الفصل الخامس والثلاثون

1K 56 11
                                    

فأذاقني النجوى✅
"مكيدة جديدة"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتصب براء في جلسته وهو يحدج ماجد بنظرات نارية مقيتة، بينما ماجد يقف بكل ثبات، يضع كفيه بجيب بنطاله القماشي ويطالع براء بنظرات هادئة أقرب للبرود.

قطع حرب النظرات الصامتة بينهما ماجد وهو يردف بهدوء: كنت عايز اتكلم معاك ضروري.
هتف براء بحدة: مفيش بيني وبين واحد زيك كلام.. أخرج برا !

ضحك ماجد بخفة وهو يدور حول الفراش متحدثًا بتسلية: على فكرة ملكش حق تطردني، أنا الدكتور بتاعك ومكانتي كبيرة هنا في المستشفى.

لوى براء فاه بتهكم ليرد بثقة وتحدِّ: وأنا بإشارة مني اشتري المستشفى كلها باللي فيها، وبإشارة مني بردو أرميك براها زي الكلب !

توقف ماجد عن الحركة وظهره يتصلب، رفع رأسه للذي يطالعه بعينين تأكلانه حيًّا سرعان ما ابتسم بهدوء، ثم قال وهو يجلس على الأريكة المجاورة للفراش: وأنا هعتبر نفسي مسمعتش حاجه وهعذرك واقدر حالتك.

صمت قليلًا ثم استكمل بثقة: على فكرة.. أنا شوفتك امبارح بليل وأنت واقف برا مكتبي ومدام حور قاعدة معايا.
تغيرت ملامح براء للدهشة فاسترسل ماجد بثقة أكبر: وكمان شوفتك وأنت واقف من شوية بتبص علينا لما كانت بتعيط.

لم تتغير ملامح الدهشة فوق وجه براء لكنه طالعه بلامبالاة أقرب للاحتقار.

استند ماجد بساعديه فوق فخذيه وهو يشبك أصابعه: ممكن لمدة عشر دقايق بس تعتبر إني مش الشخص اللي أنت كارهه، حاليا أنا الدكتور بتاعك وبس، احكيلي اللي جواك واللي واجعك أوي كده، اشتكيلي من الشخص اللي مضايقك حتى لو هتشتكيلي مني.. أنا سامعك.

ظل براء يطالعه بنفس الملامح العدائية وماجد يبتسم بهدوء وعيناه مسلطة في عيني الآخر بقوة وثقة، دقيقة مرت على هذا الوضع حتى تكلم ماجد بهدوء: أنت كتاب مفتوح قدامي يا براء، كل اللي جواك ظاهر عليك وأنا عارفه وفاهمه كويس أوي، بس عايز اقولك عيب عليك.

صمت قليلًا ثم استكمل: مش عيب عليك تشك فيا، بالعكس.. أنا لو مكانك ونسمة هوا لمست خد مراتي هشك فيها، لكن عيب عليك تشك في مراتك الست الوفية المحترمة، اللي بتحبك حب مش طبيعي أي شخص في الدنيا يحسدك عليه، أنا نفسي بحسدك عليه.

تصلب وجه براء لكن تلك المرة بتوتر، فأدار وجهه عن ماجد وهو يشعر بكلماته تلمسه من داخله، تحدث ماجد بعتاب ونبرة ضائقة: أنت متعرفش حالة مراتك عاملة ازاي، متعرفش هي بتمر بإيه وبتعافر إيه عشان تفضل قوية وتعرف تقف جمبك في محنتك، وأنت بدل ما تقدر ده وتكون مدين ليها رايح تزود معاناتها أكتر، اللي زيك يا براء المفروض يتعظ لأنك جربت شعور إنك تفقد نعمة ربنا أنعم عليك بيها، فاكر لما اتكلمت معاك وقلتلك فكر في النعم اللي لسه في ايدك وفكر ازاي تحافظ عليها، بس أنت دلوقتي بتضيع نعمة كبيرة أوي من إيدك غيرك بيتمناها ليل نهار ومش عارف يوصلها، حرام عليك.

فأذاقني النَّجوىٰ (الجزء الثاني من همسات العشق)Where stories live. Discover now