الفَصلُ الثانـي عشر.

554 49 567
                                    

"لقد أتممنا كُلَ شيء سيد لُوي" تحدثَ عاملُ التنظيف الذي أشرفَ على ترتيب المكان "سآتي بِالحال" قلتُ لَه ماخذًا آخر صندوقٌ من السيارةِ "أتُريدُ أن أُرتب هذا أيضًا؟" تساءلَ ماشيًا بِجانبي

"كلا ، شكرًا لكَ" قلتُ لَهُ صاعدًا الدرج داخلًا ، لأنظُر إلى مكتبُ السكرتير ثُم ورقُ الجُدرانِ ، وَ كراسي الإنتظار وَ الرُفوف ثُمَ الأبواب ، لأدخُل بعدها للغرفةِ الأخرى وكانت جميلةٌ وَ نظيفة لِلغاية ، أردتها كَـ تصميمِ عيادتي السابقة وَ جعلوها كذلِك.

"العيادةُ تبدو رائعة جدًا ، بورِكَ عملُكَ" قلتُ بأبتسامةٌ ليبتسم هوَ "شُكرًا لكَ" وَضعتُ الصُندوقَ أرضًا لأخرِجُ محفظتي مادًا المالُ لَهُ "شكرًا لكَ" ابتسمت لهُ ليشكرني مرةٌ أخرى مُغادرًا.

تنهدتُ ماشيًا بأرجاء المكانِ حتى توجهتُ نحوَ النافذة ، المنظرُ رائعٌ مِن هُنا .. أستطيعُ القولَ إن هاري تدبرَ الأمرَ بِشكلٍ جيد.

توجهتُ نحوَ القائمة لأنظر ماتبقى لي وكانَ فقط التسوق ، فَـالطعامُ التي تعدهُ السيدة ماجـا مَذاقهُ سيءٌ لِلغايةِ ، لا أعلم لِما يستمرونَ بِمدحهِ جميعًا.

لكِن ما إكتشفتهُ هوَ إنَ زين يعدُ طعامٌ مُختَلِف لِـهاري ، وَ هُم يأكلونَ الطعامُ الذي تعدهُ ماجا ، وَ ذلِكَ مُزعج أعني لقد إنتقلتُ مَعهم الآن وَ هوَ حبيبـيَ وَ ليسَ حبيبهُ ، ليسَ عليهِ أن يعد الطعامَ لَهُ.

إلتفَتَتُ عندما طُرقَ الباب ، وَ كانَ شابٌ "مرحبًا" القى التحيةُ بأبتسامةٌ "مرحبًا" إبتسمتُ لهُ "كيفَ أستطيعُ مُساعدتُكَ؟" أكملتُ واضعًا الدفترُ جانبًا "أنا هُنا لأجلِ مُقابلةُ العمل التي نشرتها على الإنترنت" قالَ لي "آه أنتَ الذي قمت بِمراسلتيِ أمسًا ، تفضل" أشرتُ على الكُرسي ، ثُمَ جلستُ خلفَ المكتبُ.

"حدثني عنكَ" قلتُ لهُ "أُدعى فابيان ، وَ أبلغُ مِن العُمرِ أربعًا وَ عُشرون" قالَ لي وَ بدا مُتوترًا قليلًا "أعملتَ بِوظيفةٌ مُشابهة سابقًا؟" سألتهُ بِلُطف رُبما يَخفُ توترهُ "كلا إنها اولُ وظيفةٌ أُقدم عليهـا ، لقد تخرجتُ منذُ فترة قصيرة" مَد لي الملفُ الخاصُ بِه.

ألقيتُ نظرةٌ على مَلفهُ ، على الجامعة التي تخرجَ منها ، وَ الكثيرُ من التفاصيل التي تخصهُ "لِما أردتَ أن تعمل بِهذهِ الوظيفةُ تحديدًا" سئلتهُ بينما أقرأ ملفهُ "في الواقع ، بدت لي كَـفرصٌ لاتعوض ، العملُ هُنا بِراتبٌ نوعًا ما نادرٌ".

"كم يأخذون الموظفين رواتبهم هُنا؟" تساءلتُ "آه دعني أُفكر .. أظُن ، ثلاثُ مئة دولار شهريًا" قالَ لأومئ

"حسنًا ، مارأيُكَ بِـخمسمئة كَـ راتبٌ شهري؟" أعطيتهُ الملفُ الخاصُ بِه وَ هوَ نظرَ لي بأندهاش "ذلِكَ ٱكثرُ من كافيٍ!" قالَ بِسُرعة.

"حسبتُ لكَ راتبُ سكرتير في لندن ، نحنُ الآن مُتفقانِ إذًا؟" قلتُ لهُ ليومئ بأبتسامة "مُتفقان" قالَ مُبتسمًا "تمَ توظيفُكَ" قلتُ لهُ "حقًا؟ متى سوفَ ابدأ!" قالَ وَ ملامحهُ المصدومة بدت لطيفةٌ حقًا "الآن؟" قلتُ لهُ بأبتسامة لينهض "بالطبع سيدي!! فقط أمهلني دقيقة لأخبر صديقي أن يذهب فهوَ ينتظرني".

قَـلب مُثَقَّـل || لـ,سحيث تعيش القصص. اكتشف الآن