أنا نشرتلكم الفصل النهاردة علشان إن شاء الله انا مسافرة وممكن مقدرش افتح سوشيال اليومين الجايين ، ألقاكم على خير
ج٢-١٨-" أنتِ إمرأتى وجذورى "
أنزلقت نظراتها من رأسه المكلل بشعره الأسود ، الذى تضارب لونه مع غطاء الوسادة الأبيض ، إلى وجهه ذو التعبيرات الهازئة والذى يبدو أنه مستمتعاً بحيرتها ، مروراً بصدره الذى إلتمع جلده تحت تلك الإنارة الخافتة على جانبى الفراش ، وساقيه الطويلتين اللتان وصلتا لحافة الفراش الواسع ، الذى كانت تغرق بين طيات أغطيته بجسدها الذى إزداد نحوله منذ أن تركها
أرادها أن تتيقن من صدق حديثه ، فترك الفراش وأخذها من مرفقها حتى وصلا غرفة الثياب ، رفع يده يشير إلى ذلك الجزء الذى تم تخصيصه لثيابه ، فتجولت ببصرها فى تلك الأرفف التى كانت خاوية حتى مساء اليوم ، ولكنها صارت تعج بثيابه العملية والبيتية ، تعجبت حياء من عدم ملاحظتها لثيابه عندما ولجت للغرفة وأخذها ثياب لها ، فربما إنشغالها بالتفكير فيما فعلته معه ، جعلها تتصرف بآلية ولا تنتبه لأى تغير طرأ على غرفتها ، أو إذا أنصفت القول غرفته
فيما مضى كانت تلك غرفته وكانت هى من تسكنها معه ، وظلت مقيمة بها بعد رحيله ، ولكنه عاد ثانية ليفرض هيمنته وسيطرته ، على ذلك الحيز الوحيد الذى تأخذ راحتها به ، وتتعرى من جمودها وتستطيع أن تكون على سجيتها ، خلافاً لإبتساماتها المصطنعة وكبرياءها الواهىإلتفتت برأسها إليه وتساءلت بنبرة جامدة :
- وده إسمه إيه بقى يا راسل ؟دفعها برفق حتى وقفت أمام تلك المرآة الطويلة ، والتى أنعكس على زجاجها صورتها من رأسها حتى أخمص قدميها ، ولا تدرى لما جعلها تقف أمام المرآة ، ولكن لم تدوم حيرتها طويلاً ، إذ وجدته يقف خلفها ، حتى باتت تشعر بدقات قلبه تصدر صوتاً ورجفة بعمودها الفقرى ، فقبل أن تفكر فى الإبتعاد لكى تحل إلتصاقه بها ، وجدته يمد ذراعيه ويطوقها بهما ، بل عمل على ضمان بقاءها بينهما بأن تشابكت أصابعهما سوياً ، وأحنى رأسه على كتفها
شهقت حياء من جرأته التى لم يعد لها حد ، وتململت بين ذراعيه تحاول الفكاك منه وهى تقول بصوت مختنق :
- إيه اللى بتعمله ده ، ثم أنا سألتك سؤال جاوبنى بتعمل ايه فى أوضتى ؟- مبعملش حاجة جديدة يا حياء ودى أوضتنا اللى شافت نصيب من ليالى حبنا
بدا صوته الخافت معبأ بأشواق خرجت من بين شفتيه ، قاصدة حواسها ، التى يعلم كيف يجعلها تشعر بالخدر ولا تبدى إعتراضًاتعذبت ما أن تذكرت تلك الليلة التى رواها بالعشق وأيقظها على الغدر ، كأنها متاع رخيص ، حاول الإستفادة منه قدر إستطاعته قبل أن يلقيه ولا يلتفت إليه ،إنتفضت ما أن مرت الذكرى بمخيلتها ، فحدقت بصورته المنعكسة أمامها على المرأة ، وقالت بإشمئزاز وقهر :
أنت تقرأ
ثلاثية " لا يليق بك إلا العشق "..بقلم سماح نجيب"سمسم"
Romanceبين السعادة والشقاء والحقيقة والوهم ،حد فاصل كالخيط الرفيع ، الذى إذا إنقطع فجأة ، صارت الحياة متاهات لاتعلم أي منها ستقودك للحقيقة التى تهفو لمعرفتها