📖9-" الوجه الآخر للشيطان"📖

13.7K 659 200
                                    

٩– " الوجه الآخر للشيطان "

صوت إدارة مفتاح الباب ، هو من جعله يكف عن إسترساله بحديثه ، عملت على إزاحة يده عن ذراعها ، فالألم لا يحتمل ، فهو كان على وشك كسره بأصابعه القاسية ، ظلت تدلك بيدها ذراعها لتخفف من وقع الألم عليه ، فجاهدت على مسح تلك العبرات سريعاً قبل أن تراها أبنتها التى تسمرت على عتبة الباب ، بعد رؤية أبيها
فدلفت ولاء تغلق الباب خلفها بحدة ، ولكن تلك المرة فضلت أن لا تجابهة بالقول ، بل ذهبت رأساً إلى حجرتها ، تغلق الباب بغيظ فى وجهه

فأستدار برأسه لإسعاد قائلاً بتهديد :
– يلا روحى هاتى الفلوس ولا تحبى أنادى لولاء ويبقى الكلام على المكشوف وتعرف كل حاجة قولتى إيه

لم ترد له كلمة ، بل ركضت لغرفتها ، وأخرجت صندوق خشبى تحتفظ بمالها فيه ، فهى تحاول تجميع المال من أجل زيجة أبنتها ، ولكنه لا يدعها تفعل ذلك ، فدائماً ما يسلبها أموالها ، مقابل أن لا يفتضح أمرها أمام إبنتها ، أو أمام أحد أخر وربما ينتهى بها المطاف بالسجن ، لذلك تطيعه ولا تخالف له أمراً

خرجت بالنقود ووضعتها أمامه على الطاولة ، فأخذها يضعها بجيبه وهو يبتسم بمكر ودهاء يناسبه :
– شطورة يا إسعاد سلام بقى دلوقتى أشوفك بعدين يا روح الروح

خرج حسان من الشقة ، فأغلقت الباب خلفه وهى تستند عليه ، تبكى بمرارة على حالها ، ولكن كفكفت دموعها سريعاً ، وهى تسمع صوت باب غرفة ولاء يفتح ، فخرجت ولاء تبحث بعيناها إذا كان أبيها هنا أم رحل

فهتف بإسعاد قائلة بتساؤل هازئ :
– هو بسلامته راح فين

– مشى خلاص هتاكلى أجبلك الأكل ؟
قالتها إسعاد وهى مازالت توليها ظهرها ، تجفف عبراتها ، التى لم تخفى على إبنتها ، فهى دائما ما تراها تبكى

شعرت بيد إبنتها تربت على كتفها بحنو بالغ وهى تقول :
– فى حاجة حصلت منه تانى يا ماما قوليلى وأفتحيلى قلبك نفسى ألاقى تفسير واحد للى بيعمله ده ومخليكى ساكتة بالشكل ده هو ماسك عليكى ذلة

تصلب جسد إسعاد بعد سماع ما قالته ولاء ، تزدرد لعابها تخشى أن تكون إستمعت ولاء لقول أبيها أثناء وجودها أمام باب الشقة ، أو أن تكون تنصتت عليهما من داخل غرفتها

فتلعثمت وهى تقول :
– مماسك ععليا ذلة إيه ايه اللى بتقوليه ده يا ولاء ، أنا بس ساكتة علشان إحنا إتنين ولايا وضل راجل ولا ضل حيطة

– لاء ضل الحيطة أرحم يا ماما من اللى هو بيعمله ده
قالتها ولاء بنزق ، تجد مبرر أمها لا يستحق عناء العيش برفقة رجل مثل أبيها

ولكن قبل أن تخوض ولاء نقاشاً معها ، أسرعت هى فى الذهاب لحجرتها ، وأغلقت الباب خلفها ، إشارة على أن لاتزيد كلمة أخرى ، فذلك الحوار بينهما ، لن يأتى بثمار مُرضية ، بل حتماً ستكون العواقب وخيمة للغاية ، فمن الأفضل لولاء أن لا تنبش بداخلها ، فربما البحث عن إجابات ترضيها ، سيجعلها تتحسر أنها بدأت بالبحث منذ البداية

ثلاثية " لا يليق بك إلا العشق "..بقلم سماح نجيب"سمسم"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن