلة للحفاظ على ما تبقى من كبرياءه كرجل ، يرى زوجته تريد أن يحل ذلك الميثاق الغليظ بينهما ألا وهو ميثاق الزواج

– خلاص خلصت كلامك وتهديدك يا راسل علشان أنا كده أتأخرت وعايزة أمشى مش فاضية
نطقت كلماتها ببرود ، فبعد أن رأته أنتهى من حديثه ، أولته ظهرها وهمت بالخروج ، لا يفصلهما سوى الدرج ، الذى فضل أن يكون هو بأعلاه حتى يعطيها الفرصة للهروب من بطشه بتلك اللحظة ، فهى نكأت جراحه كافة ولم تكتفى بذلك بل إستدعت معها كبرياءه الجريح ، الذى ظن أنه برأ من جراحه منذ زواجه بها

– طلعتى زيها يا حياء ، كلكم صنف واحد ، أنا اللى غبى علشان أفتكرتك غيرها وحبيتك
أصاب صوته الخفوت من تلك الغصة التى علقت بحلقه وهو يتحدث ، وما كان ذلك إلا دلالة على أن دموعه تلح عليه بإصرار ، فسوداوتيه غشيتها الدموع ، حتى صار لم يعد يراها بوضوح

فبدون أن تلتفت إليه ، ردت قائلة بتهكم :
– دى مشكلتك مش مشكلتى إنت اللى دايما تختار غلط وده عيبك وأظن كفاية لحد كده علشان منجرحش بعض أكتر من كده

بخروجها من باب المنزل ، هرول بخطواته على الدرج ، يريد اللحاق بها ، فمن المحال أن تكون تلك هى نهاية عشقهما ، أم هو من ظن أن العشق بينهما متبادلاً ؟

– حيااااااء لاااااااء متمشيش خليكى معايا
صرخ بإسمها منادياً،  فمازال جزء من عقله رافضاً ما يحدث ، ولكن كأنها كانت على إستعداد تام لمغادرتها ، فتلك السيارة التى كانت تنظرها أمام الباب الخارجى من المنزل ، إستقلتها بعد أن أسرع سائقها بأخذ الحقيبة منها ، فوضعت نظارتها السوداء على عينيها وهى تقول بما يشبه الأمر:
– أطلع بسرعة

وقف بمنتصف الشارع وهو يلهث وصدره يعلو ويهبط بعد ركضه للحاق بالسيارة ، ولكن كل شئ أنتهى بلمح البصر ، فالسيارة لم يعد يراها ، ولكن سيارة أخرى وقفت قريباً منه وترجلت منها وفاء وسجود بعد أن جلبتها من روضتها

بخوف أقتربت وفاء منه وهى تراه بتلك الحالة ، فقبضت على ذراعه لينتبه عليها وهو تقول بتساؤل :
– راسل مالك واقف ليه كده زى ما تكون كنت بتجرى حصل إيه النهاردة وعملت إيه فى النقابة

رد راسل بصوت خالى من الحياة وعيناه عالقة بأخر مدى يمكن أن يصل إليه بصره :
– وقفونى عن مزاولة مهنتى واخدوا المستشفى وكمان البيت هيتباع بكرة وتقريباً مبقاش حيلتى حاجة

ثلاثية " لا يليق بك إلا العشق "..بقلم سماح نجيب"سمسم"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن