الفصل 48 : "ما قبل الإنهيار"

186 19 12
                                    

كنت اتمشى عندما وصلت لمحل بيع دراجات النارية

اطللت عليه بعيناي من الخارج وكان بالفعل مغطى ببعض قطع الجرائد مع ذالك سحبت الباب لأدخل

قابلني مباشرة منظر العلب المفتوحة و قطع الغيار الفوضوية

كانت عيناي تحدقان في الاغراض الموضوعة على الارض و سرعان ما رفعت رأسي لأرى الشخص الذي كان وسط هذه الفوضى

كان شابا في مقتبل العمر بشعر داكن و ملامح هادئة كما لو انها غمرت في كوب ماء بارد

برغم من انني دخلت الا انه ظل منشغلا في عمله ولم يعطي وجودي اي اعتبار

كانت هذه احدى المرات القليلة التي اشعر فيها بالصفاء فالصوت الوحيد الذي كان في الغرفة عدى الصمت هو تصادم الحديد و صرير البراغي

ضللت على حالي ولم اشئ مقاطعة تركيزه فلقد بدى مستمتعا بعمله و اردت ان احترم خلوته

بعد انتهائه حمل منديلا و مسح الزيوت و الشحوم من يديه و قال دون ان يلتفت لي
"شكرا لك لإنتظارك لي لكن يحزنني اخبارك انه لم يتم الإفتتاح بعد....."

في لحظات حديثه التفت لي ليرى وجهي

كانت اختفت ابتساكته العريضة التي اظهرها في بادئ كلماته و حلت مكانها ملامح جامدة "اه انه انت.... لوهلة حسبتك زبونا..."

في الحقيقة سبب مجيئي كان لإثبات توقعاتي....

رؤية ديجافو تلك كانت سبق و حدثت تجعلني اجزم ان ما فكرت فيه كان صحيح مائة بالمئة

صاحبة ستار الجنازة... من تكون؟!

وكيف تتنقل عبر الزمان... انها متنقلة عير الزمكان...

و الان علي محاولة سحب المعلومات منه و مجارته

استرسلت الكلام بسرعة لكي لا يشعر بالريبة مني
[نعم لقد مضى وقت طويل]

تحدث و ملامحه الغريبة تلك لا تفارق وجهه "نعم... لقد مضت اربع سنوات"

"هل جئت لتأكد من حال مانجيرو؟"

اه شقيقه
[نعم.... انه حقا من المؤسف ما حدث له لم اعلم انه بامكانه رؤيتي وقتها....]

سرعان ما وضع يده داخل احد جيبوه و اخرج ولاعة و سجارة و مد لي واحدة

هل علي قبولها؟ اتبعت ما خطر في بالي و ابعدت يده رافضا عرضه

مقبرة النجوم ¦| Star cemeteryWhere stories live. Discover now