19 _ شبح الرواق المظلم

8.1K 736 58
                                    

في هذه الأيام ظهرت شائعة جديدة والتي أصبحت تسلية الخادمات في الوقت الراهن

أحببن نشر الشائعات وخصوصاً تلك التي تخص الأميرة الثانية

تهامست خادمات الغسيل أثناء غسل الأغطية والملاءات وغيرها

يقال بأن شبحاً أبيض اللون يجول في الرواق المؤدي للغرفة التي حبست فيها الأميرة الثانية

يقال بأنه أبيض اللون وفي حين قال البعض بأنه أحمر هو سريع الحركة لدرجة يصعب فيها إمعان النظر إليه

ويظن الكثيرون بأنه شبح المربية تتجول في القصر بحثاً عن الأميرة ربما تريد الانتقام

لكن لاحظ الطباخون اختفاء الطعام كل يوم فهل هي تقوم برعاية الأميرة حتى بعد أن قتلتها؟

كل شخص نشر الشائعة التي أحبها

وأصبح جميع الخدم يشعرون بالخوف من المشي في ذلك الرواق
.
.
.
كان يمشي وفي يده بعض الكعك المخبوز حديثاً
شعر بأذنه تحكه

ليتمتم في نفسه : هل هناك أحد يتكلم عني؟

ليتجاهل الأمر ويعاود السير في ذاك الرواق المظلم بجسد الدمية البيضاء التي ترتدي فستاناً أحمر

ولا يزال يشعر بأنه أحمق في جسد هذه الدمية ويشعر ببعض الراحة لأن الظلال الأخرى لم تره وإلا لكانت قد سخرت منه

.
.
.
.
مرت الأيام وازداد فيها ثقل الشائعات وحدتها
ولم تعد تستطيع تحمل الأمر وكلها تتكلم عن المربية

لم تعد تريد سماع المزيد لذا كلما أتت الخادمات تغطي أذناها وتختبئ داخل الغطاء

بدأت تصدق كلامهن بدأت تشعر بأنها هي التي قتلت جيلين فعلاً

لو أنها لم تخرج للحديقة لو أنها لم تستدرج ذاك الفتى للغابة ربما لم يكن ليحدث كل هذا ولكانت جيلين لا تزال معها في البرج الدافئ

وفي يومٍ لم تعد تتحمل الأمر شعرت وكأن عقلها سينفجر من فرط التفكير والشعور بتأنيب الضمير

لذا طلبت من پاني أن تساعدها للخروج والذهاب إلى البرج فهي قد اشتاقت إليه كثيراً وتريد رؤيته ولو لبضع دقائق

امتثل الظل لطلبها بعد أن اظهرت الوجه الأمر بؤساً ليشعر بالشفقة تجاهها

.
.
.
.
كان اليوم يقام حفل في القصر الملكي لذا كان الجميع مشغولاً وقد كانت الفرصة المثالية لتنفيذ الخطة

راقب پاني الممرات حتى تأكد من خلوها تماماً
راقب الحراس وقد كانوا مهملين ويحتفلون هم أيضاً غير مكترثين بحراسة الباب المؤدي للخارج

والعنصر الأساسي كان الظلام بحيث يصعب الرؤية وخاصة بأن هذا الجزء من القصر معدوم الإضاءة
ليبدءا بتنفيذ الخطة

أولاً السير على رؤوس أصابع القدمين والمشي بالقرب من الحائط

ثم التسلل للممر الثاني القريب من قاعة الحفل ومن هناك يتوجهان نحو الباب الخاص بالخدم ويخرجان من هناك

ثم الجري إلى البرج والبقاء لما لا يزيد عن العشر دقائق ثم العودة

قاما بتنفيذ المرحلة الأولى ووصلا للممر الثاني بسلام ولم يبقى سوى الخروج من باب الخدم

لكن سقط أمامهما ظل شخصٍ ما ليلتفتا لصاحب الظل

لكن ما ظهر أمامهما لم يكن من الخدم أو الحرس وهذا لحسن حظهما

فقد كانت فتاة مقاربة لسن ڤيليا ترتدي ثوباً جميلاً مع تسريحة لطيفة نظرت إليهما برعب

تجمد ثلاثتهم مع تعبيرات غير قابلة للتفسير

بالنسبة للظل فقد شعر بالنفور الشديد والخطر من تلك الفتاة وما زاد الطين بلة هو الثوب المزركش والمكشكش الذي أصاب عينيه بالأذى

بينما ڤيليا فقد صدمها مدى الشبه الشديد بينهما شعرت وكأنها تنظر للمرآة لولا لون الشعر والعيون لظنت بأنها تنظر لنفسها في المرآة

ليعود الظل إلى رشده ويسحب ڤيليا معه نحو الباب ويهربا

استطاعا الوصول للبرج بسلاسة تنهد الظل فقد كادت لتكون خطته مثالية لولا تلك الفتاة التي لا تزال تصيبه بالقشعريرة كلما تذكرها

بينما ڤيليا نظرت للبرج بشوق وحنين دخلت البرج بينما تجولت عيناها في كل ركن منه

لتدخل الغرفة الوحيدة فيه لتنهمر دموعها دون أن تشعر

وقع بصرها على الرداء الأسود القابع في الركن لترتجف ساقاها ويداها

لم تصدق ذلك ظنت بأنها فقدت الرداء في الغابة في ذلك اليوم لكنه هنا ولا يزال بحال جيدة

أحتضنته وبدأت باستنشاق رائحة جيلين التي لا تزال عالقةً عليه وفيه مسحةٌ صغيرة باقية من رائحة صاحب الرداء

وبعد بعض الوقت نهضت وفي يدها الرداء لتبحث في الصناديق عن أي شيء يمكنها أخذه معها

وبعد البحث في كل مكان وجدت زجاجة صغيرة داخلها سائلٌ ذهبي اللون لتضعه في جيبها وتخرج من المكان بعد أخذ نظرة أخيرة له

ليعودا إلى القصر وهذه المرة لم يصادفا أحداً وعادا للغرفة بأمان

وحين توسط القمر السماء كانا قد سقطا في سباتٍ عميق منعمين بدفئ الرداء الفروي السميك

وفي تلك الليلة لم تحلم بأية كوابيس ونامت بسلام

.
.
.

في وقتٍ سابق

وقفت هناك متصنمة حتى بعد اختفائهما لتأتي خادمة نحوها وتناديها: سمو الأميرة ماذا تفعلين هنا؟ هيا إن الحفل بدأ وجلالته ينتظرك

لتتبع الخادمة ولا يزال عقلها باقياً في ذلك المكان بالأحرى على تلك الفتاة التي تشبهها

ليصدر صوت البواب معلناً : الأميرة إميليا دي كلمينتين تدخل الآن

『 perfect villain 𓆩♥︎𓆪شريرة مثالية』 Where stories live. Discover now