الفصل الثلاثون

1.1K 61 19
                                    

فأذاقني النجوى✅
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

كانت تجذب الهاتف باستعجال لينفلت من يدها ويقع ارضًا وانزلق أسفل الفراش، تذمرت بنزق وجثت أرضًا، مدت كفها لتلتقطه فلمست بيدها شيئًا غريب الشكل والملمس.
جذبته فوجدته كيسًا بلاستيكيًا أسود اللون، عقدت حاجبيها باستغراب من وجود هذا الكيس أسفل فراشها، كيف أتى؟ هي لم تضع أي أكياس هنا!
فكت عقدته وفور أن فتحته صرخت بفزع وهي تنكمش بجسدها للخلف في رعب مما رأت.....!!!

ظلت تصرخ وهي تنظر لما أمامها فدلف أحمد بسرعة للغرفة مرة أخرى، وجدها مطروحة أرضًا تغطي وجهها وتصرخ فجرى ناحيتها وهو يهتف بخوف: فيه ايه! ايه اللي حصل!!

لم يكد يكمل جملته حتى وقعت عيناه فوق هذا الشيء في الكيس، شهق أحمد برعب وهو يسحب فجر من ذراعها ليخبئها في حضنه، تراجع بها للخلف مبتعدًا وهو يتمتم بفزع وبحروف مرتعشة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. بسم الله الرحمن الرحيم.. أعوذ بكلمات الله التامات !!

دفنت فجر وجهها بصدره وهي تشهق ببكاء فضمها إليه بقوة وحماية، أدار وجهه بعيدًا فلم يستطع النظر لذلك أكثر.
كان الكيس مفتوحًا تفوح منه رائحة عطنة، وفي المنتصف كانت رأس كلب أسود مقطوعة، مفتوح العينين بشكل مفزع ودماؤه متجلطة عند عنقه، وهناك كانت صورة لكليهما من حفل زفافهما مربوطة بخيط في رأس الكلب، مكتوب عليها كلمات وطلاسم غريبة بالدماء!!!

أبعد أحمد فجر المرعوبةعنه ليقول بطمئنة: اهدي متخافيش.

ضمت ذراعيها لجسدها بخوف فسار أحمد ناحية الكيس بملامح منكمشة بضيق، جثى عندها وتغلب على قرفه من المنظر والرائحة ومدّ يده ليلتقط تلك الصورة المربوطة في الرأس، نظر لها بذهول من كل تلك الكلمات المكتوبة فوقها، وتلك الطلاسم التي لم يفهمها.
"وجع.. مشاكل.. كره.. غضب.. مرض.. عذاب.. فراق.. موت"

انقبض قلبه واختنق تنفسه، رمى الصورة في الكيس بسرعة وكأنها عقرب سيلدغه، ثم وبصعوبة أغلق الكيس وعاد لفجر، أمسكها من ذراعيها وجعلها تنظر إليه ليقول باختناق: ازاي دي جت تحت السرير يا فجر؟

تساقطت دموعها لتهز رأسها نفيًا ببكاء: معرفش، احنا عايشين لوحدنا ومحدش بيزورنا خالص، مين ممكن يحطها تحت سريرنا؟ وازاي هيحطها أصلا!!

أحمد بتساؤل: افتكري يا فجر، مفيش أي حد بيدخل الأوضة دي ابدًا؟
فجر: مين هيدخل؟ بقولك احنا عايشين لوحدنا، مفيش غيرنا في البيت!

نظر أحمد للكيس ثم عاد ينظر لفجر ليقول بتأكيد: العمل ده هو السبب في اللي كان بيحصلك يا فجر، طب بصي.. انتي من امتى بدأتي تحسي بإنك متغيرة؟ امتى بدأتي تسمعي أصوات أو تشوفي خيالات؟

هزت رأسها قائلة بحيرة: مش عارفه.. مش فاكرة.. مش فاكرة أي حاجة.

ضم كفيه فوق ذراعيها ليقول بدعم: حبيبتي لازم تفتكري، لازم نوصل لأي حاجة تحللنا المصيبة اللي وقعنا فيها دي، براحة كده وافتكري من امتى وانتي مش مظبوطة؟

فأذاقني النَّجوىٰ (الجزء الثاني من همسات العشق)Where stories live. Discover now