الفصل الثانى عشر

155 15 0
                                    

الفصل الثاني عشر.......

تسمرت عيونها وارتجفت اناملها وهي محدقة في سطور الرسالة القليلة ثم اغلقتها ببطء وعضت على شفتها ..... معقول؟ انت يا جابر؟ انت؟ انت يا صاحب الشك والقلق والحرص؟ انت الذي تنادي بالستر والعفة وتتصفح وتفتش بهواتفنا وتراقب خطواتنا؟ انت الذي تقيد حركاتنا وتحسب علينا انفاسنا وتصادر حريتنا ورأينا؟ للأسف .... للأسف كنت اظنك جبل شامخ ومنبع الخلق والتحفظ ونلقبك انا وصاحباتي بالمتخلف المعقد الرجعي وكلي فخر بك وخوف منك واحترام وتقدير وهيبة .... بالأخر تعاشر مومس وتقيم معها في بيت؟ لماذا؟ بنت من بيت الدعارة؟ لماذا؟ لماذا؟ ولطمت على وجهها وهي تبكي بفزع وحرقة.

نهضت نسرين من السرير المبعثر بتكاسل وتأملت ببهوت الاغطية والوسائد المتناثرة بفوضى حولها كفوضى مشاعرها وبيدين كسولتين جذبت الشرشف ولفت به جسدها وببطء انحنت ولملمت الوسائد ورتبت الاغطية وهي ضائعة!
ما بداخلها ليس من السهل تفسيره!
مزيج غريب من الاحاسيس المبهمة
تساؤلات وتضاد مشاعر ولا تعرف ان كان ما تحسه الان خواء وفراغ ام أنهاك مشاعر واشباع غريزي ام رضا نفسي ما بعد نشوة الحب؟ ام استرقاق روحي واستعباد نفسي وجسدي؟
سعيدة؟ ام ذليلة؟ مبتهجة ام محبطة؟ راضية ام خائبة؟
هناك نقص هناك ضالة هناك حلقة مفقودة!
هناك سؤال بدون عنوان واجابته غير متوفرة
ما مسمى العلاقة التي تربطها بجابر؟
ما معنى الذي حصل قبل قليل من صراع كالمعركة الحامية! لصالح من انتهت جولة الغريزة؟
أكرمها جابر بذلك الزواج؟
ام قيدها ولف الحبل حول معصميها وعنقها ليقودها اليه كلما يشتهي؟
خرجت من الغرفة وهي تنتشل من الأرض ملابسهما المتناثرة في الارجاء وملامحها باهتة كالتي محيت منها كل ملامحها وضيعت حرية التعبير!

رغم عقد الزواج الذي حدث امام عينيها ورغم شعور السعادة الذي غمرها ورغم الرضا بداخلها الا انها لم تشعر وهي بين يدي جابر انها زوجة!
رأت جابر كمنتهز وأسلوب السيادة طغى على تعامله!
مازالت بنظره مومس وانه اشترى جسدها بماله واحساسها بدونيتها امامه لم يختفي وكأنه لا يرده ان يختفي
لم يسمعها كلام متعطشة لسماعه منه طوال الوقت
لم يحتفل معها بتلك المناسبة الكبيرة بينهما لم يقبل يديها لم يتطلع بعينيها كعاشق حصل على مراده
لم ينتظر منها ردة فعل لم يسمح لها بإبداء أي إحساس اتجاهه سوى الإذعان والتسليم وكأنه اوقعها أسيرة بعد انتصاره باستسلامها!

تعرف جيدا ان من المفروض والواجب عليها ان تظهر له الامتنان وتبالغ بشكره لانه تنازل وتزوجها ورفع من قدرها عندما قرن اسمها باسمه وهو السيد المهاب بين الناس ذا الصيت القوي والسمعة الشريفة وهي المعروف من اين أتت وكيف؟ وان عليها ان تجتهد بإرضائه كعرفان بالجميل ولا يحق لها ان تفكر بما تفكره الان
تدرك ان ليس من حقها ان تشكك بأهمية الوضع الذي نقلها اليه ولا تبقى تتعمق بالمشاعر وتطالب بأكثر من استحقاقها وتتمرد وتأمل المزيد
تدرك ذلك جيد جدا لكن لأنها تعلم حقيقتها وإنها ليست ابنة ليل وأنها ابنة ناس شرفاء وان ما وقع عليها رغم ارادتها وقدرها رماها واوقعها وقعة سوداء وهي بريئة من كل ذلك
لكل تلك الأسباب انها حزينة جدا وتشعر بالغبن حزينة من الظروف التي جعلتها تتقمص دور لا يناسبها ولا يليق بها دور الذليلة الكلبة الممتنة للسيد الذي تفضل عليها وتزوجها.

هوس القلوب الجزء الثانى لكاتبة هند صابرWhere stories live. Discover now