الفصل السادس

1.6K 72 5
                                    

❤🎨أحمد&فجر🎨❤
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فأذاقني النَّجوىٰ
ــــــــــــــــــــــــــ

سكون.. فقط السكون هو ما يغلف الغرفة، فصدمة كتلك لا يوجد لها حديث يُقال.
رفع عيونه المنكسرة إليها ليقول: ملقتيش طريقة أبشع من دي عشان تنتقمي مني بيها!

نظرت في الأرض ولم تجبه بل أخذت دموعها بالهطول في صمت وندم، لا تعلم لِمَ فعلت هذا، لكنها لم تستطع أن تخبره بطفله، لِمَ؟ لا تدري.
ربما لأن عقلها صور لها بأنه سيأخذ طفلها منها فور معرفته به تعويضًا عن سنين حرمان قد مضت، ولعل قلبها أراد الانتقام لما فعله بها بالماضي، لا تعلم لماذا فعلت هذا ولكن كل ما تعرفه الآن أنها نادمة وبشدة، فكيف تمنع أبًا عن طفله، وكيف تمنع طفلًا من تعويض حنان والده الضائع.

ولكن لا... لطالما كانت الأم والأب، لطالما كانت الحائط الذي تصدى لكل الصدمات دون أن يميل، فبأي حق يريد طفله الآن؟!
هي من حملت به لتسعة أشهر، كانوا تسعة أشهر من العذاب المتواصل.
فبأي حق يريد طفله؟!
هي من ربته في طفولته وسهرت عليه، هي من راعته واهتمت به وبأصغر صغائره حتى نما ليصبح في العاشرة من عمره، عشر سنوات قضتها وحيدة دون أن تتعب أو تشتكي.
فبأي حق يريد طفله؟!
لا والله لن تدعه يقترب من طفلها، وإن كلفها ذلك أن تخفيه مدى الحياة، وحتى إن كرهها صغيرها في المستقبل فليكن هذا، يومًا ما سيعلم ما حل بوالدته، سيعرف كمَّ العذاب الذي ذاقته على يد حبيب فؤادها، سيسامحها على ما اقترفته، وليشهد الله أن كل هذا فوق طاقتها، هو أذاها كثيرًا.

فهي كانت لمعذبها هذا كل شيء...
كانت العشق والملاذ، كانت الأمان والسكينة، أسقط عليها سوطًا غليظًا فصارت زهرة حزينة، علَّمته كيف يكون الحب، فأذاقها النَّجوىٰ، وما أدراك وما النجوى، ألمُ يضرب القلب بمطرقةٍ من حديد، وإن صرخ القلب مستغيثًا طلبًا للعفو تزدد الضربات حتى تحطمه لأشلاء وشظايا صغيرة يصعب جمعها، ويستحيل إصلاحها، فيبيت القلب صريعًا لعشق ملعون كُتِب عليه قسرًا، وليته لم يعشق.

- يلا.
قالها وهو يقف ويتقدم منها بجمود، رفعت عيونها الباكية له لتجده يسحب كفها الرقيق بيده الغليظة وباليد الأخرى يسحب حقيبة ملابسها وهي مستسلمة تمامًا، فاقدة لكل قواها.

خرج من الغرفة لينتصب الجميع بالخارج يناظرون ما يفعله ليشدد براء على يد حور بامتلاك قائلًا بتحدٍ وعيناه تطلق شرارات نارية: انا عايز حد يقف قدامي أو يمنعني إني اخد مراتي معايا!!

لم يتحدث أحد ليكمل سيره للخارج فطالعت حور والدها باستنجاد لكنه رد عليها بابتسامة حنونة مطمئنة بأن كل شيء سينصلح.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنهى أحمد سحوره ليمسد على معدته المسطحة قائلًا: الحمدلله.
نهض من فوق المائدة وأخذ يزيل الأطباق ويرتبها، بعض الوقت قد مرّ لينظر في ساعته فتأكد من أن الفجر قد أذّن فتوضأ وصلى وما إن أنهى صلاته حتى توجه إلى شقته الثانية "المعرض".

فأذاقني النَّجوىٰ (الجزء الثاني من همسات العشق)Where stories live. Discover now