١٢

70 4 0
                                    

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

——-

بَـاسل

انتشل ولده من الارض ، فوضى عارمة حلت فيه و بملابسة كلها طين من رجولة الين شعره .. صارخ عليه بخفة كونه افسد حتى الزرع و الورد و امه لو درت بتعاتبه اشد العتاب ، سحبه للمدخل يحاول قد ما يقدر انه ما يوصخ الممر او حتى الطين اللي بملابس عَزيـز يجي عليه و دخله الحمام على طول

فتح له الموية و خرج و كلها دقايق معدوده و رجع له بَاسل و كله ملامح استغراب لأنه باقي ينتظره : اخلص علي تروش سريع و اطلع لا تقعد لي بالطين و بوسط البيت لين توسخه كامل .
زم شفايفه و عقد حواجبه : بس انا ما اعرف ! .
قرب صوبه و هو متنرفز : وش اللي ما تعرف بلا دلع لا تنتظرني ماني فاضي .
خرج و قفل الباب وراه ، عَزيـز كان يعاني في انه يوزن المويه على درجة حرارة تناسبه حاول يبعد الطين المتكتل عن خده و كله غضب لأن هذي اول مره يعتمد على نفسه بالاستحمام طالما الهام كانت تسوي له كل شيء ، حط الصابون على راسه و غمض عيونه يحاول يفتح الموية من جديد لجل يغسل نفسه و ألم فضيع داهمه من الموية الحار و كلها ثوان و حس بيد تسحبه من كتفه و تعدل مستوى حرارة الموية ... في اوج غضبه من ولده كونه حتى ما يعرف يتصرف و يعتمد على نفسه باتفه الامور الا انه كتمها بداخله من شاف احمرار جلد عَزيـز الناجم عن حرارة الموية من قبل شوي

و كلها خمس دقايق و طلعه وهو مكرهه مو متعود على هالاشياء ، عطاه منشفه ينشف نفسه فيها و خلاه يلبس سريع و يطلع بدون ما يجفف شعرة عشان ينزل ياكل مع جدته قبل يرجعه
-
غَديـر

لفت يدها بشاش و توسطت صالتها الصغيرة بتجلس على اقرب كرسي كان ناحيتها ، طلت على الباب " عساك تموت جوع يالمريض "
قالتها و هي تاكل من الصحن اللي من المفترض يكون لـ غَسان
و اختنقت فيه من طلع من الغرفة يتأملها بالصحن اللي بيدها
جلس قبالها و صمت فضيع تملك الجو
تنحنحت و هي تمسح انفها و رجعت تفتح الموضوع من جديد : ابي اروح عند اهلي بقعد عندهم كم يوم .
ما رد و استمرت بحديثها الين قاطعها : بتشتكين لهم ؟ .
نطق حروفه و نظراته على يدها .. اطبقت اطراف اصابعها على فمها بخفة و هي تكتم ابتسامتها الغبية ، لو بتشتكي بتبدأ من وين ؟
جسمها كله كدمات منه وقفت على هالحرق ؟ ..

غصه تملكته من صمتهم المبهم اللي ما تغير ابداً من بداية زواجهم
يستغرب من كيف انها تتحول لشخص ثاني لما تكون معه
ملامح ثابته ، ثقه مكسورة ، و كرهه عميق ما كان لازم تتكلم عنه
كل هالاشياء كان يشوفها فيها عكس لما تكون مع خواتها او ضيوفهم
بلع ريقه و نطق بيستفزها : امي تبيك الليلة تروحين تغسلين الدرج و تسنعين البيت بكرا خالاتي بيجون بيضي الوجهه .
اكتفت بهمهمه بسيطه قبل تقوم .. تشبثه فيها بأخر الايام اصبح لا يطاق
و عشان تشغل نفسها اخذت صحنها و بدت تغسله و تفركهه بكل قوتها
من بداية الزواج كانت تبادر .. تعتقد انه انسان طبيعي متفهم و زوج كباقي سائر البشر ولا كانت تلقى ردة فعل
" مين غاصبك تتزوجني ؟ " كان هذا اللي براسها
نفضت الصابون بيدها بقوة و كأنها تعبر عن غضبها وش معنى الحين انعكست الادوار و صار هو اللي يبادر و يحاول يخلق اي حديث بسيط حتى لو كان هوشه و على حساب زعل بعضهم
لفت عليه بحقد : احد بيكون موجود الليلة ولا اخذ راحتي ؟ .
استغرب الا انه فهم مقصدها و كونها تبي تلبس اللي تبي عشان التنظيف الليلة : لا ، لكن لا ارجع الا و البيت يلق لق و حاولي تخلصين بدري لأن من الصباح بتكونين بالمطبخ تجهزين من الفطور لين العشى تعرفين امي يحليلها مب حق التعب .
هزت راسها بخفه و هي تضحك بأسى : ايه يصير خير .

-
الهَـام

شلت الكيس بغرفتها بتبعده عن امها تهاني و خالتها احلام اللي تحاول تهدي فيها ، " مِن مين ، كيف ، ليش ، وش المناسبة "
اسأله كثير راودت امها و بما انها ما لقت اجابة بدأ الشك يحل عليها
انتهى التوتر على دخله وِداد .. الكل ينتظر الإجابة
ولعلها وضحت لوِداد اللي تملكتها الصدمة و بهتان ملامحها من شافت المضمون ، نفس الفستان اللي قيمته المُبالغ فيها ما زالت معلقه على طرفة
شدت على شفايفها تزمها بغضب و صارخت : ارموه ولا رجعوه اكيد غلطانين بالعنوان يمكن حق وحده من الجيران .
ضحكت الهَـام : وشو له تستحين حرام ما تشوفين السعر .
تَهـاني بحده : لا تشوشون راسي من وين جايبينه تراني مب غبيه تمشون كم كلمتين على راسي ولا من يهدي هديه بذا القيمة .
احلام مسكتها : يبنت الحلال هدي هديه و جت للبنت وش المشكلة .
وِداد شدت على الكيس ابترميه وهي تصارخ : قلت لكم مب لي ! .
انهت كلامها و مسكته بكل قوتها بتحذفه مع الدرج لولا ان الهام اخذته و ركضت فيه لغرفتها من جديد و قفلت عليه بدولابها
" ما راح ينرمي ! "
انهت كلامها و هي تقفل الدولاب بمفاتيحه ثم لباب غرفتها و راحت تنشر الغسيل تبي تلحق على اخر شي متبقي من اشعه الشمس اللي على وشك الغروب .. تشغل نفسها قبل جيه عَزيـز ، تبي وقتها كله له

-
رَزان

بَكت من شده الفرحة .. تنتشل اغراضهم من السيارة بلهفه
سعادة عارمة .. ايام طويله قادمة بدون رؤية وجهه الَوليـد او جيران السوء
تضحك و تلقط انفاسها تحت شتايم امها و كلامها اللي يطلبها و بكل وضوح تستعجل قبل يأذن المغرب
وقف صوبها خالها و هو يميل راسه : افا يا قلبي وشو له الحزن ؟ اهو من كلام امك ؟ .
هزت راسها وهي تبتسم بقوة و تسحب الشناط من السيارة : لا والله بس فرحانه مره عشاننا رجعنا ، تكفى خالي اقعد معنا كم يوم بعدين ارجع .
حط يده على كتفها : ابشري يبنتي ما طلبتي شيء اصلاً موصي رفيقي ابو سعيد يشيك على الحلال لين ما نرجع لهم تدرين معد به الصحه و خطوط السفر تتعبني .
ردت عليه بعجلة : الله يعيننا و يكتب اجرك يارب .
نزلت اخر غرض كان بالسيارة و هي شنطتها اللي فيها ملابسها
مسكت يده و سحبته معهم داخل البيت و جهزت فراشه بغرفتها و شالت اغراضها لغرفه امها
حست بتعب غير مبرر و تعرق فضيع
انفاسها اضطربت و كأنها تعلن عن حاجة رزان الماسه لزيارة المستشفى ، ببالها هالشيء من زمان لذلك لها فترة تجمع مبلغ بسيط و تحتفظ فيه لعله يكفي لتكاليف علاجاتها

و الاكيد انها ما قررت هالقرار الا من بعد كلام غَديـر لها و اصرارها المستمر على راس رزان حتى وافقت الثانية الا انهم ما لقيوا الفرصة المناسبة حتى الحين .


...يتبع

رواية : عِتاب .Where stories live. Discover now