مقبرة النجوم ¦| Star cemetery

الفصل 1 : "العدم"

دخلت للمنزل بعد عودتي من المدرسة مباشرة...
ذالك الهدوء الذي يثير قلقي يؤكد شكوكي و مخاوفي، تردد صوت دقات اقدامي في ذالك المنزل... لم يعد والدي بعد للمنزل...
لقد مر اسبوع فقط علا وفات والدتي و الان انا اواصل العودة للمنزل ولا اجد والدي... لقد مرت ثلاث ايام ولم اره.

سقطت علا الارض وانهرت بالبكاء لا اعلم ماذا افعل، ضلت دموعي تتحجر و تسقط وانا اشهق بقوة، اعتصرت قلبي من الخوف ونطقت شفتاي التي ترتجف

"ابي... اين انت يا ابييي، ارجوك لا تخبرني انك هربت وتركـ..ـت ابننـ...تـك.... ،اميي ساعديني انا خائفة"
سحبت انفي للاعلى لكن عيناي لم تتوقفا عن تقطير تلك الدموع اغلقت الباب ورائي جيدا واختبأت في غرفتي وجلست في الظلام.
اذا كان ابي هرب بعيدا، هو سيعود من اجلي صحيح؟! انا ابنته الوحيدة لا يعقل ان يتركني! فكرت فيما قد استطيع فعله... لازلت ابلغ من العمر 13 سنة فقط... لا اضن انني قد اجد وظيفة اعيش بها...
شعرت بالجوع ونزلت للمطبخ وفتحت الثلاجة لقد كانت فارغة... ضاق صدري اكثر،فتشت المنزل كله ولم اجد فيها قطعة نقود واحدة ولا حتى مجوهرات امي...
لقد تأكدت حينها ان والدي فعلا سرق واخذ كل شيء وهرب... لو اراد ابنته لاخذها معه، التفكير في ذالك اعاد دموعي...
خرجت من المنزل وركضت خارجا بقيت اتجول هنا وهناك حاولت البحث عن دوام ما ولكني لم اجد شيء..

للمرة الاولى اشعر بالنقص و الفراغ الشديد، اضف اليه انني جائعة ولا املك المال... رئيت الغيوم تجمعت وقد كانت الساعة حوالي 4:30 مسائا.

شددت يدي على بطني و اخذت طريق العودة... غير انني لم اعلم ماذا حدث حتى وجدت نفسي على الارض، لقد هاجمني اثناء طريق عودتي ثلاث رجال بالفعل، لقد كنت التوي من الرعب و الالم لقد صرخت في ذالك الشارع، لقد شعرت ان محجر عيناي ينزفان من كثرة بكائي..

لقد توقف تردد صوتي لكني مازلت اسمع صداه... لقد تم الاعتداء علي و اغتصابي من قبلهم ثم هربو وتركوني مرمية في الشارع.
تجعد وجهي من الالم و من حالي لقد شعرت بالالم الشديد بين اطرافي رفعت نفسي وحاولت التحرك...
كان الامر كما لو ان مفاصلي تحترق مع كل خطوة اخطوها، اتجهت الى مركز الشرطة وبلغت عما حدث لي..

طلب مني الشرطي هناك ان ادله عن مكان الحادث، خرجت معه و اخبرته باوصاف الاشخاص الثلاثة، كان الشرطي لطيفا معي وسألني ببطأ و طمأنني... شعرت بالالم يزول من جسمي، عندما عرفت انه سيتم فتح قضية بسبب ما حدث لي، كانت الكدمات في وجهي كثيرة و جسمي.. ملابسي شبه ممزقة...

رفعت رأسي ورأيت تكبد الغيوم... ستمطر؟ ، ماهي حتى لحضات هاجمني الشرطي و اعتدى علي الاخر... لم استطع التنفس طوال الوقت.