39_اليوم الموعود

6.8K 718 30
                                    

كانت الاستعدادات على قدم وساق لم يتوقف سرب الخدم عن العمل منذ أيام

اليوم المنتظر ، يوم يعادل ذكرى تأسيس المملكة
لم تتوقف النيران المشتعلة من الأفران، وانتشرت الروائح الزكية في كل مكان.

لمعت أروقة القصر الرخامية كالزجاج والستائر الذهبية رفرفت بفعل الريح

توافدت العربات التي تجرها الخيول محملةً بالهدايا من كل الأشكال والألوان

وبالنسبة لحدائق القصر فقد بذل البستانيون كل جهودهم لإبراز كرامة القصر فهنا الأوركيديا متبخترةٌ بجمالها وهناك الياسمين بخجلٍ تجذب الناس برائحتها
كل الأصناف من الأزهار والورود المختلفة تفتحت بإشراق
ورغم كون بعضها قد أزهرت وتفتحت في غير موسمها إلا أن ذلك أثبت الجهود المبذولة من قِبل البستانيين ، بالإضافة إلى التباهي بالدفيئة الملكية التي تضم أندر النباتات والتي حافظت عليها على مدار السنة بصحة جيدة

انشغل الحراس باستقبال عربات الوفود القادمة من الممالك المجاورة
القادمين لأجل استغلال الفرصة وتكوين صداقة مع مملكة كلمينتين العظيمة و ... لسببٍ آخر

يومٌ حيوي ومزدحم كان جميع سكان المملكة متشوقين ومتحمسين له بغض النظر عن خلفياتهم أو أعمارهم
يستعدون للمهرجانات التي ستقام لمدة أسبوع بمناسبة بلوغ ولية العهد
.
.
.
.
.
اليوم كان يوماً مهماً له أيضاً فبالإضافة إلى أنه يوم بلوغ ولية العهد لكنه أيضاً يوم تنصيبه ولياً للعهد وخطيباً للأميرة بشكلٍ رسمي

كان على متن عربة تجرها الخيول الأصيلة وخلفها عشرات العربات الأخرى محملةً بالهدايا الثمينة تظهر فخر وكرامة الدوقية متجهةً نحو العاصمة

بدا وكأنه أمير خرج من قصة خيالية ببذلة أنيقة بيضاء اللون مزينة بالتطاريز الذهبية والميداليات الفخرية

تم تسريح شعره الذهبي إلى الخلف ليظهر وجهه الأنيق لكن بدلاً من الابتسام كان عابساً و منزعجاً

في الواقع هو لم يكن متشوقاً لهذا اليوم أبدًا ولطالما تمنى ألا يأتي ليس كرهاً للأميرة
بل لأنه لم يختر هذا المصير الذي تم تحديده له منذ لحظة ولادة الأميرة

لم يرد أن يكون الملك أبداً ولم يرد الزواج من إميليا التي يعدها أخته الصغرى لا خطيبته وزوجته المستقبلية وأيضاً لسببٍ آخر هو ينكره بشدة ولا يريد الاعتراف به

وفوق كل هذا هو يعلم بأن اليوم ليس فقط يوم تتويج إميليا وغيرها من الأحداث السعيدة

لكنه يومٌ سيحدد مصير ڤيليا إن كان الملك سيبقيها على قيد الحياة أم لا، فرغم إعلانه واعترافه بكونها ابنةً له وتعيينها حامية للمملكة وحارسةً لها بمساعدة قوتها إلا أنه يمكن أن يغير من قراره فجأة وتنقلب الأمور إلى أسوء الاحتمالات
.
.
.
.
.
حلّ المساء وامتلأت القاعة الكبيرة بالضيوف
عزفت الاوركسترا معزوفاتٍ مختلفة،ورقص عليها الأزواج بسعادة ، تراكمت الحلويات والمشروبات اللذيذة فوق الطاولات حيث وقف البعض للدردشة وتجربة الأطباق التي أُعدت من قِبل الطهاة الملكيين
.
.
.
جلس على عرشه في القمة وهو يشاهد بسعادة ابنته الجميلة ترقص مع شريكها حيث يرفرف ثوبها الأبيض مع كل حركةٍ تقوم بها

كانت الفتيات اللواتي بلغن الثامنة عشر يرتدين الفساتين البيضاء كدليل على بلوغهن واستعدادهن لمرحلة الزواج وهو تقليد قديم تميزت به المملكة

رقص هو مع زوجته وابنته عدة أغان واستمتع بالتحدث مع النبلاء وكان موضوع الحديث هو بالطبع ( الأميرة إميليا ) حيث ارتفع أنفه بغطرسة كلما مدحها أحدٌ ما

اجتمع النبلاء في مجموعات يتهامسون فيما بينهم عن شخصٍ يراودهم الفضول نحوه
شخصٌ اختفى عن الأنظار منذ سنة بشكلٍ غامض إذ لم يره أحدٌ من الخدم أو الحراس وكأن الأرض انشقت وبلعته

محور حديثهم وهمساتهم كان بطبيعة الحال شخصًا غامضًا يجذب الفضول نحوه تلقائياً

كان هذا الشخص هو أو بالأصح "هي"
وحش البرج الشمالي ، سليلة الظلام ، شريرة القرن، السفاحةُ المحبةُ للدماء
وغيرها من الألقاب الإجرامية و السوداوية المظلمة

كانت الأميرة الثانية و الوريثة المباشرة لخط الخلافة من بعد أختها الأميرة ڤيليا دي كلمينتين
.
.
.
.
.
في هذه الأثناء داخل الزنزانة المظلمة تم فتح الباب بصرير عال

اتخذ الحراس مواقعهم محملين بأسلحةٍ كثيرة ومتأهبين لأي حركة

ذهب اثنان منهم كانا ضخما البنية وفتحا الأصفاد التي تكبل يديها وقاما بجرها
وأما هي فقد سلمت نفسها لهم تنتظر ماذا سيفعلونه بها

تم جرها إلى غرفة مجهزة بكل الاحتياجات للحفل
وفي الداخل خادمات ذوات أجسام ضخمة وكأنهن محاربات بوجوههن الباردة أخذنها من بين أيدي الحراس وأقفلن الباب ليقف الحراس محيطين بالغرفة يحرسونها حراسةً مشددة حذرين مع كل خطوة

و بالداخل قامت الخادمات بتحميمها وتجهيزيها جعلنها ترتدي ثوباً أبيض وحجاباً كحجاب العروس غطى وجهها وامتد إلى أسفل ظهرها

بدت وكأنها عروس يتم جرها إلى جنازتها لا حفلها
تركت نفسها لهن ليفعلن ما يردن ويُلبسنها ما يعجبهن

وبعد ساعات من التجهيزات انتهين من تحضيرها واستدعين الحراس ليأخذوها للقاعة كما أمر الملك

كانت تمشي في المنتصف والحراس أحاطوا بها كالجدار

ابتسمت شفتاها الحمراوتان خلف الحجاب وهي ترى القاعة تظهر أمامها

            وأخيراً هاقد جاء اليوم الموعود

『 perfect villain 𓆩♥︎𓆪شريرة مثالية』 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن