الفصل الثانى

192 15 0
                                    

الفصل الثاني .........

في غرفة نسرين.........

كانت تستفرغ بالحمام وتمسك معدتها ولا تعرف ماذا أصابها ولجهلها بالأمور لم يخطر ببالها انها حامل!

ساءت حالتها الصحية جدا ولم تعد قادرة على السيطرة على نفسها حتى شكت ان هناك من وضع لها السم في الطعام مجددا ونزلت الى أرضية الحمام ووجهها يتصبب عرقا واعتصرت معدتها بيديها بأنفاس لاهثة واسندت رأسها على الجدار واغمضت عينيها ولا اراديا استرجعت بعض ما دار بينها وبينه وانتابتها الحيرة من تصرفاته معها
مرة ناعم وودود ومرة تستغيث من قسوته!
صدمها بهجومه عليها وكلامه اللاذع والتعدي عليها بالضرب كل ذلك لأنها امتنعت عن الامتثال لأوامره !
بينما كان سابقا يصبر عليها ويعاملها بمنتهى اللطف وهي تصده كل مرة حتى كادت ان تأمن جانبه وتصدق انه تغير وندم!
لكن سرعان ما اكتشفت مدى غبائها عندما أزال قناعه ليظهر الوحش القابع بأعماقه واراد ان يمتلكها جبرا مرة أخرى لأنه لا يقاوم دناءته وغروره واحباطها انفرها منه واثبت لها انه كاذب وكان يمثل عليها الرفق ليستدرجها ولما لم ينفع معها ذلك عاد الى طبعه الظالم المعتدي الباطل
وعاد وحيرها مجددا عندما وجدته ساهرا بقربها يعتني بها بعد ان تهالكت واغميت بيديه عاملها بمنتهى الرفق وحرص على افاقتها والتأكد من سلامتها ولم يفارقها حتى الصباح حتى انها نامت بحضنه بعمق بعد ان أصر على احتضانها ووضع رأسها على صدره وطمئنها بكلامه وانه لا يريد منها شيء سوى الاطمئنان عليها ولم تفق الا على إثر اغلاقه الباب عندما غادر عند السابعة صباحا مع انه لم يسبق له وبقي الى هكذا وقت في الدار دائما ما يخرج والليل مسدلا ستائره على الارجاء!
انتابتها نوبات القيء مجددا وكادت ان تفقد توازنها حتى دخلت عليها العاملة وحاولت إخراجها وهي تنادي: "البنت ستموت ساعدوني .... ساعدوني"
وسرعان ما أقبلت العاملة الثانية واخرجتاها وهي تجود بأنفاسها ورغم عدم تركيزها سمعت همساتهن: "ربما تكون حامل"
الأخرى وبحزن: "يا ويلها مسكينة مازالت صغيرة"

ارتعب قلبها وغار بين اضلاعها ورجت الله ان لا يورطها هكذا ورطة تؤدي بحياتها وتعرضها للعذاب وهمست بتعب: "سأكون بخير فقط اتركاني انام قليلا لا لا تخبرا أحدا يبدو انني تحسنت .... مجرد اكل فاسد اعيا معدتي"

عندما وضعتاها في السرير وخرجتا لطمت على وجهها عدة مرات وهي تردد: "يالوقعتك يالمصيبتك وسواد وجهك لو حصل ذلك فعلا ماذا سيفعلون بك؟ ماذا ستقولين لأهلك بأي وجه ستقابلينهم وبأي عين ستواجهين؟ ماذا تقولين اغتصبت وحبلت واسقطوني وأصبحت بذيئة ورخيصة وكلبة وانا بهذا السن؟ ماذا سيفعل بك غسان؟ كيف يتصرف معك جابر؟"
ووضعت يدها على فمها وهي تتذكر الفتاة التي ماتت بعد ان اجهضوها بوحشية ورموا بجنينها بسلة المهملات وتركوها مكشوفة العورة حتى الحيوانات ارحم من حالها!
هذا سيكون مصيرك يا نسرين؟

هوس القلوب الجزء الثانى لكاتبة هند صابرWhere stories live. Discover now