هوس القلوب الجزء الثانى لكاتبة هند صابر

الفصل الثالث

الفصل الثالث..........

في غرفة نسرين ....

هوت نسرين الى يدين وقدمين سليمة تقبلهما وهي تتوسل وتتضرع اليها ان لا تكشف سرها امام غسان وامام جابر وان تلتزم الصمت وكان قلبها يعلمها ان سليمة افعى وستغدرها لكنها تحاول ان تستحضر الرحمة بقلبها
قالت سليمة وهي تبعدها وبتفكير: "اطمئني لا تخافي سأتصرف"

تطلعت بها بعيون ملؤها الدموع والامل وقالت بنبرة رجاء: "صحيح؟ ستخفين الامر؟ سيكون سر وتسكتين الطبيب؟ أخشى ان تغدري بي وتبوحي لغسان ولن يرحمني سبق وان فعلتها يا سليمة بعدما سلمتك امري واستودعتك اسرار قلبي وكنت اصدقك لكن خذلتني واتضح لي انك متآمرة مع الأسود ضدي خذلتني"

التفتت اليها سليمة وتطلعت الى الخيبة بعينيها وقالت بجدية: "لست متآمرة مع غسان انا اعمل لوحدي .... انا اسكته فقط حتى يأمن جانبي .... اضطر ان اتفوه بما يعجبه واتظاهر بما يرضيه لأنه لو ارتاب بأمري سيكون مصيري ليس أفضل منك"

خفقت اهداب نسرين وقالت بسذاجتها المعتادة: "سمعتك بأذني .... انت تخفين مستمسكاتي الرسمية وكنت قادرة على مساعدتي وتهريبي من هنا ... كنت تكذبين علي وتستدرجينني حتى اتماشى مع رغباتكم .... بسببك ضعفت وبقيت صابرة وانتظر وكنت تخوفينني وتارة ترغبينني .... وضعت أملي بجابر وقلت لي انه امانك وانه منقذك وسيخرجك من هنا وانا صدقت وامنت وبدأت اتقبله واستسلم للقائه حتى حصل الذي حصل وضيعني والان انا حامل منه ماذا افعل؟ ماذا علي ان افعل لقد تورطت واستدرجت ووقعت"

تأملتها سليمة بعمق وبقيت تتطلع بها بصمت حتى قالت ببرود: "بسيطة .... الحمل ليس نهاية العالم وحدثت حالات مماثلة في الدار .... باستطاعتي تنزيل الجنين بسهولة و"
شهقت نسرين وقالت بهلع: "لا لا تقولي ذلك ارجوك مستحيل انا أخاف حرام ما تفعلونه بي كل الذي حصل لي اضطررت ان اخضع لكم به لكن الى هنا وكفى لن اسمح لاحد بلمسي تريدون ان تقتلونني كما تفعلون بالفتيات هنا؟ تريدون ان تقضون علي وتقتلون أي امل بداخلي بمستقبلي اعرف انك تخططين لاستئصال رحمي"
سليمة وبنبرة قاسية لكنها واقع الحال: "أي مستقبل يا مغفلة؟ تظنين بعد ان دخلت الى هذا الدار وفقدت براءتك ان يكون لك مستقبل بالخارج؟ من يتطلع بفتاة سيئة السمعة ولها ماضي مخجل ام قادرة ان ترجعين ما فقدته؟ لقد فات الأوان يا بنت ان سمعتك بالأرض الان وستبقين حقيرة ومنبوذة ولست موقع ثقة لأي رجل مهما اجتهدت ومهما اخلصت وتعففت لا احد يأمن ان يتزوجك ويجعلك زوجة وام وراعية بيته واي رجل يفتح لك بيته فتكون غايته معروفة ستكونين مطمع للرجال ولن يرحمونك"
كانت نسرين مع كل كلمة تضعف أكثر ويقتل إحساس بداخلها حتى هوت على الاريكة بتخاذل وتسارعت أنفاسها وهي تتخيل ما تقوله سليمه لا تستطيع ان تكذبها انها الحقيقة لقد اصابت كبد الحقيقة.
اقتربت منها وجلست وهي تزرع المخاوف والهموم بداخلها قائلة: "مجتمعك شرقي محافظ لن يتقبل ما حصل لك سواء برغبتك او بلاها حتى المغتصبة ظلما تعاقب وتقتل وكم من قصص ظالمة حدثت ومضت ولا احد حتى يشفق على القتيلة التي قتلت ظلما على ذنب لم ترتكبه بل الكل يؤيد ويربت على كتف الاب او الأخ او ابن العم والخال حتى وان كانت طفلة خطفت من مدرستها بريئة مسكينة لا قوة لها يعتدي عليها ذئب بشري فسيتبرؤون منها أهلها وتجدين الاب يقتل طفلته ليغسل عاره واقع مؤلم لكنه واقعنا .... خلاصة الحديث ان مصيرك انتهى الى هذا المكان وعليك ان تسلمي انك بنت ليل وتكفي عن الرفض لحقيقتك وتفكرين بمصلحتك وتنقضي على عدوك قبل ان يفترسك"