٥

106 4 0
                                    

اللهم صلِ و سلم على نبينا محمد

————

أحـلام
طَلت من فوق الدرج على " رَزان " ... بَسمة الحّي الوحيدة هي و بنات تَهـاني اللي على الرغم من ان كلهم ظروفهم صعبة الا انهم ما تخلوا عن بعضهم إطلاقاً ... المواقف هذي اللي ما تنطاق و تكشف لنا خبايا و نوايا الناس بلحظتها ، كانت تخليهم اقرب لبعض ... و علاقتهم تقوى

ما عُمرهم طلبوا من بعض شي إلا و تنفذ على قدر الحاجة .

أحلام كان ببالها شي ، رَزان حظها مو عاثر إلا بالعكس بابهم ما وقف ينطق من كثرة الخطابين
لكن إختلاف المستوى المعيشي و المستوى التعليمي و كل هالاشياء كانت توقف كـ عائق بالنسبة لرزان  .

أحـلام كانت تفكر انو رَزان عبالها انه راح يصير فيها مثل اللي صار ببنات تَهـاني ، إختلاف الطبقات الإجتماعية سببت فجوة عميقة في التفكير و الفِهم بالتحديد في عِلاقة " مَـازن وَ وِداد "
الحِقد و الغيرة بعِلاقة " بَـاسل وَ إلهـام "
و أخيراً التَشتُت و الألـم بعِلاقة " غَسـان وَ غَديـر " .

أسباب كافية و مُقنعة إلا اننا ما نقدر نقول خطأ و نحكم على رَزان انه مو هذا تفكيرها
اكيد فيه أسباب ثانية تبرر رفضها التـام الشديد و أولها هو وزنها الزايد و اللي يخلي الناس تكنسل من بعد ما يشوفونها ولا عاد يخطبونها ثاني  .

خَرجت من دايرة افكارها و عَلت صوتها لين دوى بوسط البيت من عُلوه : رَزان حبيبتي تعالي اجلسي من يوم ما جيتكم وانتِ تلفين بهالبيت .
ضحكت و رَدت عليها وهي تناظر لها : معليك يا خالة ابسوي القهوة و اجي .
أحـلام ضربت كفوف يدينها بأفخاذها بخفة تبي تعبر عن غضبها : مانيب متقهويه الان تجين ولا باخذ اغراضي و ارجع بيتي .

سَلمى اُم رزان ... كانت حاطه يدينها فوق بعضها مستنكرة هيجان أحـلام و هي تطل من فوق الدرج على بنتها بالأسفل ، تنهدت بعد ما احلت عقده حواجبها : أحـلام ، الله يهديك شفيك ترا كلها ثلاجة قهوة ما بتضر اذا ما تبين تتقهوين انا اتقهوى .
الثانية ناظرت فيها : اتقي الله البنت من اليوم تحوس خل ترتاح شوي ! .

طبطبت على الكرسي بجمبها : اجلسي خل نسولف حدي مشتاقه لكم ودي تَهـاني جت معك .
أحـلام ابتسمت : اايييه خليها على الله ، الا ما قلتي لي شصار على سالفة بنتك ؟ .
عبست بوجهها و هزت كتوفها : خوفي انهم هونوا يا حسرتي بس هالبنت بتقعد بحلقي لين باقي العمر .
أحـلام ضحكت بتلطف الجو : لا وين رزان اسم الله عليها مثل القمر ولا تستعجلين نصيبها بيصيبها .

شَدت على صينية القهوة بيدها تحاول تخفي تعابير وجهها الحزينة و دموعها المتحجرة من كلام امها القاسي
واللي ما فيه رحمه ، تمالكت نفسها و كملت تطلع الدرج وحطت الصحن بينهم بعد ما جلست

رواية : عِتاب .Where stories live. Discover now