الفصل العشرون

149 11 0
                                    

الفصل العشرون.......

بحلول الليل كان جابر متوجه بطريقه الى دار البغاء وبرأسه ألف سيف ان يحدث مجزرة الليلة
الويل لكم مني .... الويل لك يا نسرين كلكم الليلة ستعرفون من هو جابر الكاسر وما عاقبة من يتورط معه.

بينما هو يقود بسرعة جنونية عقد حاجبيه وصرر على اسنانه وهو يستمع الى رنين هاتفها الذي وضعه على المقعد جنبه وتطلع بالرقم المتصل بنفور ثم ضغط بأصبعه على الرد وتطلع امامه بجمود عندما قالت سعاد بنبرة موشكة على البكاء: "نسرين حبيبتي اشتقت لك كثيرا أتمنى ان تكوني بحال أفضل من حالي بكثير .... انا في مأزق كبير ولم اجد غيرك حتى يستمع الي كما كنت دائما متفهمة وحنونة .... نسرين اجيبي انت معي؟ .... نسرين!"
فصل الاتصال بتوتر ثم بحث في السجل وتطلع بالرقم الأخير الذي طلبته حتى انه كاد ان يعرض نفسه لحادث لولا لطف الله وانتباهه باللحظة الأخيرة!
خفف السرعة حتى توقف جانبا وطلب الرقم ورفع حاجبه عندما بدأ يرن وهو مرتاب بالرقم كأنه مألوف لديه
وضاقت عينيه عندما أجابت سليمة وزمم شفتيه وهي تردد: "الو ..... الو .... نسرين؟ .... ما قصة مكالمتك الأخيرة اقلقتني جدا وطلبك كان غريب .... جابر موجود الان؟ نسرين؟ لم اشأ ان اتصل بك خشيت ان يكون موجود و .... نسرين تسمعينني؟"
رمى الهاتف بغضب مفرط واخرج هاتفه واتصل قائلا: "اريدكم الليلة كلكم في دار الأسود .... اسبقوني الى هناك انا في طريقي الى الدار"

كان غاضب ومجنون ويشعر بالغبن لقد لعبوا به الانجاس ونجحوا باستغلاله .... كيف حصل ذلك لك يا جابر كيف؟
وضرب على المقود بحرقة
كيف امنت جانبهم وهم قوم فسق وفجور؟
وضعوا لك طعم واكلته هذه المرة بسذاجة وحسن نية لست معتاد عليها كنت دائما حذر ومتيقظ ماذا دهاك؟
وضعوا بنت متمكنة وبارعة ليوهموك انها مختلفة
كالأفعى التي انسلخت من جلدها .... كالأفعى ملساء وغدارة
واكتسى الضعف ملامحه وهو يردد بهمس وقهر" كدت اصدقها .... بل صدقتها .... قلت ان عينيها لا يمكن ان تغدر وتخون .... مقاومتها! إصرارها على احترام نفسها! دموعها! صدق احساسها! مشاعرها التي تطورت بين يدي! ...كلما رأيتها تذكرت فتيات قصص الطفولة وكيف يبالغون بإظهارهن رقيقات بريئات طيبات جميلات كالملاك ....
غبي مغفل لعبت بك بنت الثامنة عشر وانت الناضج ذو الخبرة! عرفت نساء بعدد شعر رأسك لكن ابقيت قلبك في حصانة لسنوات

اين ذهب عقلك؟ بنت تلعب عليك وتتملك قلبك وتغيب عقلك! اما انت حمار يا جابر.
أفكاره وندمه وجلده لذاته وحقده وغيظه فاقم انفعالاته حتى وصل الى الدار وهو بأقصى درجات التحفز وترجل ليضرب باب سيارته بقوة شديدة وخطا نحو باب الدار والغضب اعمى عينيه وضيع اتزانه.
.................................................. .................................
اسند جلال ظهره على الاريكة وفتل شاربه ببطء وهو غارق بأفكاره ونفسه الامارة تراوده وتزين له ما يضمره لنسرين ....
تلك البنت مجرد مومس لا قيمة لها ولا احد سيأبه لما يحصل لها حتى جابر لانها معتادة على الرخص والانتهاك ولا احد خلفها يطالب بحقها لرخص لحمها.
الليلة لن افوت الفرصة بما ان جابر ذهب للسهر هناك في دار البغاء ساغتنم فرصة بقائها وحدها واقتحمها
من جهة ارد اعتباري امام نفسي على الأقل واخذ منها ما اعتادت على منحه ومن جهة أخرى اجهضها جنينها
عندما يكتشف جابر ان هناك من اغتصبها وأفقدها جنينها سيدير لها ظهره ولم يجد امامه سوى خطيبته الطاهرة النظيفة المحنكة ليقتنع بها ويعيد النظر بحساباته ويعود الى رشده
نفسيا لم يعد يتقبلها والرابط الذي كان يشده اليها يفك وينقطع بفقدان الجنين الذي كان متأثر به عاطفيا ويسرحها لتعود الى بيئتها وبذلك قدمت له أروع مثل بالإخلاص والتفاني
وابتسم بسخرية وهو يشعر بالغيرة القاتلة من جابر ومن ماجد وحتى من هناء
منهم كلهم .... متعجرفين .... ولدوا وبفمهم ملعقة من ذهب وفقدوا الإحساس بالأخرين يظنون نفسهم اسياد والاخرين واجبهم ان يخضعوا لهم ويلبوا اوامرهم وبامتنان أيضا.

هوس القلوب الجزء الثانى لكاتبة هند صابرOù les histoires vivent. Découvrez maintenant