18 _ پاني؟

8.3K 796 39
                                    

بقيا ينظران إلى بعضهما بنظرات متوترة وخائفة لمدة طويلة ولم يجرؤ أيٌ منهما على التكلم أولاً

ليقطع هذا الجو المشحون بالتوتر فجأة صوت غليظ لشخص تعرفه جيداً

خرج صوت صاحب الرداء الأسود من فم پاني
ليزداد ارتباكها مع القليل من السعادة والارتياح

كان صوته مليئاً باللهفة والقلق قائلاً: مرحباً صغيرتي أأنتِ بخير؟ أنا آسف لأنني لست معك الآن لكن تحملي أكثر قليلاً حسناً؟ عندما أجد الفرصةَ المناسبة سآتي إليك ولكن الآن لا يمكنني لذا أرسلت پاني لتهتم بك أبقي بصحة جيدة

وانقطع صوته بعد ذلك وكأنه كان مجرد هلوسة

ليسعل الظل عبثاً ثم يقدم نفسه : مرحباً أنا پاني وسأهتم بك هذه الفترة أعتمدي علي اتفقنا؟

لتومئ هي بتعب فلم يعد بإمكانها التفكير أو إبداء المزيد من ردود الفعل فهي جائعة ومتعبة ولكن الآن وبما أنها شعرت بالطمأنينة بعد سماع صوت صاحب الرداء الأسود شعر جسدها تدريجياً بالارتياح لتغلق جفونها وتسقط في نوم عميق

تنهد الظل وسحب غطاءً من السرير وبعد جهد استطاع تغطيتها به ثم نظر حوله يقيم المكان

غرفة مظلمة متسخة ومليئة بشباك العناكب
الأثاث قديم وبالي وملاءات السرير مهترئة النافذة صغيرة بحيث لا يدخل الضوء جيداً أصوات صفير مزعجة تأتي من شقوق الجدران والمكان مليئ بالرطوبة

نظر حوله ثم نقر بلسانه وهو ينظر إلى الطفلة قائلاً في نفسه : ستكون حياتك جحيماً أيتها المسكينة

وفي جزء من قلبه شعر بالشفقة عليها وعلى نفسه بما أنه سيمكث هنا معها والأسوء هو أنه سيعيش متنكراً بهذا الزي السخيف و القبيح في نظره

على أي حال طرد الأفكار الغير مجدية من رأسه وتسلل للخارج بحثاً عن الطعام

كان الممر المؤدي للغرفة مظلماً ولا يوجد أي شخص
لذا بدأ بالمشي والظلام لم يكن مشكلةً بالنسبة إلى ظل
لذا وجد طريقه بسرعة وسهولة

تجول من ممر لآخر حتى استطاع الوصول إلى المطبخ حيث كانت الأطعمة في كل مكان ولم يكن أحد من العمال منتبهاً له لذا وببساطة سرق رغيف خبز مع تفاحة وخرج من المطبخ

عاد إلى تلك الغرفة الكئيبة ورأى الطفلة متكورةً على نفسها بينما الدموع تنهمر على خديها

ذهب نحوها وسألها بتوتر : لماذا تبكين ؟ هل تشعرين بألم في مكان ما؟

لتنظر له وتعناقه بقوة بينما تقول بصوت أجش متعب : ظننتك تركتيني ورحلتي لا تذهبي لا تتخلي عني

لتعاود البكاء أكثر
بينما هو أصابه الارتباك والهلع فهو لا يعرف ماذا يتوجب عليه فعله

فهو لا يعرف كيف يتعامل معها وهي هادئة ناهيك عن التعامل معها وهي تبكي

بدأ ينظر حوله بهلع وقد توقف عقله عن العمل ليقع بصره على رغيف الخبز الذي بيده ودون تردد حشره في فمها

لتصدم من الشيء الذي دخل فمها ثم تبدأ بقضمه بعد أن شمت رائحته الزكية ولا تزال تستنشق وتمسح دموعها بيد بينما الأخرى تمسك بالرغيف

تنهد الظل ثم أعطاها التفاحة بعدما أنهت الرغيف لتبدأ بقضم التفاح ولكن ببطئ أكثر

بقي هو يربت على ظهرها حتى أنهت وجبتها ثم عادت تنسد داخل الغطاء وتسحب پاني معها تفاجأ لكنه قرر الراحة بعد كل الجهد الذي بذله لينام الاثنان بعد يوم طويل ومتعب
.
.
.
.
وهكذا أصبح روتينهم اليومي على النحو الآتي

في كل يوم يطمئن صاحب الرداء عليها من خلال الظل
ويتكلم معها لبعض الوقت حتى لا تشعر بالخوف أو الاكتئاب

بينما يقوم الظل بالتسلل وإحضار الطعام لها وفي نهاية اليوم يدلي بتقارير عن حالها وعن تحركات الملك وأتباعه والوزير خاصة بما أنه لا يزال يحمل ضغينةً ضدها لموت ابنه الوحيد

وبهذا الحال مر ما يقارب الأسبوع
أصبح شعورها بالوحدة أقل شدة بعد مجيئ پاني وفي نفسها تظن أنه بإمكانها التحمل حتى يأتي صاحب الرداء الأسود ويأخذهما من هنا

ولكن لم يكن الوضع سيستمر بهذه السهولة
.
.
.
.
انتشر نطاق الشائعات لدرجة أصبح المجتمع الاستقراطي يتكلم عنه

الأميرة المتوحشة قتلت ابن الوزير و مربيتها وحاولت الهروب لكن الحراس كانوا لها بالمرصاد بحيث حبسوها في أكثر الأمكان انعزاليةً في القصر مع العديد من الحرس الذين يحرسونها طوال الوقت

ازدادت الشائعات عنفاً وتلطيخاً لها لدرجة اتهموها بالشعوذة

أصبح اسمها ينتقل بين ألسنة الجميع من أرقى نبيل إلى مشردٍ في الشوارع

.
.
.
.
عيّن الملك بعض الخادمات لتقمن بالتأكد من بقائها حية وتقديم الطعام لها

وكلما ذهبن لتقديم الطعام العفن كن يتكلمن عن الشائعات
حتى وصلت لآذانها بالطبع حاولت نفي الأمر لكن هيهات فمن سيستمع لها

وفي النهاية استسلمت ولم تعد تدافع عن نفسها

في حين كان الظل يقوم برمي الطعام العفن بعد ذهاب الخادمات ويقوم بإحضار طعامٍ صالحٍ للأكل بينما يردد

" سيأتي يوم يندمون فيه على كل حرفٍ قالوه لذا لا تقلقي "

『 perfect villain 𓆩♥︎𓆪شريرة مثالية』 Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ