الفصل العاشر

1.7K 71 30
                                    

فأذاقني النجوى
" البعض يعشق مرتين "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جلس الثلاثة بشقة عصام يتسامرون عن أي ثرثرة فارغة في جو يسوده الدخان الذي يخرج من "نارجيلة" عصام، سعل أحمد بقوة ليهتف بضيق: ياعم ارحمنا بقا من أم الدخان بتاعك ده، هتموتنا معاك.

عصام بتحذير: ولاا! ده بيتي واعمل فيه اللي انا عاوزه.

أحمد بضيق: اقوم امشي يعني!
قالها وهو يهم بالنهوض ليمنعه كيرلس بسرعة: اقعد ياعم بس سيبك منه ده عيل معفن، اعتبره مش موجود.

عصام باحتجاج: سامعك على فكرة وهعديهالك بمزاجي، يلا ارغوا في الموضوع اللي كنتوا جايين عشانه.

اعتدل في مجلسه ليقول بجدية موجهًا حديثه لأحمد: قولنا بقا يا وحش ايه حكايتك مع أم شعر أصفر اللي في أستراليا.

أطلق عصام صفيرًا معجبًا ليقول: ايوووه يا جدعااان! البت الصاروخ دي، صحيح مش مربربة زي بنات مصر بس كفاية عيونها الخضرة.

مسح أحمد على وجهه بنفاذ صبر ليشير إلى عصام مخاطبًا كيرلس: سكت الحيوان ده عشان مقومش أكسر الشيشة فوق نفوخه.

كيرلس بغضب لعصام: ما تنقطنا بسكاتك بقا ياعم انت.
ثم استدار لأحمد قائلًا: سيبك منه واحكي بقا.

وضع أحمد يده خلف عنقه وهو يدلكها بإرهاق قبل أن ينطق بآخر شيء متوقع: بحبها!

توقفت النرجيلة عند فم عصام وهو يفتحه بصدمة كحال كيرلس الذي انفرج فمه بصدمة أكبر وقد توسعت عيونه على آخرها، تطلع إلى الأثنين كأنهم مجانين ليهتف بدهشة: ايه يا جدعان هو انا بحكي عشان تبحلقولي!!

مال عصام عليه يقول باستفسار: لمؤاخذه في السؤال بتحب مين؟

أحمد: فجر.

صاح كيرلس: اييييه! صبااح الفل، فيه هدير في النص ولا انت سقطها ولا وقعت منك ولا ايه!

أحمد بغيظ وهو يضرب كفوفه ببعضهم: ما هو ده اللي مجنني، مش عارف ايه اللي حصل وايه اللي عملته في نفسي ده، ازاي احب بنت تانية غير هدير؟!

شملهم الصمت وقد اتخذ الحوار منحنى جدي ليقول كيرلس: يعني انت دلوقتي بتحب الاتنين؟

نظر له أحمد بصمت لدقيقة ثم تحدث ببطيء كأنه يفكر بصوت عالي: شكلي اتنيلت وحبيتها، مش عارف يا كيرلس، فجر بحس معاها بمشاعر غريبة محستهاش قبل كده مع أي حد ولا حتى مع هدير، قلبي بيدق جامد ونفسي بيتقل، لما بقرب منها بحس إني مش عايز ابعد، ببقى عايز أفضل باصص لملامحها وهي بتتكلم وبتمنى إني افضل ابصلها كده طول العمر، انما هدير.....
صمت ووضع كفيه على وجهه ليستكمل بتعب: مبقتش حاسس ناحيتها بنفس الشعور من سنين، بالعكس حاسس إني مربوط غصب عني في دايرة وعايز افك عقدة الرباط ده بس مش عارف.

فأذاقني النَّجوىٰ (الجزء الثاني من همسات العشق)Место, где живут истории. Откройте их для себя