الفصل الخامس عشر

138 9 0
                                    

الفصل الخامس عشر.........

غار قلبها بصدرها عندما رأت مظهره وابتلعت ريقها بصعوبة وخفقت اهدابها عندما قال وهو يشد على قبضتيه: "لماذا تستغفلينني؟"
هي وبضعف: "انا؟"
استفزته جدا بتصنعها البراءة واقترب بسرعة وقال باتقاد واشتعال وهو يضع شريط الحبوب امامها: "فسري لي ذلك؟ ما معنى ذلك؟"
شعرت بعقدة لسانها ولم تقوى على الكلام فقط شحبت وبان عليها ارتباكها وخوفها وهو يرمقها بنظرات مخيفة منتظرا منها الإجابة ليدينها بردها
قالت بارتباك: "لم لم اتناول المانع .... جابر انا .... انا اريد ان احمل منك و"
قاطعها واسكتها بصفعة عنيفة مفاجئة افقدتها اتزانها لتستدير وتتمسك بالطاولة وترقرقت دموعها وتقطعت أنفاسها وضغطت بيديها على الطاولة وقالت مقاومة البكاء وبصوت خافت يدل على انكسارها دون ان تلتفت اليه وبحرقة: "لماذا تعاملني هكذا؟ الست زوجتك؟ لماذا تعتبر حملي منك جريمة؟ "
واغمضت عينيها بقوة وتمالكت انهيارها عندما قال بصوت مرتفع زعزع قلبها وجعل جسدها كله يخض من الانفعال من كلامه اللاذع كالسياط يجلد كرامتها كإنسانة قبل ان تكون زوجة او حتى عشيقة: "زوجتي؟ وان كنت تزوجتك فهذا لم يعطك الحق بتوريطي هكذا ورطة! من اين اتيت بكل هذه الجرأة والثقة لتفكرين بحق ليس لك أساسا؟ .... انت هنا من اجل شيء واحد فقط لا غير هو السرير انا جلبتك للسرير فقط افهمي ذلك .... طبعا جريمة ان يكون لي ولدمنك! نسيت من انت؟ هذا جزائي لما فعلته معك يا ابنة الكلب؟ تكذبين علي وتستغفليني وتتصرفين بمزاجك وحريتك وكأنك صدقت انني ممكن ان اعتبرك صالحة يوما ما ...... انت لست اهلا للثقة انت حقيرة ومهما قدمت لك واكرمتك تعضين يدي التي مددتها لك بأي لحظة تعرفين لماذا؟ لانك مومس ونفسيتك وسخة وجشعة وسارقة وجائعة"
واحنت رأسها ودموعها تنهمر بغزارة وهي تستمع الى تهشيم أغراض المطبخ وثورة غضبه وهو يمطرها بوابل من الشتائم والكلام الجارح الذي خرم وجهها
هذا هو جابر وهذا وجهه الحقيقي
يكشف المستور عندما يغضب ويظهر ما يكتمه بوضوح بدون تزويق ولا مجاملة هذا هو رأيه الحقيقي بها هذه هي حقيقته مرة كالعلقم وعشرته امر وأتعس
خفقت اهدابها بقلة حيلة عندما دفعها من كتفها وهو يهتف: "اين المال الذي سرقته؟ انت خائنة للأمانة .... اعترفي اين اخفيته والا شوهت معالمك الان هيا"
قالت بتبرير وبتلعثم ولم يعطها فرصة حتى للكلام كان يدفعها الى الباب بغليان واهتياج: "لم اسرق والله لم اسرقك انك تظلمني"
الغضب اعمى عينيه وكان يدفعها ويرتطم جسدها بجدران المنزل حتى شعرت بأعراض الألم ورطوبة بملابسها وقد اوصلها الى الباب الخارجي وصرخ بها وعيونه حمراء ملتهبة: "اخرجي .... لا اريدك هنا .... اخرجي"
لم ينفع معه توسلها وتضرعها ان يتجاوز الامر ولا يرميها بهكذا وقت كالكلبة في الشارع ووضعت يدها على فمها عندما فتح الباب بهذا الليل الموحش وامسكها من كوعها وزج بها بالشارع حتى اختل توازنها وتهاوت الى الأرض واغلق الباب!

تطلعت نسرين حولها وهي تحاول ان تكتم صوت بكائها بيدها بصعوبة ثم نظرت الى ملابسها التي تلطخت باللون الداكن وانتابها الفزع وكانت هناك ستارة تتحرك في دار قريب جدا وكأن هناك من كان يراقب الامر خاصة ان صوت جابر كان مرتفع واكيد وصل الى الجيران!

هوس القلوب الجزء الثانى لكاتبة هند صابرWhere stories live. Discover now