- ٢٠ -

41 2 6
                                    

هذه ليست لعبة سخيفة... هذه حياة وموت ملائكة وشياطين.

ولأن لا حياة بلا شياطين، فإن الحكاية دوماً ما تبدأ بهم، فلولا الشر لما كان هناك خير، ولولا الشياطين، لما كان للملائكةِ معنىً.
المسافة بين مرتع الشياطين والبلاد كالمسافة بين الدماغ والقلب، بعيدة جداً، لكنها على اتصال رقيم، مهما بعدت، تظل خيوط الماريونيت التي يتحكم بها متصلة، يحرك من مقره عرائسه في الوكرِ كيفما أراد.

" يليق بك العرش، أكثر من والدك حتى"

كانت تلك العادة، في كل انهيار ونهضة للعصور، هناك حاكم وقائد جديد، هناك دوماً رجل قوي، ينهض بالجماعة الى القمة، فالقاع دوماً ما يكون مزدحماً، مزدحماً بالعامة، ولا قويَّ في الكون يقارن العامّة بنفسه، لأنه دوماً ما يكون أرفعَ وأسمى، وأجلَّ منهم ومن العالمين.

هناك في وسط مستنقع الجنِّ يقبع العرش، هناك كرسي الحاكم المنصوب فوق جثث الاعداء والخونة والمغضوبين، يثبت بقوة فوقهم، يستريح عليه حاكم الشياطين.

لكن الجثث تتنمق بارضية ذهبية لامعة، فيها براقع من البياض الحليبي الهادر، تستند عليه أربع ركائز، ركائز العرش..

بينما العرش فقد كان خشبياً منمقاً من الخيزران، مطلي بماء ذهبٍ أصيل، مفروش بالحرير الأحمر، منه في الكون واحد، لا يمتلكه سوى الحاكم، والحاكم لا يكون، وان كان لا يكون سوى وليٍ للخاسر الذي سلفه.

الحاكم يجلس على العرش، من خلفه ينعق الجوارح من البوم، يطوفون بينه وبين حميمٍ مستعر، يشيرون له بأصابع الموت والندم، ويقطع ذات الأصابع، لأنه لا يموت، ولا يندم..

بينما يسراه تستريح على ساقه الثخينة، تمتد يمناه الى خارج الكرسي قليلاً، تستند على عصاً ذهبية طويلة، رأسها رأس بومة مفلطح، ملامحها حادة كنسر يتربص لفريسته، ومنقارها معقوف كجارحٍ يسعى، في كل من مقلتيها حجر قرميدٍ احمر، يمسك رأسها، ويطرقها بالأرض كل حينٍ، بيده محتشدة العروق، يرتدي في خنصرها خاتماً يشير لمصيره الأول والأخير، لحياته ولمماته، يحمل صورة لثعبانين، كلٌ منهما يطارد ذيل الآخر، فاتحاً فمه يريد أكله.

" لقد عاد كارا كما أردت سيدي، ومنذ ان عاد وانت لا تأمر بشيء، رغم انك كنت تحضر للكثير منذ رحل، الا تريد الانتقام؟"
يتحدث ستيڤن، الرجل الستيني الهرم، والذي يكون مساعد حُكام وسادة المنظمة منذ الأزل، يسأل سيده الجديد، بنبرٍ حاول غصباً حقنه بالاحترام، رغم انه لا يكن الكثير منه، نظراً لصغر سن سيّده.

يحمل الشيطان لفافة تبع فاخره عريضة القُطر، يشعلها بمقدحٍ مخدوش عمره سنوات، يدسه في جيبه، ويدس التبغ في فاهه، يتجرع سمها الذي لم يكن أي سم، بل كان نوكوتيناً، وهيروين، ربما..

 || ɐıuǝɹɥdozıɥɔsDove le storie prendono vita. Scoprilo ora