34_السجن

6.8K 709 49
                                    

تشددت الحراسة عليها منذ ذلك اليوم، أصبحت تلك الزنزانة غرفتها الجديدة بعد سلسلة تغيير الغرف التي دامت لسنوات عدة.

تم ربط يديها بسلاسل متصلة بالجدار ، وعوملت كما يعامل المجرم من المستوى الأول، قُدم الطعام لها من قبل الحراس مجرد خبز يابس وحساء متعفن.

زارها الملك بين اليوم والآخر ليتأكد من بقائها تحت السيطرة، أرادها أن تبقى حية حتى يوم ميلادها الثامن عشر والذي سيكون بعد سنةٍ من الآن، في ذلك اليوم ستكون قوتها عند الحد الأقصى أو الأدنى، ومن الجانب الآخر ستكون قوة إميليا في أوج مجدها، آمن إيماناً شديداً بذلك، لماذا؟
ببساطة كان ذلك اليوم الذي أيقظت فيه إيلانور قوتها وهزمت إيفان.

نعم!

يبدوا بأن الماضي يعيد نفسه مجدداً ، وهذه المرة سيكون القتال بين الأختين وكما العادة سيهزم الضوء الظلام.

وعندما ينتهي ذلك اليوم سيستطيع التخلص من مصدر الشر والإزعاج  دون الخوف من احتمالية هيجان روح الظلام.

هذا ما كُتب في مخطوطات الأسلاف وهم أدرى وأعلم منه بحكم عيشهم وتعايشهم مع الأرواح فيما مضى.

خطة بسيطة ركيزتها الوقت والصبر ونجاحها مضمون وكل ما يجب عليه فعله الآن هو إبقاؤها تحت السيطرة بأغلال مصنوعة من بقايا أحجار روح النور الذي تركتها إيلانور .
.
.
.
.
سُمع صوت جلجلة وفُتح الباب الحديدي للزنزانة، وضع حارس بزي مدرع الطعام قائلاً بصوت جاف وحاد:هنا الطعام كليه قبل أن يفسد.

من الواضح أنه كان يسخر منها فالطعام فاسد من الأساس ووضعه بعيداً عن متناول يديها رغم معرفته بعدم استطاعتها أخذ الصحن.

لم تكن هذه المرة الأولى التي يقوم فيها بفعل هذا وليس من المستبعد أن تكون الأخيرة.

رفعت رأسها وكان وجهها مغطى بالشعر الأسود الذي بات فوضوياً، ظهرت العيون الحمراء من خلف الخصلات المتناثرة وخرج صوت أجش من بين الشفتين الحمراوتين والمتشققتين : كم هذا لطيف .

أقشعر بدن الحارس من ابتسامتها؛ وكأنها تنظر إلى مخلوق صغير وضعيف أثار اهتمامها .

ليخرج مسرعاً من الزنزانة ويغلق الباب بقوة تردد صداه بين الجدران الحجرية المتهالكة.

"تسك" نقرت على لسانها بملل وهي تنظر إلى كتلة العفن، كم هي لطيفةٌ ألاعيبهم أيظنون أنهم وبهذه التصرفات سيؤذونها؟

كم هم مثيرون للشفقة، أساليب الضرب والتجويع والحبس أيظنونها كافية لجعلها ترتجف حتى؟

كل ما شعرت به حتى الآن هو الاستمتاع إلى حد الإشمئزاز ، لكن لا بأس فكما يُقال "يوم لك ويوم عليك"
ليستمتعوا بجبروتهم وقوتهم قليلاً ، فحينما يأتي دورها للعب ستكافئهم بطريقة مجزية ومرضية.

لتدندن منتظرةً الوقت ليمر وهي تنظر باستمتاع للفأر الذي أكل من الطعام الذي أحضره الحارس وبات يتلوى من الألم لينتهي به الأمر ميتاً في ركن مظلم.

نظرت له لتتسع ابتسامتها وتضحك بصوت عالٍ امتد صداه في جميع الأنحاء ليرتجف الحراس والمساجين في آن واحد.

لتتمتم بعد انتهاء نوبة الضحك الذي أصابها : مسموم؟
الأمر يزداد متعة.

وفي تلك الليلة ظهرت أزهار بنفسجية ذات مظهر غريب في بعض الأماكن المظلمة من حدائق القصر الملكي لتنتشر رائحتها الزكية بفعل الرياح في جميع أرجاء القصر.

حتى وصل عبيرها إلى النافذة الصغيرة ومنها إلى الزنزانة الرطبة التي تقبع بها، استنشقت الرائحة باستمتاع ليعود لون وجهها الشاحب إلى طبيعته وتتورد خداها وشفتيها بينما لمعت عيناها بضوء خافت

يمكنها معرفة هذه الرائحة جيداً أزهارٌ بنفسجية لطالما ساعدتها في كثير من الأوقات، كم اشتاقت لرؤيتها .
.
.
.
.
من بين الشجيرات الكثيفة في الغابة لمعت عينان كالجواهر .

كانت الخادمة تهرول عائدةً إلى القصر بعدما كانت تقوم بفعل شيءٍ ما بالقرب من الغابة ، ظلت تلتفت يميناً ويساراً بارتباك.

تحرك بخطوات صغيرة وحذرة يتبعها من خلف الشجيرات والأشجار وعيناه لم تفارقها.

خطى على عصا لتصدر صوت كسر خافت لكنها سمعته ، ألتفتت تنظر خلفها برهبة لتفتح عينيها بصدمة ورعب حين رأته يخرج من مخبئه .

قفز عليها فجأة ولم يسعفها الوقت لتصرخ ، شهقة خوف ومفاجأة هو كل ما استطاعت فعله ليتم جرها نحو الشجيرات إلى أعماق الغابة ...

ليعود الهدوء والسكون يغلفان المكان ، لم يبقى في ذلك المكان غير بقع الدم التي خلّفها وراءه ولم تكن سوى دماء تلك الخادمة التي فُقد أثرها بعيداً في الغابة المظلمة والتي لن يجرؤ أحد على الاقتراب منها ناهيك عن البحث عنها هناك .

『 perfect villain 𓆩♥︎𓆪شريرة مثالية』 Where stories live. Discover now