١٩

74 3 7
                                    

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

——-

وِداد - اوائل منتصف الليل
طلعت امها تَهانـي و بيدها ظرف ممتلئ تحاول تخبيه بين جلابيتها
تلاها عَزيـز اللي يركض متخطيها و متجاهل الهَـام اللي تناديه

ابتسمت احـلام و بيدها فنجال القهوة : تو ما نور البيت الحمدلله على سلامة عَبد العزيـز بس وشبكم طولتوا يا الهَـام ؟ .
تنهدت و هي تفك عبايتها : طولت اجراءات المستشفى شوي بس معليه ، اهم شيء وِداد جهزتي ملابس عَزيز ؟ بكرا دوامه ترا و قدنا اخر الليل مالي خلق اغسل شيء ابغى انام !! .
جعدت ملامحها : اشغلتينا فيه ترا بعدين ايه جاهزه شوفيها بالدولاب معلقه و توه راجع من المستشفى ليه ما يغيب ذا الورع ؟.
هزت راسها الهـام : متحمس فديته خل يداوم و اذا تعب عادي بيدقون علي و اجي اخذه .

لفت احـلام عليها : ليه كاشخه معد بقى شيء على اخر الليل .
ردت وِداد و هي تصب لها : من متى و انا اكشخ عشان اطلع ؟ معليك بس بحلل المكياج و بمسحه بعد شوي .
احّـلام سندت نفسها على الكنب : وِداد لا تشيلين بخاطرك ترا امـ.. .
رفعت يدها : خالتي معليك ما همني شيء من اللي صار اليوم ابد و دام عيوني فاضحتني ابهبد لك و اقولك وش صار امس بالتفصيل .
بدت تحكي لها عن كل شي و عن اللي سوته ببَـاسل ، كمية السعادة اللي احاطت فيها كانت تصفها كلمة الجنون فقط لا غير .. احّـلام حاطه يدينها على وجهها منصدمه ابتسمع التفاصيل بكل دقة ، انهت وِداد كلامها و هي ترفع شعرها بابتسامه نصر عالية
الا ان احـلام ما توارت السعادة على ملامحها ابداً : وِداد ، انتِ من بين الخلق كلهم ما لقيتي الا عيال السِيف ؟ ان ما ضروك انتِ بيضرون اختك هذول ما يخافون الله بخلقه وش سويتي !! .
عقدت حواجبها باستنكار : هذولي رخوم ما عندهم ما عند جدتي ولا هم قادرين على شيء و زين اللي سويته فيهم يستاهلون يا خالة ذا قليل بحق اللي سووه في الهَـام قد صبرنا عليهم خير .
احّـلام حطت يدها على جبينها بتعب : الله يستر بس و الله ما يجي من ذوليك الا كل شر استودعتكم الله و لا ظنتي اللي صار بيمر مرور الكرام .. لا تغترين يا بنتي الدنيا ما زالت بصالحهم .

وِداد ما اعجبها الكلام و شلت الصحن بيدها ، ودته المطبخ و راحت لغرفتها و بطريقها استوقفتها تَهـاني بكل حِده تطلبها انها تعتذر من دوامها بداية من بكرا غصباً عنها سواء رضيت او لا .

-
غَديـر - بدايات الفجر المظلمة

عبايتها ما زالت بظهرها ، نامت فيها من بعد صلاة العشاء على سجادتها بما ان شرشف صلاتها بالغسيل ، تتلفت في الغرفة الكئيبة .. كانت تنام فيها مع غَسـان ببداية زواجهم الا ان الفتور بعلاقتهم و كرهه امه اللامُبرر خلاها تخرج من هالجناح لأبعد دور موجود في هالبيت هرباً منها طالما انا تقتحم المكان بدون استئذان حتى و لعل غَديـر ارتاحت من اقتحامها الوقح لخصوصياتها من لما صارت بالدور الثالث لأن مُنـى ما تقدر تطلع هالمسافة كلها مع الدرج بس الشكر لغَسـان اللي افسد راحتها و رجعها للدور الثاني عشان تكون قريبة من والدته و الاسوء ان هالجناح اصغر من اللي كانت فيه و ما فيه غرف منفصلة و بتضطر تنام معه بنفس الغرفة و السرير

رواية : عِتاب .Where stories live. Discover now