الفصل الثالث عشر

147 9 0
                                    

الفصل الثالث عشر..................

قالت نسرين وهي تمسك الهاتف بيد مرتبكة: "نعم يا سليمة انا معك .... لكني خائفة جدا أخشى ان أخبره بالحمل ويتغير علي وينقلب ضدي"
سليمة وباهتمام وبتشفير: " "لا تخبريه الان مازال الامر مبكر .... انت الان وحدك؟"

هي وبسرعة: "نعم جابر خرج ولا اعرف متى يعود"
اشارت سليمة بأصبعها لمحمد الوقف قربها جدا كإشارة له ليذهب اليها!
عندما أغلقت نسرين الخط مسحت اسم سليمة ومحت كل رقم او رسالة تشكك جابر بها لأنه لو علم انها على تواصل مع سليمة سيجن جنونه خاصة بعد ان تزوجها فلم يعد يطيق سيرة الدار واصحابه.

تنفست بشيء من الارتياح وبدأت تحاول ان تغير من واقعها ومن افكارها السلبية التي باتت تؤذيها وتسلب منها طعم الراحة والاستقرار والسعادة لتساعد نفسها وتنقذها وتبعدها عن حافة الهاوية التي كانت موشكة على السقوط فيها
تطلعت حولها وبدأت تنظر الى ذلك البيت نظرة مختلفة وتحاول ان تشعر بقيمة ما حصل لها وتطور العلاقة بينها وبين جابر التي وصلت الى الارتباط الشرعي
معنى ذلك ان جابر يريد ان يثبت لها حسن نواياه وقرر ان يحصل عليها برضاها وبصورة مقبولة وشرعية وهذا تطور كبير فبدل من ان تؤنب وتلوم عليها ان تشعر بقيمة ذلك
عليها ان تقدر ما فعله وتتجاوز الأفكار المحطمة لأمالها حتى تقدر ان تواصل وتسعده وتكسبه لتضمن بقائه بقربها والثبات على موقفه

ابتسمت رغم الألم رغم مقدار ما تجرعته من المرار وقساوة ما تعرضت له وما لاقته من مآسي وهموم انهكتها وتجاوزات ارقتها
ابتسمت ويدها على جروحها التي لم تلتئم
وسارت في بيتها بخطى رشيقة وسريعة ودارت ولفت متناسية ما مضى وما تخبئه الايام لها
ونسقت الوسائد على الارائك وأغلقت الستائر جيدا وقلبها يرفرف من وعودها لنفسها انها ستحاول ان ان تكون قوية وتتجاوز المحن وغدا جابر سيثبت العقد بالمحكمة بعد ان يعلم بأمر حملها منه وسيولد الطفل بمأمن من ضياع نسبه ....
رغم ان املها بجابر واعترافه بها وبالطفل ليس كبير لكنها واثقة ان جابر لن يتركها تتعذب وتهان وتضيع لانه بعد الذي فعله اكيد يكن لها عاطفة ومشاعر حب والا لما ضحى تضحية كتلك فقد فعل معها مالم يفعله مع احدى فتيات الدار رغم تردده هناك لسنوات
عليها ان تغذي تلك المشاعر وتنمي ذلك الحب بقلبه
وبولادة الطفل سيكون حظها مع جابر اوفر وعلاقتها أوثق واقوى واحتمال نهاية زواجهما ضئيلة وربما منعدمة
نعم نعم يا نسرين فكري هكذا بإيجابية وصدقي نفسك وثقي بحالك ليرتاح قلبك وضميرك
يكفي ويلات وتأنيب ومطاردة هواجس مخيفة شلتك واقعدتك عن فعل أي مصلحة لك
كفى دموع وصدمات ونكبات
فقد ابتعدت عن الدار وتخلصت من سطوة غسان الأسود الذي كان لم يتورع عن ضربك وتعذيبك والعبث بك وبأعصابك
انت بعيدة عن أجواء الدار القذرة ورائحة الفسق والخيانة والفجور ورائحة الدم والانتهاكات
الان تقيمين مع رجل اشترى رضاك وكسب ودك وباع الدنيا من اجلك وتفرغ لك وغدا سيفرض وجودك على اهله وحياته وتذهبين الى اهلك وانت مرفوعة الرأس ولا أحد يستطيع ان يمسك ما دمت زوجة جابر الكاسر.

هوس القلوب الجزء الثانى لكاتبة هند صابرWhere stories live. Discover now