- ٢١ -

38 2 4
                                    

والروحُ للروحِ تدري من يناغِمُها
كالطَّيرِ للطَّيرِ في الإنشادِ ميّالُ

سبب الحرب السرمدية بين البوم والغربان منذ الأزل كانت الحُكم، فأسراب الطيور كانت حاشية للغربان، وفي عشيّة يومٍ طال فجره، انقلب البوم على عقبيه، وهاجم حاكمه وراعيه، واندلعت الحرب، وفي الغابة اشتعل اللهيب.

امتلك البوم الحكم لفترة، اشعلوا فيها فتيل الظلم وقوداً لا يخيب، وانتهى عصر الغربان، حتى اوشكوا على الانقراض، ومرت السنين على البوم وهم يحكمون الطير بسلامة ريشهم الأصهب الخدّاع، حتى صدحت صرخة الولادة، وجاء لغابتهم غرابٌ شريد، وحيدٌ منفيٌ عن السرب وعن القطيع.

الغراب رأى الظلم في أعين الطيور، وسمع الألم في نعيقهم كل مساء، والتمس الجشع في أنفُسِ الغربان، ورفض أن يعيش بنو جنسه بذل، فانقلب وانقلبت السماء على طيورها، واطاح الغراب بكمٍ من البوم وحده، حتى هربوا تاركين الأسراب لسرابيها، ومن هنا بدأت العداوة، وتوالدت الطيور، تتربى على كره اعدائها، كلما رأى غرابٌ بومةً قتلها، وكلما صادفت بومةٌ غراباً، لملمت خلّانها وحاصرته له قاتلة..

كان السبب الاول في الخلاف هو الملكُ والسلطان، والطمع في الجاه والقوة وامتلاك الحكم، رغم ان كفة الحق لا تميل مع احدهما، وكلٌ منهما يرى نفسه في كفة الصواب.

-

هناك شقة فاخرة في احد المجمعات السكنية الفارهة في لندن، شقة مكتوبة باسم اليكساندر، فيها عفشٌ ملكيّ باهظ، وديكور عظيم يشعُ مالاً وغِنىً وذوقاً رفيعاً.

في الصالة العظيمة هناك العديد من الأرائك، بنية اللون ناعمة الملمس، تعتليها وسائد خفيفة محشوة بالقطن والريش، وطاولة خشبيها يتوسطها لوحٌ زجاجي سميك، يغطي صورة للوحة من لوحات اليونان القدائم..

احدى الأرائك تبعثر شكلها، ووسائدها ارتمت في الأرض، عدا واحدة تسطحت عند طرف الأريكة، تتوسد رأس كرستين التي غفت على الأريكة دون شعور، بعدما غلبها التفكير والتعب والإرهاق والأرق..

خرجت من النظارة في الحادية عشر ليلاً، بعدما فشلت مساعيها لاثبات براءة شقيقها، وطلب المفتش منها الادلاء بإفادتها رفقة خالتها وزوجها بحكم انهم يعيشون في بيتٍ واحد، وذلك في اليوم التالي، لذلك هي رحلت مجرجرة خيبتها، ولم تشأ العودة لبيت خالتها، كونها استشعرت ما يدور في رأسها عن فعل زين وجرمه الظالم..

بينما ايلايدا فقد أعدت اوراقها وراحت في مراكز الشرطة تجري خلف الحقيقة والوكالة، فلم يبقَ لكرستين أحد سوى اليكساندر، بعدما خاضت جدالاً عقيماً مع آدم عن كون اليكس شخصاً غير آمن، وعصبيتها الشديدة مع آدم لعدم تقبلها كلاماً كهذا عن اليكساندر، كون آدم لم يقدم لها دليلاً واحداً ضده، ولا فعلاً يدينه لتصدقه..

 || ɐıuǝɹɥdozıɥɔsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن