- ٢٢ -

42 2 14
                                    

إن حياةً تنتهي بالموت ولا بقاءَ بعدها، حياةٌ لا تستحق أن نحياها.
الدنيا كُلُّها ليست إلا فصلاً واحداً من رواية سوف تتعدد فصولُها، فالموت ليس نهاية القصةِ إنما بدايَةُ حيّاها..

- قالت إيلايدا-

-

تأتي القوّات، ويموت جُندُ أليكساندر، يصل الدعم الى منزل آرثر، ويروح البوم بريشه هارباً، ويبقى آرثر، وتبقى إيلايدا، على رأسها لا زال البوم ينعَقُ، يرشد الموت إليها، ويهديه الى طريقها فلا تفلت منه أبداً..

" بسرعة! لننقلها الى المستشفى، لقد خسرت الكثير من الدماء"
دعْمُ الحروبِ قد وصل ايلايدا أخيراً، لكن جفناها قد غُلِبا أمام النزيف، وبدنها الجريح لم يحتمل المزيد من المشاهد، فلم ترَ ان هناك من تذكرها، وأن هناك من جاء لِيُنْقِذَها..!

-
في المستشفى وقف آرثر، كفيه مغموران بدمِ الفقيد، بدمِ إيلايدا العزيز..

في الطوارئِ أحتشد عليها الأطبَّة، وانهالوا عليها بالحَوَادِ يشِّرحون جسدها في محاولةٍ للإنقاذ..

ثم تُنقلُ الى العمليات، حيث يستكمل ذوو الخبرة علاجهم، فالتَّدخل العاجل لم ينفع، ولم تأتِ ثماره، فبذره في تربة ميّتة، لن ينبت ولو جاؤوه بجند الأرض جميعاً..

ايلايدا تعلقت بين الحياة والموت، وكانت دوماً للموتِ أقرب،، بينما آرثر؟

كان الحيَّ في انفاسه يطلبُ الموت، ويتوسله أن يخطئ الطريق منها، ويعرف طريقه اليه، كان مستعداً لأن يقدم كل قطرة دماءٍ فيه، لتحيى ايلايدا حياةً أخرى، لتتنفس نفساً آخر..

لكن الموت قد جاء بالفعل، يسير في ممرات المستشفى وأروقتها الكثيرة، يبحث عنها كما يبحث الجارح عن الفريسة، وبحثه لا ينتهي الا بتحقيق مراده الحقير..

-

تجلس كرستين في بيت أليكساندر حائرة، حافية القدمين بثيابها المنزلية، تفكر عميقاً فيما قاله لها أليكس، والشيطان يؤكد لها صحة ما يقول عن زوج خالتها..

" آرثر؟ "
هاتفها قرع، ودوى صوته عالياً، كانما يريد انذارها من القادم، كانه يريد اعلامها انها كانت السبب، انها منذ عرفت ايلايدا، والمصائب لا تبتعد عنها..

رفعت سماعة الهاتف تستغرب اتصال آرثر بها في هذا الوقت، قالت اسمه سائلة، تسمع الضوضاء قبل صوته في الطرف الآخر..

" كرستين.. "
قال اسمها بنبرة يتخللها التعب، بنبرة لم تسمعها كرستين قبلاً، ولم يكن وقعها عليها سعيداً البتة..

 || ɐıuǝɹɥdozıɥɔsWhere stories live. Discover now