دوسوا يا قمرات على النجمة وأعملوا فوت ومتنسوش التعليق برأيكم ❤️❤️
٦ – " ذكريات بنكهة الدماء "خبت إبتسامتها شيئاً فشيئاً ، وهى ترى زوجان من العيون ترمقها بملامح مكفهرة من الغضب ، فعلمت أنه سيثار العديد من المشكلات الآن ، ربما يصاحبه صياح هذان الشابان اللذان لم يكونان سوى أبناء الخادمة التى تعمل لديهم ، فهى على علم ودراية بشأن رفضهما لعمل والداتهما لديهم أو لدى أحد أخر ، حاولت أن تبتسم ، فلم تفلح فى فعل ذلك ، فما كان منها سوى أن دعتهما للدخول
فرفعت يدها تشير لهما بهدوء :
– أهلا وسهلا أتفضلواولج الإبن الأكبر يتبعه شقيقه الذى يصغره بعامين فقط ، فقبل أن يصلا لمنتصف الصالة ، طالعها الأكبر سناً شرزاً فهتف بها بغيظ لم يفلح بكظمه :
– فين أمى لو سمحتى عايزينهاحاولت حياء تهدئة الوضع ، حتى تجنب الخادمة صياح أبناءها عليها ، فهى رآت ذلك من قبل ، وكم من مرة عانت الخادمة من مر الشكوى من أبناءها ، فهم لا يتركوها بحالها ، فهما يضيقان عليها الخناق ، على الرغم من جفاءهما بمعاملتها ، وإلهاء كل منهما بحياته الخاصة ، وتركها بدون أنيس ولا جليس يرعاها
بإبتسامة هادئة حاولت إسكانها بين شفتيها ، كانت حياء تحدثهما بهدوء كعادتها دائماً :
– أنا عارفة أنتوا جايين ليه وعارفة أنكم زعلانين علشان مامتكم بتشتغل هنا بس هى هنا مش شغالة دى تعتبر واحدة من أهل البيتصاح الإبن الأصغر سناً :
– إحنا أمنا متشتغلش خدامة عند حد هى فين خليها تجى دلوقتى حالاًفربما كانت حياء ممتنة ، لعدم خروج أبويها من الغرفة حتى الآن ، حتى لا يصير الموقف أكثر تأزماً ، فكل من بالمنزل يكنون محبة خالصة لتلك الخادمة التى عملت لديهم منذ سنوات طوال ، وكم من مرة حال عرفان بين أن تحدث مشكلات بينها وبين ولديها ، فكان حريصاً على أن يخمد ثورتهما عليها بكل مرة يأتون بها إلى هنا
هرولت الخادمة بعد سماع صوت ولدها الصغير ، ففركت يديها بجلبابها وهى تقول وعيناها على وشك البكاء :
– أنتوا إيه اللى جابكم هنا دلوقتى وعايزين إيه ، دا أنا بقالى ٦ شهور مشوفتش وش حد فيكم ، ولا حد سأل فيا ، عايشة ولا ميتة ، كل واحد فيكم ملهى بحياته ومراته وعيالهفأكملت بدموع لم تفلح بكبتها :
خلاص سيبونى بقى فى حالى ، على الأقل لو مت فى حد هيعرف ، مش زى ما انتوا عايزين تحبسونى فى البيت ولو جرالى حاجة محدش هيحس بيافرت دموعها على وجنتيها ، من تلك القسوة التى أختبرتها من ولديها ، اللذان عكفت على تربيتهما ونشئتهما بعد وفاة زوجها ، حتى أصبح كل منهما شاباً متزوجاً ولديه أطفال ، وكأن صلتهما بها اقتصرت إلى هذا الحد ، متناسيان أنها والداتهما ، ولها الحق برعايتهما لها ، فالله ورسوله أوصى ببر الأم ، فالجنة تكمن تحت قدميها ، ولكن ربما هما متغافلان عن ذلك
أنت تقرأ
ثلاثية " لا يليق بك إلا العشق "..بقلم سماح نجيب"سمسم"
Romanceبين السعادة والشقاء والحقيقة والوهم ،حد فاصل كالخيط الرفيع ، الذى إذا إنقطع فجأة ، صارت الحياة متاهات لاتعلم أي منها ستقودك للحقيقة التى تهفو لمعرفتها