الفصل الحادى والعشرون

160 12 0
                                    

الفصل الحادي والعشرون .....

صعدت سليمة الى جانب جابر في سيارته بعد ان امر كل رجاله واصحابه بالانصراف وكانت تراقبه بحذر وتراقب ارتجاف قبضتيه على المقود وانفاسه المضطربة وكان الندم ينهش بقلبه على فعلته المشينة وصغر امام نفسه لانه سيغادر الدار كالهارب الجبان ويترك خلفه قتيل كالمجرمين وهو ابعد ما يكون عن الجريمة والعنف والمشاجرات لكن من اوصله الى هنا؟
انها نسرين هي من ضيعت عقله
منذ رآها وهو يتصرف على غير طبيعته ضيعت وقاره واتزانه
أصبح بحبها ومكرها مراهق مجنون وسليمة تلك ماكرة منافقة
مستحيل ان يصدق بها ويثق بكلامها انها متلونة ومحنكة بالمؤامرات والخطط
ومن سوء حظه انه اكتشفها مؤخرا
لا يعلم لماذا يوافقها الان ويأخذها الى نسرين ويستجيب لمقترحاتها وطلباتها كالمسحور؟
ماذا يريد بعد من نسرين الم تواجهه بحقيقتها بعين وقحة؟ مازال يأمل ان تكون بريئة؟ ماذا يريد ان يثبت لنفسه؟
سيطلقها حتما سيطلقها فور اجهاضها ويرميها لهم.
.................................................. .................................
دخل غسان الى جناح المفضلات بعد ان اطمئن على إصابة محمد الذي دخل بنوبة سخونة شديدة اثر الجرح واقتحم المطبخ لتجفل كل العاملات ويحنين رؤوسهن وقلوبهن وجلة من شخصه الظالم المخيف وأشار بيده الى البنت المتشوهة بماء النار على يد فاتن حتى دنت منه بريبة وقال وهو يمسكها من معصمها ويسير معها الى خارج المطبخ في ساحة الجناح وبملامح صارمة: "اعلم يا بنت انك اكثر واحدة بالدار تضمر الحقد والكراهية لفاتن والسبب معروف .... فاتن اليوم حبيسة كعقوبة لها على تمردها وخيانتها وانا لا اثق بأي خادمة بعد خيانة فخرية لنا .... اثق بك انت فقط لاني واثق انك مستحيل ان تساعدينها وتمدي لها يد العون والإغاثة وستنقلين كل حركاتها وافكارها لي بالحرف انت من الليلة مرافقة لفاتن والقائمة على تنفيذ رغباتها من مأكل وملبس الى اخره .... اريدك ان تكوني رفقيتها كظلها .... لكن "
وابتلع ريقه وهو يقول بشيء من الضعف: "لكن اياك ان تؤذيها انها بحالة نفسية سيئة منذ ماتت المدعوة فخرية وهي صامتة لا تنطق .... ارفقي بها"
اومأت البنت موافقة وبداخلها كمية هائلة من الزهو والتشفي ان الله يرفع ويضع ويوم لك ويوم عليك وليس كل الأيام لك يا فاتن .... كنت تستعبديننا لخدمتك وانت بكامل جبروتك لكن اليوم الكل يتكلم عن حالك وبطش الأسود بك .... كنت غبية لانك امنت جانبه وظننت انه خاتم بيدك وانك قادرة على اللعب على الحبال جميعها دون ان تزل قدمك وتسقطين على ام رأسك.

تركها وسار في أروقة الدار كلها يتفقد الأحوال وعلى تقاسيمه الحادة تعابير الزهو والنصر بعد ان وقع جابر الكاسر بقبضته وسيلف الحبل حول عنقه بأحكام وكل مرة سيشد قليلا ويضيق عليه متى تطلب الامر ولم يتركه يتنفس بحرية حتى يطلب منه الهواء برجاء ويدفع أيضا.
اثناء جولته في الاروقة صادف نورا التي عادت لتوها من الخارج بعد ان اخرجها مع الزبون بنظام الساعات ولما رأته امتقعت ورجعت خطوة الى الوراء
خطا نحوها وقبض على كوعها بقسوة ودفعها الى الجدار ليرتطم ظهرها وقال بعيون صقرية: "هات ما حصلت عليه"
فتحت حقيبتها وهي تمضغ العلكة بصوت مسموع وسلمته المبلغ وقبل ان يتناوله قال بنبرة آمرة وتحذيرية" "كل ما عندك"
ابتلعت ريقها واخرجت بقية النقود من الحقيبة حتى نفضتها امامه
تناول الأوراق النقدية ووضعها في جيبه وقال بعيون ضيقة: "قلت كل ما عندك قبل ان اتصرف معك تصرف مهين واذلك"
أخرجت من جيب فستانها خاتم من الذهب وقدمته له وبداخلها تلعنه ثم أشار الى جيبها الاخر واخرجت ورقة نقدية وهي تقول بضعف متظاهرة بالانزعاج: "هذا كل شيء .... افسح لي الطريق ارجوك"
ضاقت عينيه ودفعها مجددا الى الجدار وشهقت واتسعت عينيها عندما انتزع السكين الصغير من جيبه وقالت بضعف وخوف: "والله .... اقسم بالله هذا كل شيء ... والله"
واغمضت عينيها وهي تشعر بالذلة والقهر وهو يمزق ملابسها ناحية صدرها بالسكين الحاد بما في ذلك صدريتها ليعريها تماما وتسقط منها الأوراق النقدية من انحاء جسدها وأشار لصبي خلفه ان ينتشلها من الأرض ثم صفعها وقال باحتقار: "لاني اعرفك جيدا يا نورا .... الكذب يسري بدمك لكن حذاري ............مرة أخرى اقص لسانك واذنيك والاجزاء التي تخفين فيها رزقنا يا كلبة"
وتركها وخطا بسرعة وتوتر وهو يلعن ويسب بهم وتبعه الصبي بالمال
ارتجفت شفتيها مقاومة الدموع وسحبت ملابسها الممزقة الى جسدها ثم عادت تمضغ العلكة والدموع الحبيسة تحرق عينيها لكن لا لن تنزل دمعة واحدة وهمست: "لا بأس .... خيرها بغيرها"
.................................................. ..............
وضعت نسرين يديها على صدرها وهي تسمع صوت جلال الذي يقول بغضب: "افتحي الباب .... افتحي الباب .... اسمعي .... ارسلني جابر الكاسر من الدار لأعطيك هذه الرسالة"
فركت يديها وهي بحيرة والخوف تمكن منها من طرقه المتلاحق .... ربما جابر فعلا ارسله .... ارسله ليجهضها جنينها بعد ان واجهته بالحقيقة ويردها الى الدار .... جابر يريد الانتقام منها بأرسال ذلك الرجل البغيض اليها!
ازاحت الجارة المترقبة جنان الستارة وفتحت النافذة قليلا وهي تهمس: "تعالي وانظري انه ذاته الرجل الذي سبق وتهجم على البنت .... انه يطرق بابها ولا يعلم انها بلا مفتاح وكأنه يتلفظ بكلام تهديد! امي .... تظنين اننا ملزمين ان نساعدها ونتدخل؟"
العجوز وبتردد: "لا أدري"
بكت نسرين وهو يطرق ويقول: "ان لم تفتحي سأقتحم المنزل بطريقتي الخاصة .... لقد نفذ صبري معك .... انا اعرف عنك كل شيء اعرف ان جابر تزوجك وانك حامل .... انا احد رجال جابر وهو من بعثني و"
هربت نسرين الى الداخل ودخلت الى المطبخ وحملت السكين وهي تجهش بالبكاء ثم أغلقت الباب عليها واقفلته واستندت عليه وهي تدعو الله ان ينجيها

هوس القلوب الجزء الثانى لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن