23_الضوء الأخير

7.4K 735 55
                                    

لم تتزحزح نظراتها المليئة بالكراهية تجاهه فتحت عيناها على مصرعيهما واتخذت وضعية دفاعية دون وعي

كقطة صغيرة أمام أسد ضخم
ثم بدأت نظراتها تتناوب إليه وإلى پاني القابعة في الأرض
كان بإمكانها الهروب والاختباء في الغرفة لكن لم تقدر على ترك آخر شيء تعتز به هنا

بالمقابل كان يقف أمامها لا تزال نظراته المتعجرفة مليئة بالازدراء لكن شيء من الخوف واليقظة كانت تقبع بهما

لاحظ تناوب نظراتها له وللدمية علم أنها خائفة لكن ليس على نفسها بل على الدمية

وقرر في لحظة مجازفة أن يتحكم بها من خلال نقطة ضعفها الذي استنتجه وماهي سوى دمية الأرنب

لذا أمر مساعده بالتقاط الدمية المرمية
لتتخلى هي الأخرى عن حذرها وتركض باتجاه پاني

لكن المساعد كان أقرب منها وقبل أن تصل أناملها ببضعة أنشات كان قد التقط الدمية بالفعل

نظرت إلى پاني وهي تؤخذ بعيداً كمن ينظر إلى روحه تُنتزع من جسده

"لا" عقلها صرخ لكن جسدها أبى الحراك وتجمد
تداخل رحيل جيلين في نظرها وهي ترا پاني تسلب منها

بينما هو فقد كان ينظر لها
صدق حدسه فهذه الدمية هي مفتاحه للتحكم بها

انحنت شفتاه علوياً في ابتسامة خبيثة وأخيراً مصدر خوفه ستصبح قريباً مصدر قوة

تقدم منها بخطوات منتشية سعيدة ثم انحنى ليصل بجذعه نحوها وهمس : إذا كنتِ تريدين دميتك العزيزة أن تبقى بأمان فأطيعيني وإلا سأقوم بالتخلص منها كما حصل لمربيتك

هذه المرة كانت هي التي تنظر له بنظرات خائفة وهذا زاده نشوة لذا أمسك بشعرها بقوة وصرخ في أذنها : إذا فهمتِ كلامي فأجيبي!

لتهز رأسها بقوة متحاملةً الألم الذي تسببه قبضته التي تكاد تنزع خصلات شعرها

لينفضها من يده بقسوة ويأمر رجاله بحبسها في الغرفة بينما حمل الدمية في يده وكأنها كنز وطني

ليذهب من هذا الرواق المظلم

.
.
.
.
شاهد كل ما يحصل أمامه بقلب يعتصر من الألم لكن لم يقدر على فعل شيء فإذا تحرك سيعتبرونه خطراً ولا يدري ماقد يحدث له أو لها

لذا تحمل الأمر كان عازماً على الهروب في اللحظة المناسبة بحيث يتجنب الأضرار قدر المستطاع

كره كون هذه الدمية مصدر ضعف لشخص يحمل قوةً لا يضاهيها شيء

لكن من ناحية أخرى كان الأمر مفروغًا منه فهي لا تعي أمر قوتها ولا تزال روح الظلام في سبات داخلها

تمنى لو أن الروح تستيقظ الآن وتدمر كل شيء وأولهم هذا الشخص الذي يدعى الملك

حُمل بعيداً عنها وهو يراها تُحبس في تلك الغرفة القذرة لكن هذه المرة اختفى " آخر ضوء" كان يلمع في عينيها وغرقت في عمق الظلام

.
.
.
.

"تسك" نقر على لسانه - هذا مبتذل - 
انتظر ربما لمئات السنين وفي النهاية حصل على شيء ضعيف كوعاء له

كان من المفترض أن يتحرر من هذا السبات منذ زمن لكن لا تزال من تحتويه تحبسه في داخلها بإصرار
ولا يمكنه فعل شيء

حاول إجبارها على كسر قيوده لكن بدلاً من ذلك أصيبت بالمرض وزاد هذا من ضعفها

لذا قرر إما أن توقظه في وقت قريب أو سيخرج منها بنفسه وإن كان في ذلك خطر تمزيق روحها وجسدها وتدميرهما
.
.
.
.
.
بقيت في الغرفة الباردة دون ماء أو طعام ولم تدري كم مر من الوقت

مجهدة لم تعد تريد العيش أصبح الظلام يكتنفها من جميع الجهات و هذه المره ليس هناك من سبيل للهروب

تمنت للحظة أن تكون سعيدة

"لا"

بل ما تمنته حقاً هو أن يكون الجميع تعساء مثلها لما يجب عليها المرور بكل هذا بينما لم ترتكب خطأً حتى؟

" إذا كانت لدي القدرة فسأذيق الجميع مرارة ما ذقته "
عهدٌ نقشته في أعماق قلبها ووعدت بتنفيذه

بقيت تتمتم بـ"ستندمون" حتى تلاشى صوتها ووعيها ولم تعلم حينها
ب

انكسار قيد من القيود العديدة التي كانت تكبله في أعماق روحها

أما هو ابتسم فلا داعي لتدمير وعائه بعد الآن فيبدو أنها بدأت بتحريره شيئاً فشيئا

لمعت عيناه في كنف الظلام منتظراً اللحظة التي ستنكسر فيها جميع قيوده ويتحرر أخيراً


『 perfect villain 𓆩♥︎𓆪شريرة مثالية』 Where stories live. Discover now