THE FINAL CHAPTER

49 3 6
                                    

- عن كرستين -

البدر مكتمل على غير عادة، مكتمل كما لم أره من قبل، كأنه كان يتعمد الاختفاء حين يكتمل، فحين أنظر لا أرَى غير المحاق..

لكنه كان قمراً كاملاً مبرقعاً، يوهج في ظلمة الليل، ويلمع في غمد السماء، ينعكس من خلفه، يضيء اطراف خصاله السوداء، ويبرز سمرة بشرته الجذابة، وسنة الرب في الاحباب أن لهم، وجهاً يزيد وضوحاً كلما ابتعدَ، وحين اقترب للهلاك، عُميت..

كان قريباً جداً، يعتصر بقبضته أعلى ملابسي، ولم أعِ بدوري أنني افعل المثل له، لم أدرك أي شيء وهو بهذا القرب مني، لم أدرك غير أن انفاسه الساخنة تنبثق من ثغره، وتحط على وجهي، فأعجز عن التنفس..

وقد استغرق الأمر مني زمناً طويلاً، شهوراً ولربما سنين، لأدرك أن هذا الرجل، أن آدم، قد قبلني، هنا والآن، أمام منزله، في الشارع الفارغ، قبلني، آدم، قد قبلني.

ابتعدت شفتاه ولفح الهواء البارد وجهي المشتعل، والحمرة قد صبغت وجهي، لا داعي لأرى انعكاسي، انا اشتعل بالفعل..

رأيت ملامحه، يقعد حاجبيه، وينظر لي نظرة مختلفة، نظرة لم ارها في عينيه من قبل، كان ينظر لي، وكأنه يعلم تماماً مالذي يحدثه بي، كأنه يستمتع بذلك، كأنه يعلم انه لو اعتلاني الآن وهنا، انا لن اقاوم.

ابتسم، ابتسم وبان صف اسنانه البيضاء، وعلى جانب خده، بانت هناك، غمازته، وقد امضي سنيناً أصف كم هي مثالية، كم هو مثالي، ولن اوفيه حقه.

" ماذا دهاك "
تبعثرت الكلمات في جوفي، وسرب من الأعاصير قد اشتعلت في معدتي وفي صدري، لا أعلم متى كان لها القدرة على التكوّن والاشتعال، وانبثق الحديث متردداً غير ممنهج، كأنه يعلم كل أسراري، كل كذباتي، كل همساتي، وعدد أنفاسي.

" ليحترق العالم بعد الآن، أنا أريدك أكثر من أي شيء فيه"
رأى تلعثمي وحمرتي، شجني ووعيي، وسحبني اليه، يدفنني في صدره، ثم تحدث، يلف ذراعيه بشدة حولي، يعتصرني حرفياً، ثم همس ضد وجهي، فتوقف قلبي.

لا أعلم ما خطط له القدر في تلك اللحظة، ما خطط له منذ ولدت، لكنني في حياتي، لم أشعر كما أشعر الآن، أنا أطفو فوق الغيوم، لا قوة للأرض ولا لجاذبيتها علي، أطفو كأنني في النعيم، ولربما أنا في واحدٍ بالفعل..

في سمائي شمسان وقمر، نجومٌ وكواكب ومجرات، وفي الفضاء الوعر، انهمر المطر، وانهمرت، تبعثرت الدنيا، وطفت الأنهار في السماء، ومشت الطيور أسراباً بينها، وانا في النعيم أطفو، لا قوة لأي شيء علي.

-

إذا توقف الزمان، فإن الحياة ستقف، وأوجاع الناس ستقف، لن يكون هناك ما يقلقك للغد، لأن الغد لن يأتي، ولأن اللحظة تجمدت، إن الحياة لو توقفت، ستتوقف معها القلوب، ويتجمد ماء العيون، فلن تنبض، ولن ترمش، ولن تشعر بالألم، إن توقف الزمان ببساطة، ستتوقف كل المعاناة..

 || ɐıuǝɹɥdozıɥɔsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن