١٦

82 3 0
                                    

استغفر الله العلي العظيم و اتوب اليه

——-

غَسـان - ما بعد منتصف الليل و بدايات الفجر

يتراجعون من داخل المنزل .. اعدادهم الهائلة تقل حتى تلاشوا تماماً
جالس بحوشهم على احد الكراسي تحت ضوء القمر اللي بالكاد يضيء شيء بهالظلام  ، يتأمل جوالها القديم المكسر حتى رمزه سهل التخمين

سجلات بحثها كانت تقتصر على اشياء محددة
" وصفات سهلة ، كيف اسعد نفسي ؟ ، كم تحتاج الكدمات وقت عشان تروح ؟ ، علاج الحساسية من المنظفات "
و اشياء ثانية تنم عن حياتها البائسة ، اغلق هاتفها كونه ممل بنظره حتى جهات اتصالها محدودة تقتصر على اشخاص معروفين و بدون اي صديق لها

ساعتين بعد خروج الضيوف تلاها طيف معتم غلبته الكأبة بقرب حاوية القمامة تنتشل احذية مهترئه
تمدد و وقف يلملم اغراضه دافعه الوحيد هو الفضول

وقف بشموخ قدامها بتأملها بتفحص ، حاولت تتجنبه مرتين ثلاث الا ان يتبعها و يصد طريقها عشان ما تتعداه حتى وصلت حدها .. مريلتها اللي تكللها الدم النازف من انفها
و خدها المحمر من الكف اللي جاها بحجة ان شغلها اي كلام و تنظيفها ما كان من قلب بل حتى عشانها نست تحط السكر مع الشاي و كأن احمرار جسدها كله من الحساسية ما يكفي

انتصاره عليها بلا طعم فما حس بلذته و نزل نفسه لها بالارض يتأمل ما بقى منها على امل يلقى مبتغاه ، حافيه القدمين و متشققه كذلك مو بس يدينها و احذية قديمة جداً مبعثرة بالارض حولها كانت ماسكتها بيدها
سألها بنبره استهزاء : شدعوة باينه مشردة لهالدرجة خلصت الجزم بالبيت عشان تلقطينهم من الزبالة ؟ .

انسابت دموعها و زاد بكاها و قهرها .. امه السبب خلت غَديـر ترميها بنفسها قدام الضيوف لأنها بنظرها مجرد قمامة ما كأنها كانت هديه جدها لها رغم ان الحذاء قديم كون مر عليه سنوات عديدة ، خف صراخها تدريجي من زاد نزيف انفها و هي تتفقده على كفوفها
و زاد بدالها دموعها من حزنها على نفسها كملت يوم كامل بالضبط بدون اي نوم و معدتها خالية غير من فطيرة ناولتها لها الخادمة اثناء تحضيرهم للعشاء ، كل شيء بجسمها معورها

حاولت تسند نفسها تبي ترجع طريقها و توصل لغرفتها الصغيرة و تاخذ اقرب مسكن تلقاه ، اهانه شديدة تعرضت لها اليوم كانت تساوي جميع الاهانات اللي تلقتها طوال الست السنين الفائته ، خارت قواها معد لها حيل تمشي و توسط جسمها الارض ، تحس فيه يسحبها بلا اي مبالاة و كأنه متفضل عليها بفعلته ، زاد نحيبها : اتركني انت ما رحمتني و ما حتى خفت الله فيني .. وصلت للي تبيه و بكيتني و ذوقتني الذل وش عاد بقى ؟ .

انهارت بين يدينه تبكي انكسرت اخر ذرة كبرياء متبقية امامه و هو اللي اعتبرته اشد اعدائها و بالكاد كل جزء بجسمها يداري الجزء الثاني و بلحظة تعب غفت غصباً عنها متجاهله ألامها كلها

رواية : عِتاب .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن