32_أسرار ملكية

7.2K 702 27
                                    

بقيت متجمدةً في مكانها وهي تنظر للجدار أو بالأحرى تنظر إلى ما عُلق عليه

للوهلةِ الأولى ظنت بأن هناك نافذةً قابعةً خلف الستارة الضخمة لكن ما ظهر صدمها بشدة

بإطارٍ ذهبي مزين بالعقيق الأسود والجواهر البنفسجية
ظهرت لوحةٌ كبيرة و قديمة

كان فيها صورةٌ لامرأةٍ ذات شعر أشقر ذهبي وعيون عسليةٍ هادئة بابتسامة خلابة لا شك بأنها أسرت كل من نظر إليها

ولكن ما صدمها هو الذي كان جالسًا في حُجر تلك المرأة

صبي يبلغ من العمر مابين السنتين إلى الثلاث سنوات
بشعر أسود وعيون حمراء .. يشبهها تمامًا!

كان جالساً بين أحضان المرأة متشبثاً بملابسها
ويبدوا بأنه ينظر إلى الرسام الذي كان يرسمهما

كانت الخلفية التي وراءهما مألوفةً بشكلٍ كبير لكن لم تسعفها ذاكرتها

بين الانجذاب والصدمة مدت يدها لتلمس الصورة وفجأة....اجتاح الظلام مجال رؤيتها
.
.
.
رمشت بعينيها حين ظهر ضوء خافت في مرمى بصرها
كانت في مكان مجهول ومألوف في نفس الوقت

الدخان المتصاعد والنيران المشتعلة في كل مكان صرخات الناس وانسلال السيوف

المكان الذي لطالما حلمت به في صغرها لسبب ما

الرجل الغريب الذي لم تستطع رؤية وجهه أبداً ، الشخص الذي انجذبت له وكأن حبلاً ما يسحبها نحوه

أخيراً استطاعت رؤيته، ابتسامته الحادة زينت وجهه البارد عيناه االحمراوتان وشعره الداكن وتلك الشامة الصغيرة تحت عينه اليسرى كان بالتأكيد نفس الطفل في اللوحة

فارداً يديه سامحاً للمرأة أن تصيبه دون أي محاولةٍ للدفاع عن نفسه
وكأنه يسخر منها، وكأنه يقول " ها أنا أسمح لك بالتغلب علي " شامتًا إياها مستزئًا بها

لم تشعر بخسارته رغم المعدن الذي اخترق قلبه والدماء التي تناثرت منه بفعل سيف المرأة

لقد ألقى بنفسه للموت بطواعية كمن ملّ من اللعب واختار الخسارة لينهي اللعبة

هذا الشخص بالتأكيد كان ليكون الفائز في هذه المعركة
إذًا لماذا استسلم بسهولة؟

وبعد أن رأت وجهه، سؤال آخر حل محله

أرادت أن تعرف سبب قيامه بذلك

"سبب استسلامه "
.
.
.
فتحت عيناها ووجدت نفسها واقفةً أمام اللوحة
نظرت إلى الطفل الذي كان منذ قليل رجلاً غارقاً في دمائه

تراجعت إلى الوراء وأسدلت الستار على اللوحة عاهدةً على نفسها بأنها سترفعه مرةً أخرى تكون فيها قد علمت هويته هو والمرأة التي معه

جالت بناظريها أرجاء الغرفة شعرت بل يقنت بأن هذا المكان مرتبط بهما بطريقةٍ ما وشيئًا فشيئًا ستعثر على جميع القطع وتحل الأحجية

.
.
.
أمضت أياماً تبحث عن معلومات عن ذاك الرجل في سجل العائلة المالكة لكن مامن شيء

ابتدأ السجل من المؤسس انتهاءً بجدها لكن لا يوجد شيء عنه

لاحظت بعض المعلومات المحذوفة والمحرفة وخاصةً في عهد الملكة إيلانور

لم تحكم مباشرة بعد وفاة والدها ولم تكن وليةً للعهد من الأساس بل كان لها شقيق أكبر قيل بأنه توفي قبل أن يصبح ملكاً

ومن الطبيعي أن ينتقل الحكم إليها ولكن كان مابين فترة تتويجها ملكةً وبين وفاة شقيقها مدةٌ زمنية طويلة لا يمكن للمملكة أن تبقى فيها بدون حاكم دون تعرضها للاحتلال أو الخراب

سألت معلميها وكذلك الخدم لكنهم أبقوا أفواههم مغلقة تيقنت بأن الجميع يعلم بأمرٍ يمنع عليها معرفته

وهذا زادها فضولاً وإصرارًا على اكتشافه

إلى أن قررت في إحدى الأيام الدخول إلى مكتب الملك
.
.
.
فتحت الباب واختلست النظر لم يكن هناك حراس يحرسون المكتب
لذا ولجت إليه دون صعوبة تجولت بين أرفف الكتب ولكن كلها كتب استراتيجية واقتصادية وغيرها من الكتب التي لم تحتج إليها

لتبدأ بالبحث في المستندات لكن كلها كانت تخص شؤون المملكة ولا يوجد أي أثر لدليل أو معلومة جديدة

بدأ اليأس يختلجها والاستسلام قاب قوسين أو أدنى يلوح قرب عقلها

فكرت "إذا لم أجد شيئاً سأستسلم "

لذا بحثت بقلب مثقل هنا وهناك لكن لا جديد

فقدت الأمل وهمت بالخروج حين لمحت شيئاً في ركن المكتب مخبئ في الظلام

وحين اقتربت منه شهقت من الصدمة والمفاجأة رداء قديم بشعار أسد أسود وزهرة بنفسجية
ذات الرداء الذي كان "الرجل" من حلمها يرتديه

"مستحيل " همسة صغيرة خرجت من بين شفتيها المرتجفتين

مدت يدها ولمست الرداء ليجتاح الظلام رؤيتها كما حصل من قبل

وحين فتحت عينيها غمرهما منظرٌ لم تره منذ فترة طويلة

أشعة الشمس المتسربة من الشرفة تسللت على وجهه وقف ينظر إلى الخارج و الرداء الذي لمسته من قبل كان يرفرف من على كتفيه العريضتين

كانت واقفة خلف الرجل مرة أخرى لكن في مكان مختلف وجو سلمي أحاط بهما

هذه المرة لم تحاول يائسةً النظر إليه اكتفت فقط بالوقوف خلفه والاستمتاع بهذه اللحظة التي ربما لن تتكرر مجدداً

____________________________________

عذراً على التأخير ، أمر بفترة امتحانات ومشاريع وغيرها من الضغوطات التي هرستني كالبطاطا

سأحاول نشر مزيد من الفصول لكن لا استطيع أن أعدكم بأنها ستكون سريعة ربما اتأخر كالعادة🦥💔

لا أصدق بأن السنة الجديدة ستكون غدًا وأنا لم أنهي هذه الرواية للآن أدركت وأخيراً بأنني كاتبة عجوزة كسولة في ريعان شـبابها ( ̄∇ ̄)💔

『 perfect villain 𓆩♥︎𓆪شريرة مثالية』 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن